عمار العركي يكتب .. المؤامرات الإقليمية : توهان إستراتيجيات ام إرتهان علاقات أم لجام للمخابرات ؟؟

• السيد مدير المخابرات “هل تُصلح المُخابرات ما أفسدته السياسات ؟” هذا سؤال أجبنا عليه في سلسلة مقالات تحليلية لادواركم المتاح إدراكها إعلامياً – لا شك ان ما خفي وغيرمُتاح أعظم وأجلً – إبان قيام جهاز المخابرات العامة بإحداث العديدة من الإختراقات في علاقات السُودان مع دول الجوار والقرن الإفريقي قبل حرب التمرد ، خاصة الجارة “اثيوبيا” إبان التوترات على خلفية ملف آراضي الفشقة السودانية، وتمكن الجهاز بخبرة السنين في الاصلاح والتطبيع بين البلدين، فكان لقاء (البرهان -ابي احمد) التمهيدي في (كينيا) على هامش الإيقاد ًعقبه لقاء (بحر دار الموسع) على هامش ملتقى تانا الأمني.
• الشاهد في تلك الإختراقات ان جهاز المخابرات السوداني، رغم (مصابه وما أصابه)، لا زال يُتقن قواعد وفنون اللعبة والمهارات الدبلوماسية إضافة لإمتلاكه خيوط المعلومات ومواكبة التطورات والمتغيرات التي تعينه على التنبؤ والإستشعار للعب هذا الدور.
• ولكن ثمة أسئلة بخصوص راهن العلاقات السودانية مع دول القرن الافريقي التي تشهد تنافس وحروب أصلها ومسبباتها وادوات اشعالها وإطفائها إستخبارية غير مرئية يُعد فكها وتركيبها في الغُرف الخبيثة المغلقة والمُعتمة، وهي أخطروأنكا من الحروب العسكرية ودونكم الحرب التي نعيشها قرابة العام الا قليلا.
• علاقات السودان بدول المنطقة ليس كما كان عليه في السابق قبل الأربعة سنوات الماضية الأسفة وقميئة ، خاصة اثيوبيا ، كينيا ارتريا ، وما يجب ان يكون عليه الموقف السوداني والتعاطي الناجع ، ولكن الموقف ظل كما هو إن لم يكن اسوأ، ودونكم ما آلت اليه العلاقات مع “اثيوبيا” المتسلطة منذ وساطتها المشؤمة في مشاركة السلطة مع مكون مدني وطني إتضح فيما بعد عمالته وخضوعه لها.
• نعلم ان السياسة والساسة هم سبب هذه الإنتكاسة ، ونعلم ان جهاز المخابرات تمكن من التدخل وأفسد عمل السياسيين ، وأصلح ما يُمكن إصلاحه وأحدث إختراق مشهود في العلاقة مع أثيوبيا .
• ولكن يظل التعدي الأثيوبي الكيني السافر والواضح وصريح في الشأن السوداني ومساسه البيًن بالسيادة والكرامة الوطنية محل حيرة وتساؤل لتجاوزه لكل القوانين والأعراف التي تضبط وتحكم العلاقات بين الدول ، ويـُقابل ذلك بردة فعل سودانية تدعو للدهشة والإستغراب أحياناً ، والضحك والبكاء أحياناً أخرى ، مثال لذلك، ردة فعل الخارجية السُودانية المتأخرة والمُبكية، عندما تمخض جبلها عن مجرد استدعاء لسفيرها في ” نيروبي ” للخرطوم للتشاور حول استقبال “كينيا” لقائد التمرد ؟ وغضت الطرف عن قائمة طويلة من التعديات و التدخلات السافرة تمارسها “كينيا” ، أما “أثيوبيا” حدث ولا حرج.
• السيد مدير المخابرات ، إجتهدتم مشكورين ، وبادرتم مأجورين ، وأقبلتم على “أثيوبيا” التي أدبرت ، واصلحتم العلاقات معها، ومددتم يد “البرهان” لأبي أحمد لكنه سريعاً ما عضها،أفلم تكونوا مدركين لنواياه وغدره ؟ ولمُكره وخُبثه؟
• بالمقابل الجارة “إرتريا” أقبلت وأيدت وصدقت ، ويد رئيسها “افورقي” ما زالت مبادرة و ممدودة ، ويد الرئيس “البرهان” ما زالت مغلولة الى عنقه ؟ لماذا؟ وكيف يستقيم ان تقبلوا على من أدبر وغدر؟ وتعرضوا عن من أقبل وبدًر؟.
• الجارة (ارتريا) علاقتها مع السُودان بعكس (اثيوبيا) التي جاهرت بالتأمر مع الإمارات وكينيا بدعم ورعاية المليشيا الإرهابية بجناحيها العسكري والسياسي ، فجعلت من عاصمتها “أديس أبابا” ملاذاً آمناً وحاضنة للعملاء والجواسيس الذين يتأمرون ويكيدون للسودان ، بينما (ارتريا) التي وقفت مع السودان ودعمت الشعب السوداني وقواته المسلحة قولاً وفعلاً فجعلت من عاصمتها “أسمرا” ملاذاً آمناً لكل السودانيين الفارين من آتون الحرب وعاملتهم معاملة المواطن الإرتري، وذهبت (ارتريا) الى ابعد من ذلك بالاسهام الجاد في مساعي الحل ضمن (مبادرة دول الجوار) واردفتها بمبادرة خاصة تنتظر القبول، ولكن كل ذلك قوبل ببرود وإعراض لا يشبه العرف الدبلوماسي ولا الشعب السوداني الذي عُرف عنه رد الجميل بأحسن منه ، لماذا هذا ؟ وماذا هناك؟؟ و(مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ؟
• خلاصة القول ومنتهاه: –
السيد مديرجهاز المخابرات العامة ، لا خير فينا ان لم نقولها لكم ،فتخيروا موقفكم من خلال موقعكم ما بين حرف إن:-
– إن كنتم تعلمون وتعملون عليه فهذا مُـطمئن ويكفي.
– إن كنتم تعلمون ولا تعملون فهذا مقلق ومؤذي.
– إن كنتم تعلمون، والعمل لا تستطيعون فهذا مؤسف ومُخزي.

مقالات ذات صلة