بيان صحفي من تجمع أبناء قرى جنوب الجزيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أبناء شعبنا السوداني القوي …
إلى أبناء الجزيرة عموماً .. الأشاوس …
إلى المنكوبين .. أبناء جنوب الجزيرة على وجه الخصوص …
إلى المجتمع الدولي الغير موجود …
إلى المجتمع الإقليمي البائس …
إلى الجيش السوداني الغائب …
إلى قوات الدعم السريع التي تدعي أنها حارسة للوطن وداعية إلى الحرية والعدل والسلام …
منذ اللحظات الأولى التي مُهد فيها لتجتاح أو اجاحت فيها قوات الدعم السريع مدينة مدني حتى بدأت هذه القوات بالتعدي على ممتلكات الناس وإرهابهم وإزلالهم وأمتد هذا التعدي السافر إلى كل قرى الجزيرة بلا استثناء ، وسُلبت الممتلكات مما أضطر الناس إلى الفرار إلى قرى أخرى علًّها تكون أكثر أمناً ، وخلف هذا الكثير من المآسي خاصة في منطقتنا جنوب الجزيرة فانعدمت ضروريات الحياة مما أدى ذلك إلى تفاقم الوضع الصحي للمسنيين وأصحاب الأمراض المزمنة ،ولازم كل هذا قيام قوات الدعم السريع بالتعدي على ممتلكات الناس وسلب بيوتهم ، ولم تبق عربة في منطقة جنوب الجزيرة وإلا أُخذت تحت تهديد السلاح ، وهو عدد مهول من العربات لم تسلم منها حتى العربات الخردة والغير عاملة ، وواقع الحال يقول إن منطقة جنوب الجزيرة الآن لا توجد بها عربة واحدة إذ أن كل العربات أصحبت تحت سيطرة قوات الدعم السريع ، وهذا بلا شك يشير بوضوح إلى ثبوت التهمة ضد قوات الدعم السريع بما قامت به من تخريب ونهب وسلب في كل مكان دخلوا إليه.
إننا في منطقة جنوب الجزيرة لا نقول إننا ندين ونستنكر ما قامت به قوات الدعم ضد أهلنا في جنوب الجزيرة ،وإنما نقول إننا نحِّمل الدعم السريع المسؤولية التامة فيما حدث من جرائم بشعة تأتي في سياق الجرائم التي اعادت هذه القوات أن تفعلها في أي منطقة دخلوا إليها ، وهي تكشف بصورة واضحة عن الطبيعة الوحشية لأفراد القوات السريع مما يعني أنها هي مجرد مليشيا لا علاقة لها بما يصدر من قطاعها السياسي ورئيسها بأنهم جاءوا لنصرة إنسان السودان وتحقيق العدالة والسلام والديمقراطية مما يفُهم معه إن ما قيل هو كلمة حق أًريد بها باطل …
ورغم كل النداءات التي صدرت من أبناء جنوب الجزيرة لنجدة أهلنا ورفع الضرر عنهم، فلم تصدر هذه اللحظة من أي جهة على مستوى العالم أو المستوي الإقليمي حتى مجرد الإدانة التي لا تقدم ولا تؤخر، والحديث هنا موجه لقيادات الدعم السريع التي سمعت ووصل صوتنا إليها إن قواتها تمارس السرقة والسلب والقهر والإزال بحق أهلنا في جنوب الجزيرة، وطلبنا منها إن كان لها بالفعل كلمة على أفرادها النزول إلى منطقة جنوب الجزيرة لترى ما تفعله هذه القوات السارقة الناهبة الغاصبة المعتدية ، ولكنها تمارس الصمت مما يعني المزيد من رضائها عما تفعله قواتها التي لا زالت في غيها سادرة طالما أنها تدرك أنها مدعومة ومبارك ما تقوم به من قادة الدعم السريع ليتفاقم الوضع الذي ينذر بكارثة إنسانية حقيقة لأن المؤن التي عند أهلنا بدأت تنفد ناهيك عما لازم الوضع الصحي للمحتاجين من تردي …
فإنه حُق لنا أن ندين الصمت الدولي والإقليمي المريب العجيب.. فإنه يستقر الآن ملء يقيننا إن قوات الدعم السريع هي مليشيا جاءت للسلب والنهب وترويع الناس وتهجيريهم من منازلهم وإلا ما الذي يمكن أن يفسر به تجفيف منطقة جنوب الجزيرة وغيرها من مناطق الجزيرة من العربات وسرقة البيوت والمحلات التجارية والتنافس الذي تراه بين أفراد قواتها ليكون لكل منهم الحظ الأوفر من العربات الفارهة.. فأنت تسمع أفراد مليشيا الدعم السريع وهو يتنافسون هذه لي وهذه لجماعة فلان، وإنسان جنوب الجزيرة المغلوب على أمره يسمع كل هذا أمام ناظريه ولا يستطيع أن يحرك ساكناً لإرهابه بالسلاح والذل والقهر..
فأي شعارات مرفوعة مريية من هذه القوات المريبة تتيح لها سرقة أملاك الناس والتعدي على حرماتهم، ليكون ما تعرض له إنسان جنوب الجزيرة من سلب ونهب تحت تهديد السلاح هو شيء ممنهج ومعد له من قبل هذه القوات الغاشمة …
وعليه فإننا في منطقة جنوب الجزيرة نحمِّل قادة الدعم السريع ما قامت بها قواتها من تعدي وخسائر في الممتلكات والأرواح بما يصدر من قواتها عبر القمع المنظَّم، ولا زلنا عند ندائنا … إن كان قادة الدعم السريع عندهم الرغبة في وقف هذا التعدي وإرجاع المسروقات إلى أهلها وضبط التفلت وردع السارقين ، فلتزل قواتها إلى أرض جنوب الجزيرة لترى صدق ما نقول، والتي هي حتماً ستذهل من كمية العربات الموجودة في أطراف قرى جنوب الجزيرة في انتظار التهريب.. علها تأمر بالإيقاف الفوري للسرقات والانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين في منطقة جنوب الجزيرة، أو ليترسخ في يقيننا وضمير العام أجمع أنها مليشيا وقوات قوات مرتزقة لنضم صوتنا لصوت كل من ينادي بتصنيفها كتنظيم إرهابي يجيب محاربته من كل العالم …
فيا أهلنا بجنوب الجزيرة تعاهدوا بعضكم وأقسموا ما بأيديكم بين إخوانكم، وكونوا لبعضكم سنداً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً وتنتهي هذه الأزمة وتعود قرى جنوب الجزيرة ترفرف فوقها أعلام الحب والمودة والسلام، ولا نامت أعين الجبناء…

تجمع أبناء قرى جنوب الجزيرة
الاحد الموافق 2023/12/24م

مقالات ذات صلة