أقلام.. كتب-ماهر النهري. . (دور الأمارات الخفي في عدم تسوية الأزمة السودانية .)
اقلام. ..
محاولات إرضاء أهل النعمة وإتساع سعة اليد من قبل القادة الأفارقة لتسوية الأزمة السودانية والتي بدأتها دول الجوار تحت مظلة الإتحاد الإفريقي ومؤخراً منظمة الإيغاد متواصلة رغم أن جل مجهودات القادة قد بأت بالفشل وربما تقود إلى توترات بين السودان والمؤسسات المعنية إن أصر قادة هذه الدول على تمرير أجندتهم المبطنة بعدم الحيادية على السودان لإعادة توازن المليشيا المتمردة حسب رغبات دولة الإمارات.
من خلال ما تقدم يمكن ان نشخص هذه المحاولات في موقفين :-
( *١* )
في التاسع من الشهر الجاري عقدت بجيبوتي قمة لمناقشة الأزمة السودانية وقد حدد السودان الأجندة والحضور وكان من بينهم المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي مايك هامر ، المبعوث الخاص للأمم المتحدة رمضان لعمامرة ، المبعوثة الخاصة للإتحاد الأوربي أثيت ويبر ، السفير جون قوفري ، شخبوط آل نهيان وزير دولة بالإمارات ، إضافة إلى وفد الحرية والتغيير المركزي بقيادة حمدوك الذي رفضت له السكرتارية بعدم المشاركة ومن أبرز التطورات تلاحظ غياب السفير الجديد في منبر جدة والسفير السعودي هذا التطور يضع حوله مزيد من الشكوك حول إستمرار منبر جدة وربما يكون أن إتفاقاً قد تم بين أمريكا والأمارات وتم التأمين بين البلدين على التقليل من أهمية منبر جدة الخالي من أي مشاركة للإمارات فيه وأن تكون الإمارات المنبر البديل لبسط أياديها لإحتواء المليشيا وتقديم الدعم اللآزم السياسي والعسكري والإعلامي بشكل معلن خاصة بعد تصريحات العطا وتمنع الجيش على إبداء أي تنازلات ترضي الأمارات .
مسوغ ذلك يتضح جلياً في غياب السفير السعودي والسفير الأمريكي الجديد في منبر جدة رغم تحفظات بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي على بط إحداث أي بشائر في منبر جدة .
( *٢* )
سكرتير الإيغاد يخطر الخارجية السودانية بأن عبد الرحيم دقلو سيلتقي البرهان بدلاً عن محمد حمدان.
هذه الفقرة وردت في مخرجات البيان الختامي لقمة الإيغاد وان وزارة الخارجية السودانية قد أبدت عليها مع نقتط أخرى عدة ملاحظات وجاء في ملاحظاتها بأن السيد/ البرهان وفي خطابه أمام القادة الأفارقة والضيوف قد ربط لقائه بمحمد حمدان بوقف إطلاق النار الدائم وخروج المتمردين من المنازل والأعيان وتجميعهم خارج العاصمة*.
وبناءاً على عدم تحقيق هذين الشريطين وتحديد عبدالرحيم بدلاً عن حميدتي رفض البرهان هذا اللقاء وربط لقائه بعبدالرحيم بعد إعلان مصير حميدتي وهذا هو الإجراء الصحيح .
تسعى الأمارات لفرض عبدالرجيم على ان يكون قائداً لقوات الدعم السريع وان يكسب من لقاءه بالبرهان تحقيق الشرعية التي تمكنه وضع نفسه منافساً للبرهان وان يكون لاعباً مهماً في أي تسوية قادمة دون التطرق عن معرفة مصير حميدتي .
الإمارات بشك واضح أو ضمني تعتبر القاسم المشترك في تطورات الإزمة للحفاظ على جناحيها السياسي والعسكري وترغب في فرضهما على الداخل بدافع الحكم المدني وإعادة الديمقراطية في السودان وفي قناعتها ان ذلك لا يتم إلا ان يكون الدعم السريع وقحت طرف أصيل مسنود من أمريكا والدوائر الغربية.
التطورات المذكور تحمل عدد من نقاط القوة التي تحسب في صالح الجيش وهي إعلان موت حميدتي ، عبد الرحيم بفتقد الحكمة والكاريزما التي تمكنه من قيادة قوات الدعم السريع ، زيارة السيد/ مدير جهاز المخابرات العامة لقطر.
الخلاصات :-
إن تم إعلان موت حميدتي من قبل الدعم السريع رسمياً وتم إختيار عبد الرحيم في منصب القائد العام وإن تمكن الجيش من إحداث من إختراق قوات الدعم السريع ووطد علاقات ثنائية حقيقة مع المجتمع الدولي والإقليمي والدخول معهم في شراكات ذكية فمن المنطقي ان يكون ذلك سبباً في نهاية الأزمة.