هل تغرق الخرطوم؟ تدمير جسر جبل أولياء في السودان
تبادل الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، السبت، اتهامات بتدمير جسر خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم، وذلك وسط تحذير خبراء من أن المعارك الدائرة على مقربة من خزان جبل أولياء “ربما تقود إلى نتائج كارثية قد تصل إلى إغراق العاصمة، نظراً إلى السعة التخزينية الكبيرة للبحيرة البالغة 3 مليارات متر مكعب”، بحسب تقارير سودانية.
وقال الجيش السوداني في بيان عبر صفحته في “فيسبوك”: “مواصلةً لمشروعها التدميري للبلاد وتخريب بنيتها التحتية، تسبب القصف المدفعي من قبل المليشيا المتمردة الإرهابية (قوات الدعم السريع) على مواقعنا بجبل أولياء، فجر اليوم (السبت) في تدمير جسر خزان جبل أولياء”.
في المقابل، ذكرت قوات الدعم السريع، في بيان، على منصة X (تويتر سابقاً): “استمراراً لسلسلة انتهاكاتها الوحشية في تخريب المنشآت العامة والخاصة، دمرت ميليشيا عبد الفتاح البرهان وفلول المؤتمر الوطني الإرهابية فجر السبت، جسر خزان جبل الأولياء الذي يربط جنوب الخرطوم بأم درمان”. وأضافت أن تدمير الجسر “عمل إرهابي بامتياز، وجريمة حرب مكتملة الأركان”.
وخلال الأيام الماضية، تبادل الطرفان الاتهامات بتدمير مصفاة الجيلي شمال مدينة بحري، وجسر شمبات الذي يربط بين أم درمان وبحري، وتستخدمه قوات الدعم السريع ;خط إمداد لقواتها عبر مدن العاصمة الثلاث.
وكثفت قوات الدعم السريع هجماتها على الجيش في جبل أولياء خلال اليومين الماضيين للسيطرة على جسر الخزان، الذي يربط أم درمان بجنوب الخرطوم، وذلك لإيجاد خط إمداد جديد لقواتها بعد تدمير جسر شمبات.
وبحسب خبراء، فإن المعارك الدائرة على مقربة من خزان جبل أولياء ربما تقود إلى “نتائج كارثية”، قد تصل إلى إغراق العاصمة الخرطوم، وذلك بالنظر إلى السعة التخزينية الكبيرة للبحيرة البالغة ثلاثة مليارات متر مكعب، بحسب ما أورده موقع “ألترا سودان”.
وإثر ذلك، أطلق سودانيون ومهتمون بالسدود نداءات تحذر من خطر كبير قد يواجه الخرطوم جرّاء العمليات الحربية الدائرة هذه الأيام في منطقة جبل أولياء، وفي أذهانهم تفجير جسر شمبات الرابط بين مدينتي بحري وأم درمان إلى جانب عمليات التخريب الواسعة للمنشآت والبنى التحتية في سياق الاقتتال الذي يدخل شهره الثامن.
والمعارك التي دارت بين الطرفين مؤخراً في معسكر الدفاع الجوي ومعسكر آخر للجيش على مقربة من خزان جبل أولياء، ربما تتسبب بكارثة تؤدي إلى انهيار خزان جبل أولياء الذي افتتح العام 1937 بطول يبلغ 6 آلاف و680 متراً وارتفاع 22 متراً من قاع النيل الأبيض و381.5 متراً من سطح البحر.
يأتي ذلك غداة تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الجمعة، وزير خارجية الجزائر السابق رمطان لعمامرة مبعوثاً شخصياً له إلى السودان، ومطالبة الأمم المتحدة بإجراء تحقيق في تقارير تفيد بحدوث موجة ثانية من عمليات القتل ذات الدوافع العرقية في ولاية غرب دارفور والتي خلفت مئات الضحايا.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن معلومات أولية تم الحصول عليها من ناجين وشهود تشير إلى أن مدنيين من قبيلة المساليت “عانوا 6 أيام من الرعب” في وقت سابق من هذا الشهر.
وبدأت تلك الهجمات بعدما سيطرت قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها على قاعدة الجيش السوداني في أردمتا قرب الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في 4 نوفمبر.
وتأتي هذه الهجمات في خضم الحرب المستعرة في السودان، منذ أبريل، إذ تخوض قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان حرباً مع قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”، وأودى النزاع بحياة أكثر من 10 آلاف سوداني حتى الآن، وفق حصيلة صادرة عن مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها (أكليد).
وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من 4.8 مليون شخص داخل السودان، وأجبرت 1.2 مليون آخرين على الفرار إلى البلدان المجاورة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
الشرق للأخبار