الجيش والدعم السريع يبدأن تنفيذ إجراءات إيصال المساعدات لمتضرري الحرب
أعلنت الوفود المفاوضة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن بدء تنفيذ إجراءات إيصال الإغاثة التي اتفق عليها في جده مؤخرا لتمكين عمال الاغاثة من الوصول ملايين الأشخاص الذين في أشد الحاجة إليها.
وتتحدث الأمم المتحدة عن معاناة ملايين السودانيين من انعدام الأمن، بينهم أكثر من 6 ملايين شخص على حافة المجاعة، بينما تزداد المخاوف من أن يقود إطالة أمد النزاع وتوسع نطاقه إلى زيادة أعداد الجوعى.
وقال رئيس وفد الجيش المفاوض اللواء محجوب بشرى، في خطاب رسمي إلى شركاء العمل الإنساني حصلت عليه “سودان تربيون”، الخميس؛ إن “القوات المسلحة وافقت على تشكيل منبر القضايا الإنسانية لإزالة العوائق التي تعترض انسياب الإغاثة”.
وتعهد بإكمال إجراءات التخليص الجمركي للعون الإنساني خلال 7 أيام عمل كأقصى حد، إضافة إلى البت في تأشيرات الدخول المتأخرة مع منح المدير القطري لأي منظمة إذن عمل وإقامة لمدة عام، مقابل 6 أشهر للموظفين.
وتجأر المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالشكوى من وضع السلطات السودانية عراقيل امام منسوبيها بما يقلص من إمكانيات الوصول للمحتاجين كما شكت منظمات بينها أطباء بلا حدود، من تأخر السلطات في منح موظفيها تأشيرات دخول للبلاد.
والثلاثاء، أعلنت الوساطة المكونة من أميركا والسعودية والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد عن توصل الجيش والدعم السريع لاتفاق يقضي بمعالجة معوقات إيصال الإغاثة عبر فريق عمل مشترك يرأسه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وكشف محجوب بشرى عن توجيه للسلطات في بورتسودان، بتسهيل إجراءات 90 شاحنة محملة بالإغاثة وتأمين سلامة القوافل بما في ذلك الموظفين ومواد الإغاثة.
بدوره، قال رئيس وفد الدعم السريع المفاوض العميد عمر حمدان، إنهم ملتزمون بتسهيل مرور الإغاثة دون عوائق مع ضمان حرية الحركة للعاملين في المنظمات الإنسانية وحماية أصولها ومكاتبها ومستودعاتها.
وتعهد بالامتناع عن التدخل في العمليات الإنسانية، معلنًا موافقتهم على تعيين منسقين للتنسيق المدني ــ العسكري بقيادة الأمم المتحدة، إضافة لتشكيل وحدة تكون مسؤولة عن سلامة وأمن العمليات الإنسانية.
ويشكك البعض في قدرة المنظمات على ايصال المساعدات بسبب عدم توصل طرفي النزاع لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة حاجته لضمانات موثوقة من أطراف النزاع للتأكد من أن الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني والأصول تتحرك بأمان عبر خطوط الصراع، خاصة مع عدم القدرة على الوصول إلى مناطق مزقتها الحرب من بينها الخرطوم ودارفور وكردفان.
وطالب المكتب بضرورة إتباع تعهدات الجيش والدعم السريع بإجراءات فورية وملموسة، من أجل إزالة العقبات التي تمنع تقديم الإغاثة المنقذة للحياة.
واندلعت حرب شرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل المنصرم، دفعت 5.9 مليون شخص للفرار من منازلهم، كثير منهم يعيشون في ظل أوضاع إنسانية قاسية.