“الأطفال كانوا يلعبون”.. شاهد عيان يروي لحظات قصف مستشفى المعمداني في غزة
وكالات اثيرنيوز
“العائلات كانت تجلس في أمان. بعضهم كانوا نائمين، وآخرون كان يتناولون وجبة العشاء، وبعض الأطفال كانوا يلعبون في ساحة المستشفى، حين جاء القصف بشكل مفاجئ وسريع”.
يصف شاهد العيان، الصحفي سيف السويطري، في حديث لموقع “الحرة” لحظات قصف مستشفى المعمداني بغارة إسرائيلية أدت إلى مقتل 500 شخص، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة.
وأكدت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله، نيبال فرسخ، لموقع “الحرة” إنه لم يصل أي تحذير ولا أمر بالإخلاء للمستشفى العربي الأهلي المعروف باسم “المعمداني” قبل أن تقصفه القوات الإسرائيلية، وفق قولها.
وتكتظ أروقة وساحات مستشفيات قطاع غزة، شمالا وجنوبا، بنازحين تقطعت بهم السبل، آملين الا يتعرضوا للقصف الإسرائيلي المتواصل منذ عشرة أيام، ما يثقل كاهلها في ظل التدفق الهائل للجرحى والقتلى.
وقالت فرسخ إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مستشفى المعمداني في قطاع غزة ما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص بينهم أفراد من الطواقم الطبية”، مضيفة أن معظم القتلى من الأطفال والنساء.
لحظة قصف مستشفى #المعمداني في #غزة.. ووزارة الصحة بالقطاع: مقتل وإصابة 500 على الأقل#الحرة #شاهد_الحرة #الحقيقة_أولا pic.twitter.com/iwBy4o9pHE
— قناة الحرة (@alhurranews) October 17, 2023
وأضافت فرسخ قولها “كان هناك مئات النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى بعد أوامر الإخلاء التي صدرت من الجيش الإسرائيلي، اعتقادا منهم أنهم سيكونون في مكان آمن”.
وتابعت: “لم يكن هناك أي تحذير ولا طلب بإخلاء المستشفى. هذا المستشفى لم يكن من ضمن المستشفيات الخمسة التي صدر لها قرار بالإخلاء، وتم بالفعل قصفها من دون أي سابق إنذار”.
وأشارت إلى أن المستشفى تابع لجمعية أهلية مسيحية. بعد صدور أوامر إسرائيلية لمليون و200 ألف شخص بالانتقال نحو جنوب قطاع غزة، هناك كثير من الناس لم يتمكنوا من النزوح إلى الجنوب، بسبب صعوبة الأوضاع وصعوبة التنقل، فاضطروا إلى اللجوء للمستشفى والتكدس هناك”.
ودعا الجيش الجمعة المدنيين في مدينة غزة (1,1 مليون نسمة) إلى الانتقال نحو جنوب القطاع، وحثهم السبت على عدم الإبطاء. لكن كثيرين آثروا البقاء في منازلهم بينما تدفق الآلاف للمستشفيات للاحتماء من الغارات الإسرائيلية.
وأكد الصحفي، سيف السويطري، أنه “لم يكن هناك أي رسالة تحذير أو إخلاء سواء لإدارة المستشفى أو النازحين”.
وقال إن “هذا المستشفى يتبع الطائفة المسيحية في قطاع غزة، ويقع وسط المدينة، ولا يستقبل في العادة الشهداء ولا المصابين، فقط المرضى وأصحاب العمليات الصغرى، ولجأ إليه أكثر من أربعة آلاف شخص من الذين لم يتمكنوا من النزوح نحو الجنوب”.
ووصف السويطري لموقع “الحرة” اللحظات التي تم فيها القصف، قائلا “العائلات كانت تجلس بأمان … حين فوجؤوا بغارة إسرائيلية في السابعة وخمس دقائق مساء عبارة عن ثلاثة صواريخ. القصف جاء بشكل مفاجئ وسريع”.
وأضاف: “نتحدث عن أكثر من 800 شهيد وقد يصل إلى ألف شخص، ومئات الإصابات معظمها خطير وفوق المتوسط، أطفال ونساء وشباب وكبار سن، وجثث متفحمة ومتقطعة، أشلاء الضحايا تناثرت في محيط المستشفى وعلى جدرانه”، مشيرا إلى أن “الدفاع المدني ورجال الإسعاف لا يستطيعون التعامل مع حجم هذه الجريمة”.
وقال: “بالتزامن مع هذه الجريمة، سمعنا عن انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء الطبي الرئيسي في غرب مدينة غزة، ما يعني أن التعامل مع هذا الأمر أصبح أكثر صعوبة”.
وأشار إلى أن “التعامل مع المصابين أصبح بنظام المفاضلة، بمعنى أن الإصابة الخطيرة يتم تركها ويتم التعامل مع الإصابة التي يمكن إنقاذها بسرعة”.
وبعد القصف الذي طال باحة مستشفى الأهلي في مدينة غزة، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة أكس “تدين منظمة الصحة العالمية بشدة الهجوم على المستشفى الأهلي العربي” مطالبا بحماية المدنيين.
وقالت فرسخ لموقع “الحرة”: “حتى اللحظة، الطواقم الطبية تعمل على إخلاء الجرحى والمصابين والشهداء من الموقع”.
وتوغل مقاتلون لحركة “حماس” الفلسطينية في السابع من أكتوبر في مناطق إسرائيلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصا، وأسروا 199 آخرين، وفق الجيش الإسرائيلي.
وبلغ عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي أكثر من 1400 منذ الهجوم، معظمهم مدنيون.
وترد إسرائيل بقصف عنيف ومكثف على قطاع غزة حيث قتل نحو ثلاثة آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
المصدر / الحرة