غارات جوية في الخرطوم اليوم مع استمرار المعارك بمناطق مختلفة
تجددت المعارك والقصف المدفعي المتبادل بين الطرفين بالعاصمة الخرطوم اليوم ، ودوت خلالها انفجارات قوية في محيط القيادة العامة للجيش وما حولها .
قالت مصادر صحفية في الخرطوم ان الجيش السوداني قام باستهدف مواقع للدعم السريع وفق قناة الحدث في بوابة مصفاة الجلي للنفط شمال الخرطوم التى يسيطر عليها الدعم منذ اشهر وسط قصف عشوائي متبادل في العاصمة ومعارك برية عنيفة بأم درمان.
و حول الوضع الميداني في العاصمة الخرطوم أفاد مراسل قناة الغد أن هناك غارة نفذتها قوات الجيش صباح اليوم قرب منطقة شارع الستين بواسطة الطائرات المسيرة على مواقع لقوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن حركة الطائرات المسيرة نشطة للغاية هذا الصباح.
ومنذ اندلاع المعارك التي تركزت في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد، قُتل نحو 7500 شخص، بينهم 435 طفلًا على الأقل بحسب منظمة أكليد غير الحكومية والأمم المتحدة، في حصيلة يرجّح أن تكون أقلّ بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع.
في سياق اخر حول طبيعة مجريات المعارك وتحول تصعيد “الدعم السريع” باتجاه القيادة العامة للجيش، أوضح أستاذ الدراسات الأمنية والاستراتيجية أسامة عيدروس وفق جريدة اندبندنت البريطانية أن هذا التصعيد الحالي وما سبقه حول سلاح المدرعات لا يمثل تحولاً على صعيد ميدان المعركة، بقدر ما بات يشكل مزيداً من الاستنزاف لقوات “الدعم السريع”.
وأوضح عيدروس أن ميدان المعركة شهد تحولاً منذ الرابع من يوليو (تموز) الماضي، بعد أن أدركت قوات “الدعم السريع” أن انتشارها الواسع في الأحياء وبيوت المواطنين في كل مساحة ولاية الخرطوم أصبح عائقاً لاستراتيجية الفزع التي تقاتل بها، وتسبب في تشتت قواتها وإضعاف قدرتها على الاستيلاء على أية منطقة عسكرية للجيش بالخرطوم.
وأشار أستاذ الدراسات الأمنية إلى أن الاستراتيجية العسكرية لـ”الدعم السريع” تحولت فعلياً إلى الدفاع وصناعة مصائد محكمة (كمائن) في الأحياء السكنية لتعوق تقدم الجيش، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية في الخرطوم تكاد تكون توقفت بشكل شبه تام منذ الرابع من يوليو حتى 19 من أغسطس (آب) الماضيين، وهو تاريخ بدء الهجوم على المدرعات.
وأردف عيدروس “يبدو أن عدم تقدم القوات المسلحة واعتمادها على العمل الخاص شجع (الدعم السريع) على ارتكاب المغامرة بعد وصول دعم عيني بقوات وعربات دفع رباعي قادمة من ليبيا، واستمر الهجوم على المدرعات لسبعة أيام كاملة في هجمات انتحارية وصل بعضها إلى سور المدرعات من دون أن تحقق سوى مزيد من الموت والاستنزاف في صفوف (الدعم السريع)”.
وأوضح أستاذ الدراسات الأمنية أن “الدعم السريع” تحول من مهاجمة سلاح المدرعات إلى القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، لكن من دون جدوى وبالقدر نفسه من الخسائر، إذ يمثل كلا الهدفين مسرحاً متشابهاً نسبة إلى وجود ثقل من قواته في كل من جنوب الخرطوم وشرق النيل.
وأضاف “لكن مع شبه الإغلاق الذي تم لجسر شمبات الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان، فإن المتوقع هو عودة المعارك إلى أم درمان في محاولة لإسقاط سلاح المهندسين جنوب المدينة أو الوصول إلى قاعدة وادي سيدنا في شمالها قبل التحرك الحاسم للجيش”.
واشتعلت الحرب بسبب النزاع على السلطة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع، الذي كان نائبًا له الفريق محمد حمدان دقلو.
وحتى الآن، فشلت كل الجهود الدبلوماسية التي قامت بها أطراف عدة، من بينها الولايات المتحدة في وقف القتال.
المصدر / وكالات