البرهان يرد على انباء وجود صفقة سياسية لخُروجه من الخرطوم ويؤكد أن الحرب بدأت بكذبة
اعتبر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الحديث عن خروجه من العاصمة الخرطوم باتفاق سياسي أو صفقة أو بمساعدة جهة خارجية “مجرد وهم”.
جاء ذلك بكلمة ألقاها الإثنين البرهان (يقود الجيش) عند زيارته قاعدة “فالمينغو” العسكرية بمدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر (شرق)، لتفقد القوات البحرية.
والخميس ظهر البرهان بمدينة “أم درمان” غرب العاصمة، وتفقد عددا من المنشآت العسكرية بعدما ظل متمركزا في مقر القيادة العامة بالخرطوم منذ أبريل/نيسان.
وقبلها كان آخر ظهور للبرهان في 18 يوليو/تموز، عندما ظهر حاملا سلاحا رشاشا ومسدسا وقنبلة يدوية وهو يترأس اجتماعا عسكريا بمركز القيادة والسيطرة للجيش وسط الخرطوم.
وقال في كلمته: “الحديث عن خروجي من الخرطوم عبر اتفاق أو (بواسطة) جهة ساعدت أو صفقة ده زول (هذا شخص) عنده (لديه) وهم، ده زول موهوم في رأسه”.
وأضاف: “نحن لا نتفق مع الخونة أو أي جهة ثانية خانت الشعب السوداني”.
وتابع: “الحرب بدأت بكذبة، ادعوا (في إشارة إلى قوات الدعم السريع) أنهم يقاتلون الفلول والكيزان (أنصار الرئيس المعزول عمر البشير)، لكن نحن جيش وسنقاتل إلى النهاية. وإذا الحرب كملتنا (قضت علينا) فهذه البلاد بخيتة وسعيدة عليهم (مبروكة عليهم)”.
وفي السياق، شدد البرهان على أن كل الشعب السوداني “يقف مع الجيش، وكل وحداته العسكرية”.
وأردف: “يقف الشعب في كل مكان وقفة واحدة لهزيمة التمرد والخيانة والمرتزقة القادمين من مختلف بقاع الدنيا، ولننتهي من هذه الفتنة ونخرج منها كلنا أقوياء وصامدين ومرفوعي الرأس”.
وعلى هذا النحو، ذكر البرهان أن الجيش “لم يبدأ” الحرب، قائلا: “نحن على حق ولم نبدأ هذه الحرب ولم نسع إليها، هم (في إشارة للدعم السريع) من بدأوها وسيهزمون شر هزيمة”.
وفي معرض الحديث عن ملابسات خروجه من الخرطوم، أصر على أن عملية الخروج تمت من خلال وحدات وتأمين الجيش، ودون أي اتفاق أو صفقة.
وقال: “خروجي تم بمشاركة كل وحدات الجيش؛ القوات الجوية والبرية والبحرية، وكانت عملية شهدت قتال ولم تكن عملية استجداء لأي شخص”.
وأشار إلى سقوط شهيدين أثناء خروجه من مقر القيادة العامة، قائلا: “وقعنا في فخ. وإخواننا في القوات البحرية الذين كانوا جزء من العملية قدموا اثنين من الشهداء”.
وانتقل البرهان مباشرة من “أم درمان” الخميس، إلى مدينة عطبرة بولاية نهر النيل (شمال) والتقى قيادات عسكرية وتفقد جرحى الحرب داخل مستشفى عسكري.
وبدوره قال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إن نظام الحكم في السودان “يجب أن يكون فدراليا، ديمقراطيا، ومدنيا”
جاء ذلك في منشور له على منصة “إكس”، مساء الأحد، كشف فيه عن موقف قوات الدعم السريع من الحل الشامل في السودان، ورؤيتها من أجل بناء “دولة سودانية على أسس جديدة”.
وأوضح أن “النظام الفدرالي غير التماثلي، الذي تتفاوت فيه طبيعة ونوع السلطات التي تتمتع بها الوحدات المكونة للاتحاد الفدرالي، هو الأنسب لحكم السودان”.
وطالب ببناء “سودان جديد” قائم على الديمقراطية والاعتراف بالتنوع والتسامح والسلام الحقيقي، لافتا إلى أن هذا النظام الجديد لا يمكن تحقيقه إلا من خلال “العدالة الاجتماعية”.
وأكد على أن المدخل الصحيح لتحقيق السلام المستدام في السودان هو “إنهاء وإيقاف العنف البنيوي، الذي تمارسه الدولة ضد قطاعات واسعة من السودانيين، لا سيما في أطراف السودان”.
وفي السياق، أوضح حميدتي أن الحرب الدائرة في السودان “هي انعكاس أو مظهر من مظاهر الأزمة السودانية الطويلة، والتي يتطلب إنهائها البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد، مقرونا بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان”.
وشدد على ضرورة أن تكون حرب 15 أبريل / نيسان هي “النهاية لجميع حروب السودان”.
وتابع:”حل الأزمة الراهنة يكون بالرجوع إلى ما كانت تتمسك به قوات الدعم السريع دائما، والحل السلمي”.
وذكر حميدتي بأن نظام الحكم الديمقراطي المدني، يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم، ويمكن جميع السودانيين من المشاركة في تقرير مصيرهم السياسي.
كما دعا إلى العمل علي إشراك أكبر وأوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة والمرأة من كافة مناطق السودان.
كما دعا إلى ضرورة “تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية، بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية، واحدة تنأى بنفسها عن السياسة”.
وفيما يتعلق بالموضوعات الخاضعة للتفاوض مع أطراف الحرب، لفت حميدتي إلى “مسألة تأسيس جيش جديد قومي مهني واحد؛ الفترة الانتقالية والحكم المدني الانتقالي؛ السلام الشامل والعادل المستدام؛ النظام الفدرالي وهياكله ومستوياته وسلطاته وقسمة الموارد؛ العدالة الانتقالية”.
ونوه إلى ضرورة أن تشهد المفاوضات مشاركة القوى “التي تصدت لجبروت قادة نظام عمر البشير الأيديولوجي وأسقطته”، سواءً كانت هذه القوى في المركز أو الأطراف، وعلى رأسها المهنيين ولجان المقاومة والشباب والنساء.