خالد عمر يوسف لـ «التغيير»: مطالبتنا بإدانة انتهاكات طرف واحد تمثل موقفا سياسيا
نفى القيادي بالمجلس المركزي لتحالف قوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف، ما راج حول عدم إدانتهم للانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع.
مشيرا إلى اصدارهم عددا من البيانات التي لا تدين الانتهاكات وحسب؛ بل تطالب بالتحقيق والمحاسبة وتعويض المتضررين.
وقال: “من يطالبون بإدانة طرف واحد، يسعون خلف موقف سياسي وليس أخلاقي”.
وقطع بأن الموقف الأخلاقي الصحيح هو إدانة الانتهاكات غض النظر عن المنتهك.
وكشف عن عملية سياسية شاملة لا تستثني الاسلاميين المعتدلين، مشيرا إلى أنهم يستبعدون فقط المؤتمر الوطني وواجهاته المرتبطة بالمركز الأمني والعسكري للنظام السابق وكل من ارتكب جريمة.
ووصف تصريحات الفريق ياسر العطا حول كينيا بـ”غير الموفقة” مشيرا إلى أنها محاولة لصرف الأنظار عن الأزمة الداخلية بافتراع عدو خارجي.
هل البرهان كان موافقاً على الاتفاق ولكن مورست عليه ضغوطات داخلية من الجيش للتراجع؟
الحقيقة أنه وقع الإتفاق الاطاري لكن كانت هناك أصوات داخل المؤسسة العسكرية ضد الاتفاق.
من وجهة نظرك هل هو وقع عن اقتناع ام كانت مناورة سياسية منه؟ لأنه بعد التوقيع كانت هناك حواجز يتم وضعها امام اكمال الاتفاق؟
العبرة بالتوقيع لكن الموقف الأبرز كان رأي الاسلاميين، الذين شاركوا في انقلاب 25 اكتوبر صاحب الرؤوس الـ 3، (الجيش والدعم السريع والمؤتمر الوطني) الذين كان يعني الاتفاق الاطاري بالنسبة لهم انهاء انقلابهم وقفل الباب أمام سيطرتهم على السلطة التي بدأت بعد 25 أكتوبر. ولذلك بدأوا في التعبئة ضد الاتفاق الاطاري وهددوا بالحرب، حتى عبارة “معركة الكرامة” تم استخدامها قبل الحرب والمؤتمر الوطني الشيء الوحيد الذي يجعله صاحب تأثير على المشهد هو وجوده داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية حتى دفعوا بالبلاد نحو الحرب.
الاجتماع الاخير وضع طريق نحو التهدئة بموافقة برهان وتم قطعه بالحرب هل تريد أن تقول إن الأذرع الكيزانية داخل الجيش هي التي بدأت الحرب؟
نعم هم من بدأوا الحرب لأنهم الطرف الوحيد صاحب المصلحة في ذلك . الاتفاق النهائي كان يعني اغلاق الباب أمام عودة المؤتمر الوطني للسيطرة الكلية على السلطة لذلك هددوا بالحرب أولا ثم اشعلوها ثانيا.
هناك اتهام لكم في الحرية والتغيير بأنكم من اشعلتهم هذه الحرب؟
مقاطعا بحزم: أبدا؛ نحن حذرنا من حرب قادمة، وطالبنا بضرورة عمل اتفاق سياسي لتلافيها. أصف قول إن الحرية والتغيير اشعلت الحرب بأكبر كذبة “عبيطة”، كنا على مرمى حجر من توقيع الاتفاق النهائي الذي سيسترد المسار المدني الديمقراطي كيف نشعل حربا تهدم ما صنعناه؟
ربما لأن الاتفاق لم يكن يذهب نحو نهاياته بانسحاب الجيش من ورشة الترتيبات الأمنية؟
نحن انجزنا 99% وتبقت قضية واحدة عالقة وقدمنا في ورقتنا اقتراح تمديد النقاش لمدة 6 اشهر لتلافي التوتر، وذلك عبر توقيع الاتفاق النهائي وتعليق قضية رئاسة هيئة القيادة لتتم مناقشتها لاحقا في جو مختلف بعد استعادة الثقة بين الطرفين، من جهة أخرى نحن لسنا قوة مقاتلة ما الذي يمكن أن نجنيه من حرب تعلو فيها أصوات البنادق ويقمع فيها صوت المدنيين العزل؟
مقاطعة: يتم اتهامكم بأن الدعم السريع هو جناحكم العسكري؟
هذا الحديث “كذبة كبرى” الدعم السريع قوة مستقلة اسسها النظام السابق واجاز قانونها وكان رئيسه يحتمي بها وبعد كل ذلك خرج عن طوعه، فما الذي يجعله في طوع الحرية والتغيير.. “بصوت حازم” هذا الاتهام خالي من المنطق والشواهد.
هناك نقد كبير موجه لكم بأنكم لم تنتقدوا جرائم الدعم السريع منذ بداية الحرب يمكن أن يكون هذا أحد الشواهد؟
غير صحيح يمكن أن أذكر عدد كبير من البيانات التي تحدثت بشكل واضح عن ادانة الانتهاكات من طرف الدعم السريع ومن طرف الجيش نحن موقفنا واضح وموقفنا ضد الانتهاكات موقف أخلاقي وليس سياسي اي انتهاك من طرف الدعم السريع مدان بالنسبة لنا وذهبنا ابعد من الإدانة داعين الى تحقيق في الانتهاكات ولمحاسبة للمنتهكين وتعويض وجبر الضرر للمتضررين وانصاف الضحايا سواء كانت هذه الانتهاكات من طرف الدعم السريع أو القوات المسلحة. والحقيقة هي ان الدعم السريع لديه انتهاكات حقيقية من قتل ونهب وسلب وأحداث الجنينة، والقوات المسلحة لديها انتهاكات حقيقية ايضا متمثلة في القصف الجوي واعتقال لجان المقاومة والناشطين السياسيين وحماية نشاط الفلول، لذا الموقف الأخلاقي الصحيح إدانة الانتهاكات غض النظر عن المنتهك لكن هنالك من يريدون للحرية والتغيير إدانة جهة واحدة وهذا مطلب سياسي وليس أخلاقي.
هناك تبرير لهذه المطالبة بأن الجيش المؤسسة الرسمية والقومية التي تستحق الدعم مقابل مليشيا تمردت عليه. ما هو رأيك؟
اعتقد ان هناك تشوهات حقيقية في المؤسسة العسكرية، وظاهرة تعدد الجيوش لم تقم بها قوى الثورة، بل النظام القديم والمؤسسة العسكرية نفسها ونحن نريد معالجة هذه التشوهات عبر الحلول التفاوضية. والآن الحرب في شهرها الرابع؛ هل مسار الحرب الحالي يقول إن النتيجة ستكون جيش واحد؟ الحقيقة انه ربما لن يكون هناك سودان واحد حتى يكون هناك جيش واحد.
في بداية الحرب أصدر الدعم السريع بيان انتقد فيه القوى السياسية لعدم انتقادها لابتدار الجيش للحرب، ما هو ردك؟
نحن قلنا جميع الحقائق كما هي، الحقيقة انه كان هناك توتر بين الطرفين، الحقيقة ان النظام السابق استفاد من هذه التوترات، والحقيقة أن الطلقة الاولى اطلقت في المدينة الرياضية. هذه حقائق لا تحتمل المغالطات فالحرب بدأت عقب محاصرة القوات المسلحة لمعسكر الدعم السريع في جو مشتعل مثل الذي سبق 15 ابريل، وطلقة واحدة كانت كافية لاشعال الحرب.
أين كنت عند اندلاع الحرب؟
كنت في منزلي الذي عدت إليه الساعة 3 صباحا. واستيقظت بصوت الطلقة الأولى في المدينة الرياضية لأن منزلي يقع بالقرب منها جنوب الخرطوم.
كيف عرفت تفاصيل انطلاق الحرب؟
وجدت مكالمة فائتة من عبد الرحيم دقلو حوالي الخامسة صباحا، كنت نائما فاتصل بـ”طه عثمان” وأخبره بأن الجيش حاصر المدنية الرياضية.
هل عاودت الاتصال بـ”عبد الرحيم دقلو”؟
نعم
ماذا قال؟
قال إن الجيش هاجمهم مشيرا إلى أن هذا ما كانوا يحذرون منه.
هل يمكن أن تصف لنا كيف كانت حالته؟ هل كان منفعلا أو غاضبا؟
كان منفعلا جدا وغاضب وهذا طبيعي لأن الحرب كانت في اولها
هل تحدثت إلى البرهان؟
اتصل عليه بعض أعضاء الحرية والتغيير، وقرروا الذهاب للقيادة العامة حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا من أجل محاولة احتواء الحرب في أولها.
هل ذهبوا؟
لم يتمكنوا من الوصول لأن الحرب كانت قد وصلت القيادة.
الم يكن من الأسهل احتواء الحرب في يومها الأول؟
من الواضح أنه كان هناك انتشار كبير للدعم السريع قبل الحرب، وقواتهم ملتصقة مع قوات الجيش في جميع المواقع عليه من الواضح أن خروج طلقة في أي مكان سينشر الحرب التي تحولت لأمر غير قابل للاحتواء.
عندما كنت في طريق عودتك للمنزل حوالي الساعة 3 صباحا هل لاحظت أي تحركات مريبة؟
لم يكن هناك أي مشهد غير اعتيادي رأيت الانتشار العادي للقوات الذي سبق الحرب بفترة.
دعنا نذهب إلى لقاء القاهرة، هناك تسريبات بمحاولات إعادة الاسلاميين للمشهد السياسي، ما مدى صحة الأمر؟
المؤتمر الوطني يريد استخدام هذه الحرب مطية من أجل السيطرة على السلطة. والخلاف مع المؤتمر الوطني ليس بالخلاف السياسي الفكري الطبيعي، جوهر الخلاف معهم في أمرين رئيسيين، الأول الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب والثاني وجودهم داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية واستخدامهم لهذا الوجود لتكريس هيمنتهم على البلاد.
هل تمت مناقشة عودتهم في اجتماعات القاهرة؟
نحن نفرق بوضوح بين الإسلاميين المرتبطين بالمركز الأمني والعسكري والمجرمين وبين الاسلاميين المعتدلين؛ وهؤلاء ليست لدينا معهم اي مشكلة.
هل من الممكن استصحابهم في أي عملية سياسية قادمة؟
العملية السياسية المدنية يجب أن تكون شاملة ولا تستثني احداً ما عدا المؤتمر الوطني وواجهاته المرتبطة بالمركز الأمني العسكري للنظام السابق، ومن أجرم في حق هذا الشعب.
مقاطعة: كأنما هناك تضييق للدوائر في البدء كان هناك رفض لكل المؤتمر الوطني.
نحن في حوجة حقيقية لعملية شاملة ويجب أن تكون كأشمل ما تكون لأننا في وضع حرب.
مقاطعة: هل تعرضت الحرية والتغيير لضغوطات في الخارج من أجل القبول بالاسلاميين؟
لا ابداً.. هذا موقف أصيل لدينا. قبل الحرب وقعنا مع المؤتمر الشعبي على الاتفاق الاطاري وتعرضنا لانتقادات من بعض الرفاق والمؤتمر الشعبي كان موقفه صحيح حينها ضد انقلاب ٢٥ اكتوبر وبالتالي القوى التي تقف ضد الانقلاب وضد الحرب وغير مرتبطة بالمركز الأمني والعسكري للمؤتمر الوطني وليست صاحبة جرائم لا يوجد مبرر لابعادها عن العملية السياسية.
لماذا اختارت الحرية والتغيير للقاهرة لعقد اجتماعها الأول هناك على الرغم من وضوح عدم حيادها في الحرب بوجود الطيران المصري في مروي والذي تسبب في الخلاف الأول؟
مصر دولة مهمة للغاية بالنسبة للسودان وليس من مصلحة البلدين أن تكون هناك حالة عداء بين القوى السياسية السودانية وبين مصر. وفي الاجتماع نفسه تقدمنا بشكر للحكومة المصرية على موافقتها على عقد الاجتماع وترحيبها بنا. هناك ايضاً مئات الآلاف من السودانيين لجأوا لمصر بسبب الحرب، منهم عدد كبير من أعضاء الحرية والتغيير وبالتالي كان مهم عقد اللقاء هناك ولقاء السودانيين. لدينا رغبة كبيرة في مد الجسور مع مصر وليس قطعها لذلك أرى أن الاجتماع انعقد في الزمان الصحيح والمكان الصحيح.
مقاطعة: لكن الحكومة المصرية قامت بالغاء اتفاقية الحريات الأربعة من جانب واحد وعقدت دخول السودانيات والسودانيين في ظروف الحرب؟
لازلنا نناشد الحكومة المصرية برفع القيود على دخول السودانيين الذين يعانون من أوضاع صعبة للغاية بسبب هذه الحرب والناس دفعوا دفعا لمغادرة البلاد. جميع الدول الجارة للسودان وقياداتها التي التقينا بها في (مصر، واثيوبيا، ويوغندا، وكينيا) ناقشناهم في ضرورة توفيق أوضاع السودانيين الفارين من الحرب.
مع ذكر الجولة الأفريقية التي قمتم بها، ولقاء الاتحاد الاوربي في بروكسل، بنظرك ما هي أقرب المبادرات لايجاد حل لأزمة البلاد؟
مسار جدة المتمثل في المبادرة السعودية الأمريكية مهم جدا في ضرورة العمل مع الأطراف من أجل الوصول لوقف إطلاق النار، ومسار الاتحاد الافريقي والايغاد الساعي لبداية عملية سياسية شاملة هو مسار مهم للغاية ونسعى لأن ينسق مع مسار جدة لتكون هناك عملية تفاوضية واحدة حتى وان كانت في أكثر من موقع لتؤدي لحل شامل.
هل نتوقع مشاركة المدنيين في منبر جدة أم سيكون مغلقا على العسكريين؟
حتى الآن المنبر مخصص للوصول إلى وقف إطلاق النار بين الجيش والدعم السريع لكن العملية السياسية أشمل من وقف إطلاق النار وبالتالي مشاركة المدنيين مهمة.
هل الاتفاق الإطاري لديه فرصة بعد الحرب ام تجاوزته الأحداث؟
القضايا التي طرحها الاطاري لازالت قائمة، لذلك يظل من الأسس المهمة التي يتم الاستناد عليها ولكن بكل تأكيد تطورات بعد الحرب ستلقي بظلالها على كافة البلاد وعلى الاطاري بالضرورة.
ما هي أكبر القضايا التي تتوقعون اختلافها بعد الحرب؟
مثلا قضية الاصلاح الأمني والعسكري صارت أكثر تعقيدا بعد الحرب وستحتاج لمقاربة جديدة.
هل وضعتم تصور لشكل اتفاق ما بعد الحرب؟
هناك نقاشات نريد اكمالها اولا بين القوى السودانية المختلفة والوصول إلى تصور واحد حول العملية السياسية ومن ثم تتم مناقشتها مع الميسرين الدوليين والاقليميين لأنهم سيتولوا مسألة تنظيم المنبر
ما هو مستقبل المنبر الاقليمي مع رفض الجيش لرئاسة كينيا للجنة الرباعية من وجهة نظرك؟
حتى الآن الايغاد والاتحاد الأفريقي هم المنظمات الإقليمية التي نتبع لها والحلول حتى على المستوى العالمي مدخلها الرئيسي هو المنظمات الإقليمية. والمنبر الافريقي محايد ولا يدعم أي طرف وهو منبر مقبول وروشتة نجاحه انه يتم عبر تشاور مع الأطراف الفاعلة في السودان لأنها عملية مملوكه للسودانيين.
مقاطعة: على ذكر كينيا ما هو تعليقك على تصريحات “العطا” حول رئيسها؟
تصريحاته حول كينيا غير موفقة تماما وهي محاولة استعداء دولة صديقة للسودان ومحاولة لصرف الانظار عن الأزمة الداخلية باختراع عدو خارجي. وكينيا دولة تربطها علاقات وثيقة بالسودان وليست طرف في النزاع الحالي وليست لدينا مصلحة في أن تكون لدينا علاقة عدائية معها وهي استقبلت أعداد كبيرة من السودانيين الذين نزحوا من الحرب وفتحت أبوابها لهم دون قيود ومن المهم المحافظة على علاقة جيدة معها والبعد عن أي شكل من أشكال التصريحات التي توتر علاقة السودان مع دولة جارة
أين وصلتم في بناء الجبهة المدنية الموحدة؟
هناك خطوات مهمة للغاية في بناء جبهة مدنية موحدة لوقف الحرب وان شاء الله في الأسابيع القليلة القادمة ستكون هناك اخبار جيدة.
التغيير: نيروبي: أجرت المقابلة: أمل محمد الحسن