السودانيون «يتخوفون ممّا سيأتي بعد الهدنة»
سيطر الهدوء على مدن السودان في اليوم الثاني لوقف إطلاق النار، فيما عبَّر الكثير من السودانيين عن تخوفهم «ممّا سيأتي بعد الهدنة». وعادت الحياة شبه عادية يشوبها بعض الحذر في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الأوضاع هادئة في مناطقهم، بعد توقف الاشتباكات ودوي الانفجارات الهائلة التي كان يخلّفها قصف الطيران الحربي وأصوات المدافع والمضادات.
وقال أحمد فضل السيد، مقيم في مدينة أم درمان، إن «الهدوء يعمّ كل الأحياء في المنطقة، ويبدو أن هناك التزاماً كبيراً بالهدنة»، مضيفاً أن «الحركة عادية لكنها خفيفة، لأن أعداداً كبيرة من المواطنين غادروا بعد اشتداد المعارك». لكن فضل السيد يُبدي مخاوف من تجدد القتال بشكل أعنف بعد انتهاء الهدنة يوم الثلاثاء، كما حدث في المرة السابقة، حيث يعود القتال أعنف من ذي قبل.
واتفق طرفا القتال في السودان، الجيش و«قوات الدعم السريع»، مساء السبت الماضي، على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لمدة 72 ساعة، بتيسير من دولتي الوساطة السعودية والولايات المتحدة.
اعتراض على قرارات «إيغاد»
وفي غضون ذلك قالت وزارة الخارجية السودانية إن وزير خارجية كينيا وجّه الدعوة إلى وزراء خارجية الآلية الرباعية التي كوّنتها منظمة «إيغاد» لعقد اجتماع بشأن النزاع في السودان. وأضافت في بيان: «تودّ وزارة الخارجية أن تفيد بعدم ترحيب واعتراض حكومة السودان على عقد هذا الاجتماع، وأن السودان غير معنيّ بمخرجاته، ولا يزال في انتظار رد من رئاسة منظمة التنمية الحكومية (إيغاد) بشأن اعتراضها على رئاسة كينيا للآلية ومواصلة جنوب السودان لرئاستها».
وذكر البيان أن «تسرع الحكومة الكينية في معالجة هذا الملف، والتصريحات التي تصدر من مسؤوليها، واسترشادها بالمبادرات الدولية، لا تخدم مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات في أفريقيا». وأكدت رفضها القاطع اختزال الحكومة الكينية في توصيف الصراع في السودان بأنه بين «جنرالين»، ورأت في ذلك تسمية مخلّة بين مؤسسة القوات المسلحة السودانية والمجموعة المتمردة عليها «قوات الدعم السريع».
وأشارت إلى أن تعاطي الحكومة الكينية مع ملف الوساطة بهذه الطريقة يتنافى مع المبادئ الأساسية لمنظمة التنمية الأفريقية «إيغاد» في احترام سيادة الدول. وأبلغ رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، يوم الخميس الماضي، رئيس منظمة «إيغاد»، رئيس جيبوتي، إسماعيل جيلي، برفضه رئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن النزاع في بلاده، متهماً إياها بإيواء قيادات «قوات الدعم السريع» المتمردة. وتطالب الحكومة السودانية بالإبقاء على رئيس حكومة جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، في رئاسة الآلية الرباعية التي تضم كلاً من كينيا، وجنوب السودان، وجيبوتي، وإثيوبيا.
الشرق الأوسط