ترى، هل تضاءلت فرص الحكم المدني في السودان ؟
لم يلبث الإتفاق الإطاري، الذي على أساسه كانت ستعين حكومة مدنية، بضعة أشهر حتى دخلت البلاد في حرب طاحنة وجر الشعب السوداني للموت المؤكد، ويرى معظم المحللون ان كل هذا بسبب تشبث البرهان وحميدتي بالسلطة وعدم رغبة البرهان التخلي عن الحكم للمدنيين، ليعيد بهذا سيناريو إنقلاب 25 أكتوبر 2021، الذي من خلاله تم انتزاع السلطة من الحكومة المدنية التي كان يقودها عبد الله حمدوك، ما ترتب عنه فرض عقوبات واسعة على السودان دفع ثمنها الشعب السوداني الذي صارت لقمة العيش لديه صعبة المنال.
ورغم ذلك أن الكثير من أبناء الشعب السوداني لا زالوا يهتفون باسم البرهان ويدعمونه في حربه الراهنة ضد قوات الدعم السريع، متناسين بهذا ما حدث بعد انقلاب 25 من أكتوبر 2021، والذي تسبب بقتل المتظاهرين الذي خرجوا تعبيرا عن سخطهم من الإنقلاب الذي قاده الأخير ضد حكومة حمدوك.
إن الانقلاب يعد هو السبب الرئيسي والأول في زيادة معاناة الشعب السوداني.
ويحمل سياسيون البرهان، المسؤولية فلولاه لنزعت العقوبات الإقتصادية على السودان ليتنفس الشعب الصعداء ويرتقي الجنيه السوداني لطموحات الشعب السوداني، كما ستهسل دول عديدة إجراءات منح التأشيرات للسودانيين على غرار الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي، حيث عمل حمدوك جاهدا على نزع تلك العقوبات، وقد نجح في التخلص من البعض منها، حتى جاء البرهان وأرجع البلاد لخط الصفر بانقلابه على الحكومة المدنية.
وهناك جدل كبير وسط المتابعون للشأن السوداني و أنه فاز البرهان في هذه الحرب، فهل يتوقع الشعب السوداني أن يقوم الأخير بالتخلي عن الحكم لحكومة مدنية منتخبة، هناك من يقول أن هذا لن يحدث والدليل أن تصريحات ياسر العطا على قناة “الحدث” مؤخرا تدعو لتمديد قترة انتقالية لمدة عامين آخرين في حالة فوزرهم في الحرب على قوات الدعم السريع، أي التحجج بفترة انتقالية للبقاء اطول مدة ممكنة في الحكم.
كما أن البرهان قام يبحث عن دعم اقليمي ودولي يعزز حكما عسكريا ‘ ويلمح الى اتفاق عسكري وقعه مع مصر ينص على بعض البنود.