عبد الله مسار يكتب .. لمن يريد حكم السودان
قَدِم خليفة المسلمين هشام بن عبدالملك حاجاً إلى مكة فلما دخلها قال: آتوني برجل من الصحابة .
فقيل: يا أمير المومنين قد تفانوا
فقال: من التابعين
فأتى بطاؤوس اليماني. التابعي الجليل وعالم المسلمين آنذاك
فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه. ولم يسلم عليه بأمرة المؤمنين ولكن قال
السلام عليكم يا هشام ولم يكنه وجلس إزائه
وقال: كيف يا هشام
فغضب هشام بن عبد الملك خليفة المسلمين غضباً شديداً حتى هم بقتله
فقيل له: أنت في حرم الله وحرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يمكن ذلك
فقال له: يا طاؤوس ما الذي حملك على ما صنعت؟
فقال: وما صنعت؟
فازداد هشام غضباً وغيظاً
قال هشام: خلعت نعليك بحاشية بساطي ولم تقبِّل يدي ولم تسلِّم عليَّ بأمرة المؤمنين. ولم تكنني وجلست إزائي بغير إذني .
وقلت: كيفك يا هشام
قال طاؤوس: أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك فإنني أخلهما بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات ولم يعاقبني ولا يغضب عليَّ.
وأما قولك لم تقبِّل يدي فإني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرَّم الله وجه يقول: لا يحل لرجل أن يقبِّل يد أحد إلا امرأته من شهوة أو ولده من رحمة.
أما قولك: لم تسلِّم عليَّ بأمرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بإمرتك فكرهت أن أكذب
وأما قولك لم تكنني فإن الله تعالى سمى أنبيائه وأوليائه فقال يا يحيى ويا عيسى وكنى أعدائه فقال (تبت يدا أبي لهب)
وأما قولك جلست إزائي فإنني سمعت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه يقول إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام.
فقال له هشام: عظني.
فقال طاؤوس: سمعت أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يقول: إن في جهنم حيَّات كالقلال وعقارب كالبغال تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيته ثم قام وانصرف.
فبكي هشام وانتحب حتى علا نشيجه.
لمن يريدون حكم السودان
(إن كنتم هشاماً فإن في السودان طاؤوساً).
مرت عليه ٦٧عاماً من الاستقلال محكوماً بالفهلوة والاستهبال السياسي ولم يتعظ ساسته مرة يحكمون بنصرة الخواجات ومرة بالعسكر والانقلابات مرة بانتخابات كاذبة ومرة بصراع الآيديولوجية والأفكار وهكذا والإنسان السوداني خارج دائرة الفعل.
كلما مات هرقل قام هرقل
تحياتي