عبدالله مسار يكتب .. صراع الجنرالات (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

عبدالله مسار يكتب
صراع الجنرالات (1)

الفريق اول البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية ورئيس مجلس السيادة انحاز للثورة في ديسمبر 2018م بعد ان استلمت اللجنة الامنية الحكم وجاء ابنعوف لرئاسة المجلس العسكري ورفضه الثوار
تم اختيار الفريق اول البرهان لرئاسة المجلس العسكري الانتقالي وظل في رئاسة الدولة حتي الان مع تقلب الظروف والمواقف
اعتقد ان اختياره لم يمكن صدفة وحسب معلوماتي انه فوق تاهيله الاكاديمي والعسكري والمخابراتي والامني يمتاز بخبرة عاليه وقدرات كبيرة في قيادة الجيوش وهو من الضباط الفرسان في المعارك حسب قول زملائه ويشهدون له بقوة الشخصية والانضباط وحب القتال والاحترام الكبير لجنوده والعاملين معه وهو رجل قليل الغضب وصبور جدا وصاحب بصيرة نافذه
بعد ان دخل رئاسة الجمهورية صار يتمتع بصفتين العسكرية والسياسة لان موقعه في رئاسة الدولة يجعله سياسيا
اما الفريق اول محمد حمدان دقلو فهو قائد قوات الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة وهو رجل بسيط ولكن صاحب عقل ضخم وراجح وبالذات في قيادة الرجال وفي الحروب
انشئ قوات الدعم السريع بعد ان اشتعل اوار التمرد في السودان وخاصة في دارفور وجنوب كردفان واحتاج السيد الرئيس البشير وقتها الي قوات خاصة وسريعة وخفيفة من مقاتلين شعبين ومتمرسين تستعمل نفس سلاح الحركات المسلحة ونفس تكتيكاتها
اوكلت مهمة هذه القوات للفريق اول محمد حمدان دقلو كان برتبه العميد وعمل لها قانون واجيز من المجلس الوطني وصادق عليه رئيس الجمهورية وصارت قوات خاصة تتبع للقائد الاعلي لانها في الاول كانت تتبع لجهاز الامن والمخابرات وهي اكثرا انضباطا من قوات حرس الحدود التي سبقتها في النشاة
صارت قوات الدعم السريع قوات محترفة وبدات تخضع للتدريب والتاهيل
ومعروف عن الفريق اول محمد حمدان دقلو اهتمامه الشديد بقواته وخاصة في مجال التسليح والاعداد العسكري وحسب ما اعرفه عنه انه يعتبر قوات الدعم السريع كابنائه بل يكاد يعرفهم فردا فردا ويهتم بهم واسرهم اهتمام شديد لانه في كل معاركه التي خاضها كان يقودهم مباشرة ومعروف انه في المعارك لا يحمل سلاح بل يحمل عصا فقط وهو قريب جدا منهم وهذا القرب يجعله ملما بكافة شئونهم بما في ذلك اغراضهم الخاصة بما في ذلك تعليم ابنائهم والان لديه عدد كبير مفرغ منهم لعمل دراسات جامعية عليا منها الماجستير والدكتوراة اما الذين يدرسون في الجامعات فعددهم مهول ويكادوا يكونوا بالاف ثم هناك الذين الذين حفظوا القران حسب علمي حوالي خمسة عشر الف جندي واخرين الان في الجامعات والمعاهد والخلاوي يحفظون القران ولديه عدد مقدر أبتعث للخارج للدراسات العليا وللتاهيل العسكري بما في ذلك تعلم الطيران
وحميدتي في شخصه عسكري كارب رغم انه لم يدرس في الاكاديميات العسكرية وهو للذين لا يعرفونه رجل مطلع وخاصة في علوم الجندية والتاريخ وهو رجل تجاني المنهل
علي العموم الفريق اول البرهان والفريق اول حمدان كلهم عساكر كاربين ويتفوق الاخ البرهان علي حميدتي بانه درس الامر في الأكاديميات ولكن حميدتي تعلم علي طريقة المران والقراءة خارج الصندوق
اذن الرجلان جاء الي هذه المواقع التي يشغلونها بحقهم وجميعهم قاتل دفاعا عن السودان
والذين يتهكمون من حميدتي انه غير متعلم ينظرون الي نصف الكوب الفارغ ولا ينظرون الي كل الكوب او الجزء المليان
اذن الجنرالان يتمتعان بصفات قيادية عالية
والمعلومة الاخري ان الدعم السريع اصلا لم يتبع لرئيس الاركان ولكن يتبع للقائد الاعلي للقوات المسلحة وبين القوات المسلحة والدعم السريع انسجام كامل طيلة الفترة من انشائه بل اغلب انتصارات الدعم السريع في اغلب معاركه بمساعدة الجيش وليس بين الجيش والدعم السريع خلافات عسكرية ولكن الخلاف بين الجنرالين سياسي
ننظر في ذلك في المقال القادم
تحياتي

مقالات ذات صلة