الكلام المباح .. مني ابوالعزايم .. ميناء أبوعمامة – وداعا للتهميش ..
.الكلام المباح ..
مني ابوالعزايم ..
ميناء ابوعمامة-وداعا للتهميش ..
*1*
تابعت فعاليات مراسيم التوقيع علي اتفاقية مبدئية لتطوير وادارة وتشغيل ميناء ابوعمامة علي البحر الاحمر’ والمنطقة الاقتصادية الخاصة بين حكومة جمهورية السودان وائتلاف مجموعه موانئ ابوظبي وانفيكتوس للإستثمار. الفعالية لاهميتها كان حضورا لها عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق مهندس بحري ابراهيم جابر فقد تم التوقيع بالقصر الجمهوري ، وشهد مراسم التوقيع على الإتفاقية المبدئية
وقد وجد الموضوع اهتمام وهوي في نفسي لاسباب متعددة.
*2*
اولها ان الشرق علي العموم وولاية البحر الاحمر علي الخصوص يمثلان لي عرق ورحم وهوي – ثاني الاسباب هو اهتمامي بالاقتصاد وهو تخصص غير تخصصي الاكاديمي ولكن مهنياوصحافيا كنت رئيسة القسم الاقتصادي بصحيفتي الوان ومن ثم القبس..ورئيس تحرير لمجلة سواعد التنمية الاقتصادية .. فالاقتصاد يجذبني اخبارا وحوارات وتقارير. وفرصة لتتبع اخبار نهضة بلادي ومتابعتي للاخبار التي تنعش النفس وايضا تصطدم بطغيان اخبار السياسة المحبطة علي حساب الاقتصاد الواعد.
*3*
وهناك ايضا سبب ثالث وهو عزيز الي نفسي و يعود الي فترة اقامتي بدولة الامارات حيث كان زوجي يعمل هناك بخلفيته العسكرية ضابطا طيارا بالجيش السوداني وقد كان يعمل بدولة الامارات ضابطا مترجما بالقوات الخاصة لما يقارب ثماني عشرة عاما حيث تمتعنا باقامة طيبة وبامتيازات المقيمين من احترام الدولة الاماراتية والمجتمع والتمتع بالخدمات ورفاهية العيش في كل مناحي الحياة اسوة باهل البلد من المواطنين مثلنا مثل كل المقيمين ..وسبب اخر خاص ..وهو يعيد ذكريات مرحمة وعاطفة تعود لاسرة داؤود عبداللطيف’ فوالدته الحاجة فتحية محمد داؤود كانت دفعة والدتي الحاجة خديجة محمود عبدالرحمن الشرقاوية من مديرية البحر الاحمر حيث درستا بكلية معلمات امدرمان’ لهما المرحمة والجنة.
*4*
اعتقد ان هذه اسباب كافية لكي اهتم بميناء ابوعمامة والذي يقع بمنطقة اهلنا من قبيلة” البشاريين” العظيمة بولاية البحر الاحمر .
*5*
والساحل الذهبي الذي يمتد ل 700 كيلو متر بولاية البحر الاحمر سبق ان قمت بزيارة احد مواقعه الساحلية وهي محافظة عقيق والتي تقع ضمن مناطق الساحل العملاق . وكان معتمد المحلية من شباب الشرق المتحمس ويحمل طموحات اكبر من عمره هو الباشمهندس حسب الله وهذا انما يدلل علي شبابية الولاية في عهد واليها الزعيم محمد طاهر ايلا.. وادهشني ان اري مساحات شاسعه ممتدة تلمع رمالها تارة باللون الفضي ثم تتغير الي اللون الذهبي حسب ضؤ الشمس ومرمي البصر في منظر ساحر بديع ملهم للشعراء ‘وهي بامكانياتها مؤهلة لتكون مناطق غطس سياحية عالمية حيث تعتبر من انقي مواقع الغطس وانظف الشواطئ والتسمية” عقيق” تدلل علي الثراء..
* 6 *
سالت الفريق صلاح الشيخ مدير الجمارك الاسبق عن منطقة ابوعمامة فوصفها بانها صخرة تقع في صحراء قاحلة تطل علي مسافات ساحلية طويلة تقع ضمن الساحل الذي يمتد 700كيلو متر والذي هو مبشر بان يكون مقرا لاكثر من ميناء’ وهي ايضا منطقة ساحلية للغطس ..قال الفريق الشيخ ان المشروع بوابة خير علي شرق السودان وعلي السودان والدول المجاورة وسيكون دفعه قوية للاقتصاد السوداني بفوائد لا حصر لها..ولو فقط قام بحل مشكلة العطش بتوفير مياه الشرب لولاية البحر الاحمر لكفاه..بارواء عطش الولاية ستعود متألقة منتعشة اقتصاديا كما كانت وستعود الايام الخوالي وستدور عجلة الانتاج وستنعش المصانع التي توقف معظمها وستعود كما كانت قبلة لكل باحث عن طموح ولكل مستثمر من جميع انحاء السودان..
بالتاكيد راي الفريق الشيخ يعتد به فهو كان يوما ما مسؤولا عن جمارك السودان ورجل تخطيط اقتصادي وقانوني محايد.
* 7 * .
إن تكلفة المشروع تبلغ ٦ مليار دولار ويبعد ٢٠٠ كيلو متر شمال مدينة بورتسودان،
ويلاحظ ان المشروع ضخم يتضمن استثمارات متكاملة’ منطقة صناعية واخرى سياحية ومطار دولي ومجمع سكني وطرق داخلية ومحطة كهرباء
بجانب زراعة ٤٠٠ الف فدان بمشروع أبوحمد الزراعي،فضلاً عن مساهمته في حل اكبر معضلة وهاجس ظل يؤرق المسؤوليين بحكومات السودان المتعاقبة هومشكلة العطش بمدينة بورتسودان ومناطق التعدين عبر توصيل المياه من نهر النيل.
*8*
نلاحظ ان كثير من الكتابات عن المشروع ظلت تطرق علي تاثير ميناء ابوعمامة علي ميناء بورتسودان
ميناء أبوعمامة لن يكون خصماً على ميناء بورتسودان، والتي شرعت الدولة في الاستعداد القريب على تطويرميناء بورسودان وتوسعته خلال المرحلة المقبلة..فقد كانت هناك تطمينات ذكرها دكتور جبريل وزير المالية و الذي وقع ممثلا عن حكومة السودان.
*9*
في حديث الرئيس التنفيذي لإئتلاف مجموعة موانئ أبوظبي محمد جمعة الشامسي،اكد ان توقيع الاتفاقية المبدئية يعتبر احد الشراكات الاستراتيجية بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أنه سيمثل دفعة للعلاقات الاقتصادية من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين مؤكداً أن المجموعة ستوظف كل خبراتها لانجاح المشروع..وقدكان واضحا ممثل دولة الامارات عندما ذكر “مصلحة البلدين”..دولة الامارات دولة غنية جدا وشابةو ناهضة وصاعدة في تطوير بلادها في كل مجالات التقدم والمواكبة والتطور العالمي في التقنية والزراعه والتجارة والصناعة.. تقنيا في مجالات متعددة حتي الفضاء..و انسانيا حتي في مجال السعادة و رفاهية مواطنيها المقيمون بارضها
اضافة الي ان ما قدمته دولة الامارات للسودان في كل الحكومات المتعاقبة معروف.. والسياسة سادتي بها السر والجهر!!
*10*
700 كيلو متر هو امتداد الساحل بولاية البحر الاحمر وكان حلم جميع من مر حاكما علي الولاية استثمار هذا الساحل الباذخ الثراء.ةالطموح كان كبيرا ومكلفا ..واتضح انه لن يكتمل الا عبر شراكات مع استثمارات خارجية ..امر فوق مستوي حاكم الولاية ..واعتقد ان آن الآوان لتحقيق الحلم ليصبح حقيقة ولتنتعش حياة الناس اقتصاديا بالزراعه والصناعه وبنيات تحتية متكاملة ولتنهض المنطقة الممتدة شرقا وشمالا وهو مبشرة كما ذكر الخبراء الاقتصادين فهي تذخر بامكانيات تؤهلها باستيعاب أكثر من عشرة موانئ كبرى لا تعمل في خدمة السودان فحسب ، بل لكل الدول المغلقة المجاورة، اثيوبيا وجنوب السودان وافريقيا الوسطى وتشاد وما بعدها من بلدان.
كما إن هذا الميناء لا يؤثر سلبا على ميناء بورتسودان ولا يقلل من الإيرادات العامة، بل يزيدها خصوصا أنه مربوط بمشروع زراعي وطريق بري.
*11*
لاشك ان العرض الإماراتي الاستثماري عرض ضخم ومجزي للسودان و يمثل حزمة من الاستثمارات والمشاريع ذات العائد المجزي وحان الزمان ليدور دورته ليتمتع اهل الشرق بخيرات وموارد بلادهم الوفيرة فقد حاقهم الظلم كثيرا..وكانوا يمثلون الاطراف الهامشية بكل ماتحمله كلمة الهامش من ظلم.
*12*
أن أي استثمار في السودان الآن سيسهم بشكل مباشر في تحسین الأوضاع المعيشية وتقليل نسبة البطالة بالبلاد، مع مراعاة حمایة
المصالح الوطنية بالطبع من الدولة عبر مؤسساتها المهنية ذات الاختصاص متابعه ومراقبة وحفظ حقوق السودان من هذه الاستثمارات إلى جانب خدمة التجارة السودانیة (الصادرات والواردات) واستغلال الموانئ السودانية كمنافذ لتجارة الدول المغلقة مثل تشاد وأفریقیا الوسطى
وجنوب السودان وإثیوبیا، إضافة إلى تطویر الموانئ الوطنیة وانطلاق وتنافس الموانئ في المنطقة على التجارة البحریة واستغلال إمكانيات السودان على البحر الأحمر.
*13*
لاشك أن المشروع الاستثماري الاماراتي بشراكة وطنية لا يشمل شرق السودان فقط بل يمتد الي الولاية الشمالية التي هي تحتاج الي تواصل مع البحر الاحمر عبر الطريق الطريق المقترح الرابط بین أبي حمد وشمال بورتسودان لإحياء المناطق الواقعة على مسار الطريق،بل ويحزنني عندما امر عبر ولايات الشرق الثلاث والتي يربطها الطريق البري حزنت لموت مدن مثل” دورديب” واخواتها وانا اراها وقد صارت اطلال ..وتقع بالطريق البري الخرطوم- مدني-القضارف- كسلا- بورسودان’ .. هذه المناطق السكانية المعروفة والتي كانت قد عرفت بحيويتها و نشاطها السابق نجدها قد ماتت وتلاشت بسبب تغير الطريق الي العقبة مما عجل بموت دورديب واخواتها..نأمل ان هذا المشروع الكبير سيحي مدن سادت ثم بادت..حيث سيتم احياء وانعاش كل مدن الشرق بمشروع ضخم سيستخدم ابناءها كقوة عاملة منتجة لمناطقها
لأنه سيكون رابطاً اجتماعياً واقتصادياً بين الشرق والشمال والعاصمة،
*14*
مشروع ابوعمامة نامل أن يكون بداية لمنصات انطلاق استثمار حقيقي يقود لنهضة البلاد اقتصاديا ومعيشيا من اجل المواطن السوداني البسيط والذي كمل الصبر وفاتو بهناك ..
الشرق والشمال موعود بطفرة اقتصادية للبلاد وللسكان من جل تلك المشاريع الاستثمارية..
*15*
يجب ان ننظر الي الجانب المملؤ من الكوب بعيدا عن الاجندة السياسية والتنافس السياسي الايدولوجي المخل لمصلحة الوطن.
.مشروع ابوعمامة سيعمل علي انتعاش اقتصادي هائل للمنطقة وللبلد ولا اعتقد ان مثل هذه الخطوات الكبيرة تتم دون التشاور واستصحاب اراء اهل المصلحة من اصحاب الارض..
ونواصل