عثمان ميرغني يكتب.. لمن لا يهمه الأمر…
عثمان ميرغني يكتب.. لمن لا يهمه الأمر…
الحديث عن تكوين ميليشيات عسكرية أصبح أسهل من بناء “مزيرة” سبيل ماء في حي شعبي.. لا يمر حين من الوقت إلا و يسمع ويرى الشعب السوداني أخباراً مصورة وموثقة عن جهة تكشف عن عضلاتها العسكرية و تستعرض قوتها برجال يلبسون الزي العسكري وعليها رتب – كمان-.. ثم جهة أخرى تعلن عن قواتها و تحدد هدفها هو فصل بعض أجزاء الوطن..
ربما يدعي شخص ما النبوة لكن ذلك تصرف مرتبط بمن يعلنه، ويتحمل مسؤوليته القانونية، و لا تتوانى الجهات الرسمية عن القبض على من يدعي النبوة فوراً ووضع ادعاءه أمام منصة القضاء.. لكن أن يدعي مواطن أنه كون جيشاً موازياً للجيش السوداني، بل ويستعرض ادعاءه علناً أمام رؤوس الأشهاد.. أمر يبدو مختلفاً تماماً..
من الحكمة الآن، الآن وليس غداً تبيان الحقيقة، هل فعلاً هي جيوش جديدة تتكون أمام سمع وبصر السلطة الحاكمة؟ مع كونها سلطة عسكرية يهمها الأمر كون الجيوش مسؤوليتها.. أم أن الأمر مجرد ادعاءات كاذبة متوهمة؟ وفي هذا يجب تحديد كيف يمكن لأية موجموعة أن تدعي ذلك؟
أم.. وهو الأخطر..
إن هذه المشاهد هي من إخراج “نفس الزول” ومتفق عليها والذي يراه الناس ما هو إلا مسرح كبير لمسرحية واحدة..
ومع ذلك..
ومع خطورة الأمر في كل جوانبه لكني هنا لا أملك إلا توجيه النداء لكل الأطراف التي بيدها الحل والعقد، سياسية أو عسكرية، أن الذي يحدث لا يحتمل الصمت، ولو لدقيقة، ورغم أن الوضع لا يزال مقدوراً عليه وتحت السيطرة إلا أنه قريباً قد يخرج عن اليد ولات حين مندم.
فرص إقامة وطن يسع الجميع بمختلف المشارب السياسية والفكرية والجهوية والقبلية.. يسعهم بجغرافيته و خيراته.. أكبر كثيراً من فرص إزهاق وحدته وتدميره بحوافر الغفلة والجهل و الترصد.. و المسافة الفاصلة بين شعب السودان وإقامة دولة الرفاهية والكرامة جد قصيرة وسهلة.. ينقصها فقط الإرادة السياسية.. والإدارة الرشيدة..
بالله عليكم لا تدعو الوطن يسقط .. يجب على شعب السودان أن يقرر مصيره بنفسه ولا يتركه لمن لا يهمه الأمر..