حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب .. مشروع السكة الحديد القاري..

وعدت القراء بمتابعة بعض المشروعات التي ظهرت في سطح الإعلام خلال الأسابيع الماضية، واستقصاء حقيقتها ليكون الشعب السوداني على علم ووعي ليس بتفاصيل هذه المشروعات فحسب، بل بمستقبله القريب والبعيد الذي يرتبط بالتنمية والنهضة..

مشروع السكة الحديد الذي وقعته الحكومة ممثلة في وزارة النقل مع شركة الخليج المحدودة، يبدأ من بورتسودان ويمتد عبر هيا إلى كسلا – القضارف- سنار- الأبيض – الرهد- الدبيبات – الضعين – بابنوسة – نيالا – زالنجي – الجنينة ثم إلى أدري داخل الحدود التشادية.

وهو مشروع ضخم بتكلفة 15 مليار دولار، وفترة تنفيذ في حدود 5 سنوات..

في سبيل الإلمام بكل جوانب المشروع جلست لساعات طويلة مع كل الأطراف ذات الصلة، إبتداء من السيد وزير النقل المكلف د. هشام أبوزيد ووكيل وزارة المالية المختص بالتخطيط الاقتصادي محمد بشار ، ومدير عام هيئة السكك الحديدية المهندس وليد محمود و السيد محمد جيلاني ممثل الشركة المتعاقدة لتمويل وتنفيذ المشروع الضخم. كما تحدثت مع المهندس هاشم بن عوف وزير النقل السابق فهو خبير متخصص وعلى اطلاع بتفاصيل المشروع.

ربما سبب اهتمامي بهذا المشروع أنني كتبت في هذا الإطار كثيراً منذ سنوات، حتى قبل ظهور فكرة المشروع رسمياً، وأطلقت عليه “عظم الظهر Backbone” لكون يربط السودان ويحوله من دولة متباعدة الأطراف إلى جسم متماسك قوي و منتج.

وفي كتابي الأخير ” السودان الجمهورية الثانية” أفردت له فصلاً كاملاً، لإيماني العميق بأن مثل هذا المشروع يتجاوز فوائده الاقتصادية والاجتماعية المباشرة إلى متن الأمن القومي السوداني.. فدولة شاسعة مثل السودان تمثل الفراغات الحضرية والسكانية فيها أكبر ثغرة أمنية ترفع مخاطر الاختراق وحتى التوترات الأهلية .

إحتاج أن أضع كل هذه المعلومات بكامل الشفافية أمام القراء.. ليس للفرجةعليها أو تزجية الوقت بل ليكون المواطن السوداني شريكاً في صنعة القرار خاصة المتصل بمصيره ومستقبله..

هذه المعلومات تجيب على أسئلة مهمة من شاكلة..

هل للمشروع جدوى وتأثير مباشر على المواطن السوداني؟ هل يتأثر بالتوترات السياسية والأوضاع التي يمر بها السودان؟ هل الشركة المتعاقدة مؤهلة وقادرة على تمويله وتنفيذه؟ متى يبدأ العمل فيه؟ ومتى ينتهي؟

كل هذا وأكثر منه أعرضه كاملاً في صفحة داخلية كاملة ابتداءً من غد الثلاثاء.. كبداية لعرض مشروعات مماثلة، حيث استعرض بعده مشروع الهواد الزراعي “2.4 مليون فدان”.

بإذن الله..

مقالات ذات صلة