حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب.. السودان “جاهز” ؟ كيف؟
عثمان ميرغني يكتب..
السودان “جاهز” ؟ كيف؟
خلال مشاركته في القمة العربية الصينية بالعاصمة السعودية الرياض أمس الأول – الجمعة 9 ديسمبر 2022- قال الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة أن السودان جاهز لاستضافة مشروع عربي- صيني في مجال الغذاء..
كلمة “جاهز” تحتاج الى مزيد من الإيضاح، هل صحيح السودان “جاهز”؟ وما هي معايير “الجاهزية”؟
الاستثمار يعني الاستقرار السياسي، وتوفير البيئة القانونية التي تمنح المستثمر الثقة الكافية والاطمئنان على أمواله وأصوله واستثماراته بل ونفسه، فهل هذه المطلوبات متوفرة؟
المستثمر السوداني نفسه، هل تتوفر له الثقة في الاستثمار ببلده ووطنه؟ هل يتوفر له الحد الأدنى من “الأمان” ولم أقل “الأمن” فالأمان يعني الحياة الطبيعية بلا مفاجآت.. فهل يتوفر الأمان للمستثمر السوداني فضلاً عن الأجنبي؟ بمعنى هل يضمن حتى ولو وافقت الحكومة الاتحادية أن لا تقفز في وجهه حكومة الولاية أو المحلية فجأة دون سابق إنذار وتفرض عليه الأتاوات أو الشروط أوحتى تغلق استثماره دون إنذار وبلا سبب قانوني؟
هل توقفت شكاوى المستثمرين؟ وهل الذين لجأوا الى السبل القانونية وجدوا الإنصاف أم مرت السنوات وهم يتجولون بين مؤسسات العدالة ينتظرون قضايا قد تستغرق عمر جيل كامل ..
ما معنى أن السودان “جاهز” لأي استثمار مهما صغر أو كبر؟ في ظل مظاهرات تغلق الكباري ويدوي صوت القانبل الصوتية والمسيلة للدموع، وتضطر المحلات التجارية أن تغلق أبوابها كلما ظهر إعلان في الوسائط عن موكب..
و مامعنى السودان “جاهز” والمفترض حسب الاتفاق الإطاري أن المكون العسكري وافق على الخروج من السلطة والحكم بل والمشهد السياسي كله وتسليم السلطة إلى المدنيين بعد اكتمال الاتفاق النهائي، وكلها ترتيبات لم تكتمل بعد، فكيف يكون السودان قد وصل مرحلة “جاهز”؟
في تقديري نحن نضيع الوقت والعالم في أمس الحاجة إلينا خاصة في الغذاء والطاقة، ونستطيع بناء شراكات مفتوحة مع كل الدول والمؤسسات الدولية و بيوت الخبرة الاقتصادية، ونبني نهضة شاملة في بلادنا تحقق في وقت وجيز رفاهية للشعب السوداني المحروم من خيرات بلاده.
من الحكمة أن نبلغ مرحلة “جاهز” ليس لاستضافة مشروع عربي- صيني فحسب بل لكل المشروعات من كل فج عميق..
وما أسهل ذلك لو توفر لبلدنا الاستقرار والحكم الرشيد.