علاء الدين محمد ابكر يكتب .. الي متي يظل يدفع السودانيين المهمشين الجزية عن يد وهم صاغرون
*علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️الي متي يظل يدفع السودانيين المهمشين الجزية عن يد وهم صاغرون*
رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلًا عجوزًا يتسول، فتساءل عن قصته، فأخبره الرجل أنهُ يهودي، ولا يملك مال الجزية، فيتسول حتى يتمكن من دفعها، فقال له عمر: “والله ما انصفناك نأخذ منك شاباً ثم نضيعك شيخاً والله لأعطينك من مال المسلمين”، فدفع عنه الجزية، وأعطاه من مال المسلمين، وفي هذا يقدم الفاروق صورة من أعظم صور الإنسانية في الإسلام، والرحمة بالناس والرأفة بحالهم وأوضاعهم، والإحسان للمسلمين وغيرهم على حد سواء، دون تمييز بين عرق أو لون أو جنس.
والجزية ليست من مُحدَثات الإسلام، بل هي قديمة من أول عهد التمدن القديم، وقد وضَعها يونان أثينا على سكان سواحل آسيا الصغرى حوالي القرن الخامس قبل الميلاد، مقابِل حمايتهم من هجمات الفينيقيين، وفينيقية يومئذٍ من أعمال الفرس، فهان على سكان تلك السواحل دفعُ المال في مقابل حماية الرؤوس
وكان الفرس أيضًا يَجبُون الجزية من رعاياهم، ويؤيد ذلك ما أورده ابن الأثير في كلامه عما فعَله “كسرى أنوشروان” في الخراج والجند، قال: “وألزِموا الناسَ الجزية ما خلا العظماء وأهل البيوتات والجند والمرازبة والكتَّاب، ومَن في خدمة المَلِك، كل إنسان على قدْره، اثني عشر درهمًا، وثمانية دراهم، وستة دراهم، وأربعة دراهم
أما الجزية في الإسلام، فقد كان النبي صلى الله عله وسلم يُقدِّرها بحسب الأحوال، وعلى مقتضى التراضي الذي كان يقع بين المسلمين وأعدائهم، في الوقت الذي لا يؤخذ فيه شيء من النساء والصبيان، ولا من أهل العاهات، ولا من الرهبان الذين لا يُخالطون الناس، وكثيرًا ما كان يُقدِّر الجزية باعتبار ما يبقى في أيدي الناس من دخْلهم بعد نفقاتهم
وفي قصة سيدنا عمر بن الخطاب مع الرجل اليهودي نجد دروس وعبر ومعرفة ان الفاروق هو اول من وضع نظام للضمان الاجتماعي وعمل علي استحداث عملية الضرائب بحيث تعود بالمنفعة لدافعها واليوم نجد المواطن في الولايات المتحدة الأمريكية اكثر حرص الدفاع عن حقوقه المشروعة حيث يحق له معرفة سياسات الدولة خاصة الاقتصادية منها باعتباره من دافعي الضرائب وقد يعصف راي دافعي الضرائب احيانا بالحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، اذا تكمن اهمية احترام راي من يدفع الضرائب والتي كانت سابقا تعرف بالجزية
وسيدنا عمر بن الخطاب قد بادر بتبني اول فكرة لمشروع الضمان الاجتماعي عندما وعد الرجل اليهودي الكبير في السن باسقاط الجزية عنه ومنحه مقابل ذلك راتب شهري ،كل هذا السرد التاريخي عن الجزية اريد ان اصل الى وصف حالنا في السودان ذلك البلد الذي ظل يعاني منذ الاستقلال من التخطيط وعدم الاستقرار فالمواطن السوداني البسيط المعدوم الدخل ظل يدفع للدولة ضرائب تحت مسميات عديدة
وبدون ان يجني من وراءها اي ثمار والشاهد على ذلك لذلك يجد الطرقات تعاني من عدم اجراء اعمال الصيانة الدورية و مجاري الصرف الصحي تطفح بالقاذورات والمستشفيات الحكومية لا تصلح للاستخدام البشري والمدارس والجامعات الحكومية هي الاخري تعجز عن توفير الكتب والمقاعد للطلاب وحتي الطعام والشراب لم يسلم من فرض الضرائب عليه كل ذلك بدون تبرير من الحكومة والتي تفلح فقط في جني الأرباح بدون ان ينال المواطنيين شي يذكر من الخدمات كان ما هم عبيد لها ، والشي الموسف اننا نعيش في ظل ثورة كان من المفترض ان تكون الشفافية شعارها والصدق طريقها ولكن بكل اسف انحرف مسار قطار الثورة الي وادي الضياع
اذا ما يدفعه السودانيين من ضرائب ورسوم هي في حقيقة الأمر
عبارة عن جزية ولكن الشي الاكثر حيرة هو
لمن ومقابل ماذا ندفع هذه الجزية!!!
فهل نحن تحت احتلال او استعمار جديد ؟ اما نحن تحت علي دين اخر غير الاسلام حتي يتغاضي الغازي عن مانعبد ؟
اذا لايوجد تفسير لي ما يحدث قهر وظلم
الا عندما تسود بلادنا كامل الحرية والديمقراطية والعدالة بشكل حقيقي حينها يمكن محاسبة كل جهة تقوم بتحصيل اموال الشعب بدون تقديم خدمات جليلة لهم مثل شركات الاتصالات والكهرباء والمياه فهولاء يدعون أنهم شركات والشركات في الاصل عبارة عن مكاسب وخسارة وارباح اذا اين حقوق العملاء لديكم؟
وحتي الحكومة ذاتها التي ندفع لها الضرائب تستحق المحاسبة علي اطاس ان هذا البلاد ملك لنا جميعا فمن حقنا ان نعرف اين يذهب عائدات البلاد من الذهب و السيلكون والمنتجات الزراعية والحيوانية وغيرها
يجب محاسبة كل من ينتهك حقوق هذا الشعب
ويبقي السوال الي متي نظل ندفع الجزية لهذه الحكومة والشركات المحتالة عن يد ونحن صاغرون ؟
*المتاريس*
*علاء الدِّينِ مُحَمَّدُ ابكر*
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹 . 𝗰𝗼𝗺