خبراء : فشل مواكب ال 21 من إكتوبر يخلط أوراق اللعبة السياسية
قال الاستاذ محمد المك الخبير والمحلل السياسي أن فشل مواكب 21 إكتوبر الجمعة الماضية يخلط أوراق اللعبة السياسية مجددا مبيناً أن المشاركة الضعيفة وغياب الزخم الجماهيري في هذه المواكب رغم ما تردد وشاع من معلومات بالتجهيز الجيد لها مادياً ولوجستياً وتلقي منظمي المواكب أموال مقدرة من بعض السفارات التي تدعم هذه التظاهرات التي دعت لها أحزاب المجلس المركزي للحرية والتغيير وشددت على الشعب السوداني للمشاركة فيها بكثافة لاساقاط ماسموه بالانقلاب بصورة نهائية مؤكداً أن فشل المواكب يطرح العديد من التساؤلات أهمها من يمتلك الشارع السوداني الان؟
وأضاف المك أنه بهذا الفشل تكون أحزاب المجلس المركزي للحرية والتغيير صارت بعيدة عن الشارع السوداني بمئات السنين الضوئية وان ماتبقى من حراك الشارع السوداني لاعلاقة له بالمجلس المركزي واحزابه متسائلاً ” على ماذا تستند أحزاب المجلس المركزي وهي تفاوض العسكريين سراً وجهراً طالما أنها فشلت في تنظيم مواكب ال 21 من إكتوبر بصورة مثلى تثبت بها للداخل والخارج أنها مازالت في قلب ماتسميه الشارع الثوري المتحرك مشدداً على أن فشل المواكب يؤكد أن المجلس المركزي لايملك مفاتيح الشارع السوداني سواء بالتهدئة أو بالثورة مما يعني أنها لاتمتلك أي كروت ضغط في المشهد السياسي السوداني مبيناً أن المجتمع الدولي وسفاراته في الخرطوم باتوا أكثر إقتناعاً بذلك وانهم بدأوا في تغيير أفكارهم عن الازمة السودانية وإتخاذ البدائل المناسبة.
ومن جانبه ذهب الدكتور أحمد حسن المحلل السياسي إلى أن صراعاً سياسياً قد نشب بين جماعة المجلس المركزي وجماعة التغيير الجذري وان هذا الصراع إنعكس على مايمسى بالشارع الثوري وأستخدمت فيه كل الاسلحة المتاحة بما فيها الاغتيال المعنوي موضحاً أن تجليات هذا الصراع بدأت بإفشال مواكب ال 21 من إكتوبر متوقعاً أن يكون لجماعة التغيير الجذري دور كبير وأساسي وأيادي خفية ومعلنة في
إفشال هذه المواكب التي دعت لها أحزاب المجلس المركزي للحرية والتغيير قاطعا بان أحزاب وكيانات التغيير الجذري شنت حملة شعواء على المجلس المركزي وقامت بفضح مخططات التسوية والهبوط الناعم التي سعت لها وفق تعبيرهم لافتاً إلى أن هذا الصراع المعلن أدي لمزيد من الانقسام والتشظي في المكون المدني والقوى التي كانت تمتلك الشارع في العام 2019.
واكد حسن أن هناك قوى سياسية عديدة لم يضعها الكثيرين في الحسبان عادت للشارع السوداني بقوة مشيراً إلى أن من ضمنها التيار الاسلامي العريض والطرق الصوفية والاحزاب التقليدية السودانية لاسيما الاتحادي الديمقراطي الاصل وبعض الكيانات والمنظمات الشبابية غير المسيسة قاطعاً بأنه لايستطيع أحد الان الادعاء بأنه يمتلك الشارع ويساوم به الاخرين مؤكداً أن الانتخابات وحدها هي من ستتولى تحديد الاوزان الجماهيرية للقوى السياسية منوهاً إلى ان العديد من الاحزاب السياسية السودانية تخشى وتخاف الانتخابات لانها لم تستعد لها ولاتمتلك قواعد جماهيرية وشعبية تراهن عليها لذلك ترغب في تقاسم السلطة مع العسكر عبر فترة إنتقالية طويلة جداً على عكس الفترات الانتقالية السابقة لانها تعلم جيداً أنها لاتستطيع أن تصل لحكم السودان بالانتخابات.