سيناريوهات الْحَرْب الْأَهْلِيَّةَ فِي السُّودَان (3 ) .. بِقَلَم عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر
*سيناريوهات الْحَرْب الْأَهْلِيَّةَ فِي السُّودَان* (3 )
بِقَلَم ✍🏽 عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر
*السودان بَلَدٍ لَمْ يُسْتَفَدْ مِنْ الفُرَص الْكَثِيرَةِ الَّتِي لَاحَت لَه لِرَسْم مُسْتَقْبِل مُشْرِق يَتَجَاوَز مِنْ خِلَالِهِ إِخْطَاءٌ الْمَاضِي و يُؤَسِّس لِدَوْلَة القَانُون الَّتِي يتساوي فِيهَا الْجَمِيعِ إنْ تَقَلَّدَ أَصْحَاب النَّظْرَة الضَّيِّقَة لمقاليد السُّلْطَة وَعَدَم احْتِرَام التَّنَوُّع الثَّقَافِيّ والاجتماعي الَّذِي تَزَخَّر بِهِ البِلادُ قَاد السُّودَان إلَيّ ماهُو عَلَيْهِ الْآنَ مِنْ ضَعْفِ وهشاشة وَبَدَلًا مِنْ أَنَّ يَكُونَ سَلَّه غِذَاءٌ الْعَالِم صَارَ مِنْ أَفْقَر شَعُوب الْأَرْضِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ امْتِلاكِه لِكَافَّة مُقَوِّمَات النجاح*
لَمْ يَكُنْ اهْتِمَام الْمَوَاطِن مَع الْإِعْلَام السُّودَانِيّ قَبْل فَتْرَة تسعينيات القَرْنِ الماضِي يَخْرُجُ عَنْ إطَارٍ الِاسْتِمَاع للإذاعة أَوْ قِرَاءَةٍ الصُّحُفِ أَوْ مُشَاهَدَةِ التلفزيون لِذَلِكَ كَانَ مِنْ الْعَسِير مَع حَرَكَة الْحَيَاة اليَوْمِيَّة للمواطن أَنْ يَعْرِفَ مَصَادِر الْأَخْبَار وَاَلَّتِي كَانَتْ نَادِرَةً وشحيحة وارتبطت مَصَادِر الْمَعْلُومَات فَقَط بِجِهَاز الْمُخَابَرَات حَيْث سَاد اعْتِقَاد فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَنْ يمتلك الْمَعْلُومَاتِ والأخْبَارِ هُم فَقَط منسوبي الْمُخَابَرَات الَّذِينَ كَانَتْ تَحُوم حَوْلِهِم الغُمُوض خَاصَّةً فِي عَهْدِ الرَّئِيس الرَّاحِل جَعْفَر النُّمَيْرِيّ ، وَفِي فَتْرَة الْإِنْقَاذ كَانَت الصُّحُف تَخْضَع إلَيّ رَقابَة قَبْل الطَّبْع فَكَانَت الْأَخْبَار تَنْتَشِر بَيْن الْمُوَاطِنِين خِلَال المناسبات الاجْتِمَاعِيَّة وَاَلَّتِي غالباً مَا يَبُوح فِيهَا السودانيين ، بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ أَسْرَارِ بِدُون محازير أُمْنِيَةٌ وبتلك الطَّرِيقَة كَانَت تَنْتَشِر إخْبَارٌ الدَّوْلَة وَالْعَالِم وَمَن المفارقات أَن فَتْرَة الرَّئِيس الرَّاحِل النُّمَيْرِيّ كَان يتعبر الاسْتِمَاعَ إِلَى إذَاعَة لَنْدَن بِمَثَابَة تَهْدِيد مُبَاشِرٌ لِلنِّظام وَلَكِنْ بَعْدَ سُقُوطِ نِظَام مَايُو تَحَرَّر النّاسُ قَلِيلٌ مِنْ الْقَبْضَة الْأُمْنِيَّة وَبَات بمقدورهم الاسْتِمَاعَ إِلَى الْمَحَطَّات الإذاعِيَّة العَالَمِيَّة والاقليمة فَكَانَت إذَاعَة الْجَيْش الشَّعْبِيّ التَّابِعَة للدكتور الرَّاحِل جَوْن قَرَنْق قَائِد حَرَكَة التَّمَرُّد فِي جَنُوب السُّودَان فَقَدْ كَانَتْ تِلْكَ الْإِذَاعَة تَجِد اسْتِمَاع كَبِيرٌ فِي شِمَال السُّودَان وَقَدْ كَانَتْ تَبُثّ إرْسَالُهَا بِصَوْت وَاضِحٌ خَاصَّة خِلالَ فَتْرَةٍ الظَّهِيرَة وَكَانَت تَعْكِس وَجِهَات نَظَرٌ الْحَرَكَة الشَّعْبِيَّة وَأَخْبَار وَأَسْمَاء الْجُنُود السودانيين ، الأسري لَدَيْهَا مِمَّا جَعَلَ الْمُوَاطِنِين يتابعونها لِمَعْرِفَة مَصِير أَبْنَاءَهُم
إذَا لَعِب الْإِعْلَام دُور كَبِيرٌ فِي تَحْوِيلِ كَفِّه الْأَحْدَاثِ مِنْ سَيْطَرَة الدَّوْلَةِ الَّتي كَانَتْ قَادِرَةً حَتَّي مَطْلَع تسعينيات القَرْنِ الماضِي مِنْ التَّحَكُّمِ فِيهَا وَلَكِنْ مَعَ مُنْتَصَف تسعينات نَفْس الْقَرْن تَحَوَّل الْإِعْلَام إلَيّ السَّيْطَرَة الفضائية وبانتشار أَجْهِزَة الِالْتِقَاط الفَضَائِيّ بَات بِإِمْكَان . أَي مَوَاطِن الْحُصُولِ عَلَى الْخَبَرِ والمعلومة مَهْمَا كَانَتْ دَرَجَة صِحَّتِهَا بِدُونِ أَنْ تَتَدَخَّل الدَّوْلَةِ الَّتي حَاوَلَت فِي وَقْتِ مَا فَرَضَ عُقُوبَات عَلَيَّ كُلُّ مَوَاطِنٍ يُحَاوِل امْتِلَاك جِهَاز اسْتِقْبَال فَضائِي بِدُون الْحُصُولِ عَلَى تَصْدِيقِ رَسْمِيٌّ مِنْهَا
نتابع فِي الْجُزْءِ الرَّابِع
*الْمَتَارِيس*
*عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر*
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹 . 𝗰𝗼𝗺