سيناريوهات الْحَرْب الْأَهْلِيَّةَ فِي السُّودَان ( 2) .. بِقَلَم عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر

سيناريوهات الْحَرْب الْأَهْلِيَّةَ فِي السُّودَان ( 2)

بِقَلَم ✍🏽 عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر

*السودان بَلَدٍ لَمْ يُسْتَفَدْ مِنْ الفُرَص الْكَثِيرَةِ الَّتِي لَاحَت لَه لِرَسْم مُسْتَقْبِل مُشْرِق يَتَجَاوَز مِنْ خِلَالِهِ إِخْطَاءٌ الْمَاضِي و يُؤَسِّس لِدَوْلَة القَانُون الَّتِي يتساوي فِيهَا الْجَمِيعِ إنْ تَقَلَّدَ أَصْحَاب النَّظْرَة الضَّيِّقَة لمقاليد السُّلْطَة وَعَدَم احْتِرَام التَّنَوُّع الثَّقَافِيّ والاجتماعي الَّذِي تَزَخَّر بِهِ البِلادُ قَاد السُّودَان إِلَيَّ مَا هُوَ عَلَيْهِ الْآنَ مِنْ ضَعْفِ وهشاشة وَبَدَلًا مِنْ أَنَّ يَكُونَ سَلَّه غِذَاءٌ الْعَالِم صَارَ مِنْ أَفْقَر شَعُوب الْأَرْضِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ امْتِلاكِه لِكَافَّة مُقَوِّمَات النَّجَاح*

لَمْ يَكُنْ السُّودَان عِنْدَمَا شَهِد إحْدَاث مَارَس مِنْ الْعَامِّ 1954م وتوريت مِنْ الْعَامِّ 1955م وَأَعَادَه إحْيَاء تَمَرَّد الْجَنُوب فِي الْعَامِ 1983 يُعْرَف أَوْضَاع اقْتِصادِيَّة صَعْبَة بِمِثْلِ مَا هُوَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ فِي أَعْقَابِ ثَوْرَة دِيسَمْبِر الَّتِي أَطاحَت بِنِظَام الجنرال عُمَر الْبَشِير مِن فَالْوَضْع الاقْتِصَادِيّ حَرَج لِلْغَايَة كَانَ فِي الْمَاضِي يَكْفِي إيرَاد مَشْرُوعٌ الْجَزِيرَة الَّذِي وَرِثَهُ السُّودَان مِنَ الْمُسْتَعْمِرِ الانجليزي عَلِيّ الصَّرْف عَلِيّ كَافَّة مناحي الدَّوْلَة السُّودانِيَّة بِمَا فِيهَا تَكَلُّفُه الْحَرْب و حَتَّي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَمْ يَعْرِفْ السودانيين حِينِهَا طُرُقَ الْفَسَادِ الْمَالِيّ فَهُنَاك اعْتِقَاد فِي عُرْفِ السودانيين فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ إنْ قَبُولَ الْمَالِ الْحَرَامِ يُجْلَب مِيتَةَ السُّوءِ فَقَدْ كَانَتْ الْأَمَانَة وَالْعَفَاف عَنْ السَّرِقَةِ وَالِاخْتِلَاس أَبْرَز سِمَات الشَّخْصِيَّة السُّودانِيَّة لِذَلِكَ السَّبَبِ وَجَد العَدِيدِ مِنَ السودانيين الطَّرِيق مَفْرُوش بِالْوُرُود فِي العَدِيدِ مِنَ الدُّوَل خَاصَّة الْعَرَبِيَّة حَيْث اِحْتَلّ الْكَثِيرُ مِنْهُمْ مَنَاصِب إِدَاريَّة رَفِيعَةٌ فِي دُوَلٌ الْخَلِيج وَاَلَّتِي كَانَت حَتَّي وَقْتٍ قَرِيبٍ تَبْحَثُ عَنْ مَجْد لَهَا وَلَقَدْ كَانَ لَهَا ذَلِكَ بِفَضْلِ اعْتِمَادُهَا عَلِيّ اللَّهِ وَعَلَيَّ الْمُمَيِّزِين مِنْ أَبْنَاءِ الدُّوَلُ العَرَبِيَّةُ خَاصَّةً السُّودَان وَفِي دَاخِلِ السُّودَان كَانَ الْوَضْعُ يَخْتَلِف فَبَيْنَمَا سَمِعَه البِلاَدِ فِي الْخَارِجِ يُشَار لَهَا بِالْبَنَان ألّا أَنَّ الْبَعْضَ يَفْضُل السِّبَاحَة عَكْس التَّيَّار فَظَهَرَت فِي الثمانينات القَرْنِ الماضِي بَوَادِر فَسَاد إِدَارِيٌّ وَمَالِي مِمَّا جَعَلَ الدَّوْلَة تترنح وَتَسْقُط بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ رَأْسَ النِّظَام آنذاك الجنرال النُّمَيْرِيّ كَانَ يُحْسَبُ فِي زُمْرَةِ الاطهارالأطهار فِي الْمَالِ الْعَامِّ ألّا أَنَّه عِنْدَمَا تَفْسُد الْقَاعِدَةِ فَإِنَّ أَلْقَمَه سَوْف تَسْقُط وَهَذَا مَا حَدَثَ عِنْدَمَا خَرَج الْمُواطِنِينَ فِي السَّادِسِ مِنْ أَبْرِيل مِنْ الْعَامِّ 1985 مطالبين بِإِنْهَاء نِظَام 25مايو وَاَلَّذِي اسْتَمَرّ لِفَتْرَة سِتَّةَ عَشَرَ عَام كَانَ السُّقُوطُ مَسْأَلَةُ وَقْتِ وَلَيْسَ إلَّا فالجنوب كَان مُشْتَعِل بِالْحَرْب بقيادة الْحَرَكَة الشَّعْبِيَّة وَاَلَّتِي انْطَلَقْتُ فِي الْعَامِ 1983م وَمَنْ جَانِبِ آخَرَ تَسَبَّب جَفَاف الْعَامّ 1984م فِي شَل اقْتِصَادُ البِلاَدِ وَاَلَّذِي كَانَ يَعْتَمِدُ عَلِيّ الثَّرْوَة الْحَيَوَانِيَّة و الإِنْتاجُ الزِّراعِيُّ مِمَّا جَعَلَ العَدِيدِ مِنَ سُكَّانِ الْمَنَاطِق الَّتِي ضَرَبَهَا الْجَفَاف ينزحون صَوْب الْمُدُن بَحْثٌ عَنْ الْغِذَاءِ وَشَمِلَ ذَلِكَ حَتَّي الْكَثِيرِ مِنْ رَعَايَا دُوَلٌ الْجِوَار الَّذِينَ عَبَّرُوا الْحُدُود نَحْو للسودان هَرَبَا مِنْ الْحُرُوبِ خَاصَّةً مِنْ دُوَلٌ أَثْيُوبِيا واريتريا وتشاد حَيْثُ كَانَتْ تَدُورُ بَيْنَهُمْ حُرُوبٌ أَهْلِيَّة طَاحِنُه كُلّ تِلْك الْعَوَامِل سَاعَدَت عَلَى إسْقَاطِ نِظَام الجنرال النُّمَيْرِيّ

نتابع فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ

*المتاريس*
*علاء الدِّينِ مُحَمَّدُ ابكر*
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹 . 𝗰𝗼𝗺

مقالات ذات صلة