ليست المرة الاولى ولا الاخيرة الخلاف بين البرهان وحميدتي
تجددت الاشاعة مرة اخرى بمزاعم الخلافات بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو؛ او بمعنى آخر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع! في اختزال كامل لتاريخ التشريع السوداني الذي اتخذ فيه المجلس الوطني (الهيئة التشريعية) الرسمية آنذاك “العام 2017 م” بضم قوات الدعم السريع للقوات المسلحة السودانية تحت القيادة العليا للجيش واعتبارها احد الفصائل التابعة له مثلها ومثل الهجانة او المدفعية عطبرة الخ… من وحدات الجيش السوداني!
علي كثرة التصريحات التي اصدرها “البرهان” او “دقلو” في نفي مثل هذه المزاعم وترديدهما علي الدوام ان المنظومة الامنية “حزمة واحدة” و متماسكة علي الدوام؛ الا ان الاشاعة تظل تتردد بين الفينة والأخرى! بما جعل كثير من المراقبين يلاحظون هذا كلما شهدت الساحة السياسية حديثا حول قرب تكوين الحكومة! او اتجاه نحو اي شكل من اشكال التوافق السياسي؛ مابين الكتل والاجسام في الساحة السياسية بالبلاد!
انهم اعداء التوافق والسلم الاهلي بالبلاد! اؤلئك المنتفعون بالاضطرابات والهشاشة والسيولة الامنية بالبلاد! الذين لايعيشون الا في اجواء مأزومة تجار الحروب وصُنّاع الموت! بحيث لايعجبهم ذلك فيتجهون الي بضاعتهم المزجاة من هذه الإشاعات المضللة!
يعتقد قسم كبير من المتابعين؛ فضلا عن انها احد الاماني التي يحلم بها اعداء البلاد؛ لعلمهم انه ليس هناك اخطر علي البلد من صراع قواته المسلحة فيما بينها؛ انها موجهة بالاساس للحد من النشاط الواسع للنائب الاول! وما يحققه من النجاحات في كل الملفات المهمة التي تولاها وظل حريصا عليها بكل وطنية وتجرد! في اطفاء النيران المشتعلة؛ واجراء المصالحات ورتق النسيج الاجتماعي بالبلاد؛
ودعم التعليم والمساهمة في توفير الخدمات الضرورية والمساهمة في نجاح المواسم الزراعية من حراثة وحصاد؛ وغيرها من الاعمال والادوار العظيمة؛ التي يقف عليها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي؛ نجاح يتبعه نجاح! ومشروع تلو آخر دون ملل اوكلل او مِنَّة علي احد! وكل ذلك لاشك؛ هو مايخيف الاعداء! وبجعلهم يصوبون كل سهامهم لذلك! ومن ادوات الهدم؛ هو تشويه العلاقة المتينة بين المكون العسكري الذي يمثل صمام الامان للبلاد!
استهداف العلاقة مابين المنظومة الامنية (القوات المسلحة والدعم السريع) هو في واقع الامر استهداف لكامل البلاد وتماسكها! بل هو بداية الاجراء العملي في تفتيت البلاد وتجزئتها والعمل علي تقسيمها (فالحرب اولها كلام) والاشاعة والمعلومات المضللة الكذوبة! مثل هذه الإشاعات التي تستهدف لحمة تماسك المنظومة الامنية بالبلاد، هي طلائع ذلك الاستهداف وجنوده القاتلة دون رصاص او آلة لحصاد الارواح! لان الإشاعة هي الطلقة وهي الآلة التي تنسف تماسك البلاد وروحها المعنوي؛ بما يجعلها فريسة سهلة طيِّعة في يد الأعداء وأجنداتهم المسمومة