مني ابوالعزائم .. الكلام المباح .. (حمدوك والديمقراطية الذاهبة)
مني ايوالعزائم ..
الكلام المباح .. (حمدوك والديمقراطية الذاهبة)
تأملت كلام د. حمدوك رئيس وزراء السودان السابق في الاحتفال بيوم الديمقراطية في بروكسل ..حول الديقراطية كمفهوم للحكم واشارته الي خيبة الكثيرين فيما اسماه بانتكاسات الديمقراطية في جميع انحاء العالم والي صعود “السلطوية والشعوبية” حتي في البلدان المتقدمة..مستدركا بالقول إن كل ذلك (يعطي غذاء للتفكير في طبيعة الديمقراطية نفسها) .. .. …. 2 .. .. بالتاكيد هو يقصد تطبيقها كنظام حداثي غربي للحكم.. واري ان كلامه صاح 100%..لذلك ليس من الصعب من تقييم تجربة واسعه فرضت فرضا علي شعوب العالم من حكام وفلاسفه الفكر السياسي في العالم الاول ..ولكن بالتجربة اثبتت انها لا تصلح لكل ثقافات وطبيعة الشعوب و الدول..هذه تجربة صممت لمجتمعات مسيحية لظروف خاصة بها فى صراعها مع الكنيسة..التي كانت مسيطرة علي الملوك والقياصرة والتي احتكرت حتي ترجمة الكتاب المقدس وطلاسمه علي نفسها .. ومعرفة اللاتينية لغه الكتاب المقدس حكرا عليها..وجعلت ملوك اوربا بيادق تحركها حسب اهواءها..فكانت هذه بداية استفزاز العقول النيرة وبزوغ الافكار المستنيرة من مفكري اوربا..ووضح الصراع العلمي الزمني مع العلم الديني الكهنوتي..ومأساة جاليلو ودورانية الارض تنبئ عن هذا الصراع ..فجاءت افكار فولتير وجان جاك روسو ومونتسكيو..ومن قبلهم بوقت طويل بروز الفكر السياسي لساسة اوربا مثل ميكافيلي التي شرحها في كتابه الامير..كل هذه الومضات في عهد الظلمة فتحت كوة لتداول الافكار حول السلطة وفلسفة الحكم بعيدا عن الكنيسة.. .. ……….. . 3 الديمقراطية جاءت عبر مخاض عسير عاني منه المجتمع الاوربي الذي كان يقبع في ظلام الجهل الكهنوتي والفقر الاقطاعي..فكانت ثورة قادت لعهد نهضوي و الذي بدوره قاد الي الثورة الصناعية ثم توالت افكار عظماء المفكرين السياسيين وحكام اوربا فجاءت *”الماقنا كارتا* اعظم وثيقة نظمت الحكم وتداول الادوار بين راس الحكم ورجالات الدولة والشعب..ثم استتبعتها ثورة “كروميل” وبزغت افكار الديمقراطية في سماء السياسة في اوربا رغم الغيوم. افكار جديدة قادت الي الديمقراطية الغربية..والتي توجت بالثورة الفرنسية وثورة الاستقلال في امريكا..واعظم انتاج للثورة الفرنسية كان وثيقة الحقوق وفصل السلطات الثلاث والاطاحة بعرش “اسرة البوربون”.. .. …4 .. .. ثورة مفاهيمية سادت في البلدين رغم الفاصل الزمني وان كانتا في قرن واحد..فأسس الدستور الامريكي لدولة خالية من العنصرية والرق وصمة عار امريكا والتي تجاوزتها بوثيقة حقوق الانسان .. .. . … 5 . تاخرت روسيا القيصرية كثيرا عن اللحاق برصيفاتها من الدول الغربية..وظلت الكنيسة وكرادلتها ورجال الاقطاع من النبلاء قوة ضاربة في الحياة الروسية حتي كان التغيير في ثورة 17 اوالثورة البلشفية التي اطاحت بحكم آل “رومانوف” واعدام القيصر نيقولا الثاني واسرته رميا بالرصاص. وحكم البلاشفه الشيوعيين الاتحاد السوفيتي ..ولكن بشكل جديد في نظام الحكم ..نعم هو اشتراكي..لكنه كالنظام الغربي يتشابهان.. همانظامان طبقيان..في الغرب هذا نظام راسمالي ليبرالي.. وشرقا هذا نظام شيوعي .. في اوربا وامريكا من يحكم هي طبقة الراسمالية رجال المال والصناعه..تعددية حزبية ..في الشرق تحكم طبقة البلوتاريا باسم الحزب الواحد . يقودها فكر راس المال لمفكر الشيوعية اليهودي كارل ماركس..العقيدة في الغرب الحرية دينية للشعب ..ولكن تاكيدا علي الديانه المسيحية ايا كان مذهبها ولو جاءت مستترة مثل الحرص علي الاشارة لاداء القسم للرؤساء الغربيين..وفي هذه الايام انظروا للقسم الذي قام باداءه الملك شارلس الثالث خلفا لوالدته .. ….وهنا في الشرق العقيدة هي الايدلوجية الشيوعية.. .. 6 . مفهومان لنظام سلطة وحكم يخرجان من قناة واحدة..وان تغيرت المفاهيم التي تعود الان لتتفق..انهارت الشيوعية وعادت اجراس الكنائس لتقرع في انحاء روسيا وتفرق الناس للالتفاف حولها،والان كل القرائن تنبئ علي ان الديمقراطية آيلة للسقوط.. وانصار ترامب يحاصرون الكابيتول وامريكا ام الديمقراطيات ..والمظاهرات التخريبية تسود اوربا تضامنا مع قضية جورج فلويد الامريكي الملون الذي قضي عليه تحت حذاء شرطي ابيض..!! ….. ونحن في كل الاحوال باعتبارنا مقلدين ومأسوريين ومقاديين لا نملك الا الفرجة..او العودة لأرثنا السياسي العظيم في ادارة الدولة،و التي تحويه تعاليم ديننا الحيوي الصالح لكل زمان ومكان..فقط يحتاج لايمانيات عاليه وشجاعة قلب..نحن ندرك اننا نواجه اعتي الحضارات التي تحكم العالم من وراء الاستار او الجدر ..عدوها الاول والاخير الاسلام الحضارة التي قدر الله لها ان تكون موجهه لكل العالم كاخر الرسالات..لمجتمعات يفترض ان تكون قد وصلت لمرحلة النضج العقلي والوجداني الاجتماعي والثقافي والسياسي..هي معركة من اجل كرامه الانسان وعزته وانه كما قال سبحانه رب العزة والجبروت قد تصدي لحمل الامانه بحق وحقيق حتي وان ظلم نفسه وجهل بصعوبة التصدي لحمل تلك الامانه المرهقة والتي جعلت حياته قاسية ونفسه مكابدة.. وجعلته امام تحديات كبيرة ومستمرة، بقدر تصدره وتصديه لحمل الامانه التي ابتها الجبال.. .. … .. 7
دكتور حمدوك ربما وجد في نفسه حرج في ان يدفع بمصطلح (العنصرية) واستبدله بمصطلحي (السلطوية والشعوبية)..الان العالم تتقاسمه (العنصرية) التي تسيطر علي فرز الكيمان..والعنصرية مصطلح كان مرادفا لبعض الديانات كاليهودية وهي العهد القديم، والمسيحية مكملة لها وهي العهد الجديد..(قالوا اني يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال)..(واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم).. لندرك مغزي صراع هاتين الحضارتين مع الحضارة الاسلامية والتي بمجئ النبي محمد عليه افضل السلام تم الاعلان عن بدء حضارة جديدة تقود العالم للتي هو أقوم الي ان يرث الله الارض ومن عليها..والله غالب…