تصريحات مثيرة لرئيس يونيتامس بشأن العسكر والأوضاع في السودان
شدد رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس، على أن السودان على حافة الإنهيار إقتصادياً وأمنياً.
وحذر فولكر في حوار مع (راديو دبنقا) من تطورات غير إيجابية، في حال عدم تعاون الجميع لإنقاذ البلاد، مؤكداً أنه حان الوقت لوضع مصلحة السودان فوق المصالح الشخصية والفئوية والحزبية والجهوية.
وأكد رئيس بعثة يونيتامس على ضرورة أن يتعاون الجميع، بغض النظر عن الخلافات في وجهات النظر والمصالح، داعياً جميع القوى لعدم رفض الجلوس مع بعضهم. وأعرب بيرتس عن عدم الرضا تجاه إنسحاب المكون العسكري من المحادثات مع المدنيين، إلا أنه أكد أن هذا الإنسحاب أطلق ديناميكية جديدة بين المدنيين، تمثلت في المبادرات المتعددة والحوارات بين القوى المدنية المختلفة.
وأكد فولكر عدم إنحياز البعثة لأي طرف أو حزب، موضحاً أن جميع الأطراف المدنية لديها شرعية للعب دور، وقال إن اتهام الميسرين والوسطاء بالإنحياز أمر طبيعي في عمليات التفاوض ويهدف إلى إستمالتهم. ووصف فولكر علاقتهم بالمكون العسكري بأنها طبيعية لأنهم يمثلون السلطة الوحيدة في البلاد بالوقت الحالي.
من جانبه أكد الخبير الإعلامي والمحلل السياسي عصام حسن أن بعثة يونيتامس هي إحدى الأزمات التي يعاني منها السودان في الوقت الحالي، وذلك بسبب الخطاب الذي سريه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك دون علم ومشاورة الحكومة أو الشعب السوداني. وأضاف عصام: (منذ قدوم هذه البعثة والأزمات تتكاثر على السودان ويتطاول أمدها دون أن يكون هناك دور ملموس للبعثة لحلها).
وبشأن حديث فولكر حول عدم إنحياز البعثة لأي طرف أو حزب، أشار الخبير عصام إلى تصريح سابق للبعثة بأنها غير محايدة بخصوص الإلتزام بحماية حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية.
مما يؤكد أن فولكر والبعثة تتضارب تصريحاتهما، ويختلف محتواها وفقاً للتطورات السياسية في البلاد. مؤكداً أن هذا التضارب يعكس بوضوح أن أهداف البعثة في السودان ذات أجندة مشبوهة، لا تخدم آمال وتطلعات الشعب السوداني.
وأكد عصام أن البعثة تتجاوز تفويضها كثيراً، وتتدخل في الشأن السوداني، مما عرضها للتساؤلات والتهديد بالطرد أكثر من مرة. مشيراً إلى تصريحات سابقة لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، بأن السودان لا يرفض التعامل مع المجتمع الدولي، ولكنه ضد التدخل في الشأن السوداني، لأن في ذلك إنتهاك للسيادة الوطنية التي يرفضها السودانيون وحكوماتهم، بل يعرض من يتطاول ويتدخل في ما لا يعنيه للطرد من البلاد.
وقال عصام: (البعثة الأممية لم تدعم أية إتجاه للتوافق السياسي، بل سعت للإنفراد بالآلية الثلاثية، حتى أضطر ممثل الإتحاد الأفريقي محمد بلعيش إلى التلميح بإنفراد فولكر بيريتس بالقرار داخل الآلية). وأكد عصام أن بلعيش أشار إلى أن الإتحاد الأفريقي لن يشارك في مسار ليس فيه إحترام لكل الفاعلين ومعاملتهم بإحترام تام وعلى قدم المساواة.
ونبه عصام إلى إعتراف البعثة الأممية في السودان بالتزوير عند إدراجها لتوقيعات إسماعيل وايس المبعوث الخاص للتنمية الأفريقية ومحمد حسن ولد لبات مبعوث الإتحاد الأفريقي دون علمهما، في خطاب تم إرساله إلى قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني، يفيد بأن الحوار بدون وجود المكون العسكري غير مجدي. وقال عصام (هذا خطأ كارثي لبعثة دولية يفترض أنها تحاور وتسهل في ملف مصيري لشعب بأكمله. وهو خطأ يدل على الفوضى والإرتباك داخل البعثة الأممية مما يجعلها غير مؤهلة للعب أي دور في السودان).