بيان هام من خليفة المشرب العمري الفوتي التيجاني حول الازمة السودانية الخانقة ح
الخرطوم اثيرنيوز
اصدر الخليفه احمدالتيجاني مبشر خليفة المشرب العمري الفوتي التجاني من مقر إقامته بولاية سنار بيانا لخص فيه رؤية الطريقة التيجانية حول مسارات الازمة السودانية السياسية الخانقة وما قد تؤدي الي عواقب وخيمة علي وحدة البلاد الاجتماعية والديمغرافية والاقتصادية والسياسية،ةوفي حديثه لمحررة الموقع ذكر انه و برغم وجود قواسم مشتركة عظيمة بين قطاعات الشعب الشعب السوداني التي تجمعه الجغرافيا والتاريخ، الارض الواحدة وخيراتها في باطنها وخارجها،،ووحدة الهدف والمصير من وحدة العقيدة الاسلامية وعامل اللغه العربية، هذان القاسمان المشتركان لكل الشعب السوداني يشكلان عاملا وحدة وترابط وتكاتف وتعاضد برغم تعدد اللغات واللهجات والاثنيات والعقائد الا انهما يبقيان اهم ممسكات الوحدة والمصير، ..تحصل (موقع اثيرنيوز )علي نسخة من البيان..وهذا
نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الي شعبنا الكريم
حول الازمة السودانية الخانقة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله واله وصحبه ومن والاه
الخليفه أحمد المدني التجاني مبشر
خليفة المشرب العمري الفوتي التجاني
الي شعبنا السوداني المؤمن العزيز بالله
قال تعالى وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
أيها الإخوة والاحباب الكرام
نحن الان في جو خانق نفذ التردي الخلقي والانحلال الاجتماعي والديني منه إلى كل الجماعات والهيئات والطبقات فعمت البلوى واستعصى الداء ولايعرف منه من يكون الهادي وايا يكون المهتدي؟
هذه حقيقة واضحة لايشك فيها اثنان ومن المؤسف أن بعض العناصر الرشيدة التي كانت تتزعم الفضيلة في يوم ما– وكانت مصدر الهدى ومبعث الخلق الكريم من علماء الدين من اهل الفقه والوعاظ والمرشدين– قد تنكبت هي الاخرى الطريق وشاركت الاخرين فيما يعاب ويشين ولم يبقى امامنا الان الا الصفوة المختارة الباقيه لنا عزاء وسلوى هم اهل الحق رجال الصوفيه فمن اخص خصائصهم هي التربية النزيهه للارواح وان من درس التصوف دراسه نزيهة عرف انها مدارس اخلاقية لتهزيب النفوس وترويضها عمليا في الطاعه والبلوغ الى اقصى درجات المعرفه وهم اهل اليقين الذين يقول الله تعالى وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)
وفي يقيني واعتقادي انه ليس أعود بالخير وارجى للفائده من اللجوء لهداية الدين واتباع سنته وهو العلاج الوحيد المجدي لاصلاح الشأن وتيسير اسباب السعادة لكل ماتحتاج اليه الشعوب وان الرجوع إلى هداية الدين وتعاليمه لايتاتى الا ان يقوم رجل الدين نفسه بهذه المهمه الملقاة على عاتقه ورجل الدين نوعان رجل الدين الرسمي وهذا عاجز حقا عن القيام بهذه المهمه فلقد جرفته المدنيه هو الاخر وغره مارفل فيه من نعيم مادي ومرتبات ضخمه وظروفه الرسميه قد لاتمكنه من القيام بالمفروض عليه فهو مضطر إلى مسايرة الحكام وبريق المرتب ولمعان الوظيفه ولقمة العيش عوامل مهمه لابعاده عن رسالته الحقيقيه: ولم يبق لنا الا الرجل الثاني وهو الرجل الذي تمكنه ظروفه وتربيته واستعداده لان يكون القدوة الصالحه والزعامة الرشيدة ومنزلة الصوفية عند الناس عظيمة كما قلنا فلقد روى انه لما قدم هارون الرشيد الرقه انجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك وتقطعت النعال وارتفعت الغيرة فاشرفت ام ولد لا امير المؤمنين من برج الخشب فلما رأت الناس قالت ماهذا؟ قالو؛ هذا عالم خراسان يقال له عبد الله بن المبارك..قالت هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لايجمع الناس حوله الا شرطه واعوان
ونحن في حاجة الى رجل صوفي يعرف كيف يبين للناس ان الدين يساير العلم ولاياباه وليس بينه وبين العقل عداء وان الميزة العليا للعقيدة هى ارتكازها على العقل السليم واعتصامها بالبرهان الحق
نحن في حاجة الى هذا الزعيم الذي يبين للناس ان الله اغنى عن العالمين وانه انما وضع هذا الدين ليكون قانونا معظما لحياة البشر تعليما وإرشادا وتربية وتهذيبا وانه صالح لكل الامم في جميع الازمنه والامكنه وان هذا القانون تضمن لحض على التواصى بالحق وبالصبر وعلى طلب العلم والدعوة إلى الترابط بين المؤمنين وشد ازرهم بعضهم بعضا والمحافظه على النفس والعقل والمال والعناية بامر الاعراض والامومه واليتامى وانه نهى عن كل مايشين الانسانية الكاملة والخلق الفاضل وانه وضع نظام المعاملات والاقتصاد ونظام الانساب ونظام الاسرة والارث وحث على حب الوطن ورفع رايته وعلى تعبئة الجيوش وسد الثغور وقضى على الفوارق الحسية والابعاد الاقليمية معتبرا أن اهله مله واحدة وقومية واحدة ووطن واحد
والله الموفق للصواب واليه المرجع والمآب