ترسم بقدميها.. قصة فتاة مصرية قهرت المستحيل
بينما كانت محافظة المنوفية، شمال العاصمة المصرية، تتأهب للإعلان عن جوائزها السنوية للمبدعين، كان الجميع يترقب رؤية الفائز بالمركز الأول، والذي اقتنصته ندى علام، وهي بطلة من أصحاب الهمم لا يظهر مع مظهرها الخارجي ما الذي يميزها عن الآخرين، لكن موهبتها الكبيرة هي التي تحدثت عنها.
وتعتبر ندى من القلائل الذين ظهرت عليهم تلك الموهبة في سن مبكرة، فقد بدأت الرسم في المرحلة الابتدائية، حينها لم يصدق أحد أن فتاة ريفية في مثل ظروفها يمكنها تصوير المعالم الطبيعية على لوح وتتقنه بالأبيض والأسود بالشكل الذي يشعر الجميع أنهم أمام حقيقة وليس مجرد رسمة أبدعها جسد حبيس.
لم تفقد ندى يديها نتيجة إعاقة تعرضت لها في حياتها، حيث ولدت لتجد نفسها من أصحاب أحد أكثر الإعاقات النادرة التي يُخلق بها الإنسان، لكن ذلك لم يمنعها من أن تبدع، لتؤكد أن الإعاقة قدرة خاصة يمكن أن يستفيد منها الشخص، يواري خلفها أي ألم يتعرض له بابتسامة النجاح والتفوق، القدرة على أن يكون الأول بأمل من بعد ألم.
ندى نجحت في رسم نحو 40 عملا فنيا حتى هذه اللحظة، على الرغم من تعطلها فترة الجامعة لانشغالها في تحقيق نجاح جديد يضاف إليها والحصول على شهادة البكالوريا من كلية الآداب، وتفضل الرسم بالأبيض والأسود لأنه يساعدها على عكس الألوان والتي لم تسعفها أعصابها الطرفية أن تتقنها بشكل كبير.
لم تحصل ندى على تدريب مهني لإتقان الرسم بشكل علمي، لكنها لجأت إلى اليوتيوب لتعلم طرق جديدة تساعدها في تطوير موهبتها ومهاراتها، ومع ذلك تقول: “مع امتلاك قلم رصاص وورقة أمامي أنسى الوقت في الرسم قدر المستطاع، يجعلني الرسم أشعر أنني طبيعية وأستطيع ممارسة حياتي بشكل عادي”.
معارض فنية
“حلمي أن أقيم معرضا كبيرا في القاهرة“، كان هذا أكثر ما تتمناه صاحبة الـ22 عاما، ولأن بعض الأحلام تتحقق أحيانا، تشير ندى إلى أنه تم التواصل معها من قبل معرضين بالفعل في العاصمة المصرية للاشتراك فيهما بأعمالها الفنية قريبا، مؤكدة أنها ستعمل على عرض رسومات جديدة لم تنشرها على صفحتها الخاصة على مواقع التواصل.
وتكشف ندى لموقع سكاي نيوز عربية تفاصيل المعارض التي ستشارك فيها ومنها معرض “دافنشي” الفني، ومعرض حكومي آخر يعمل على عرض إبداعات الرسامين الهواة من غير المحترفين، على أمل أن يساعدهم ذلك في الترويج لأعمالهم الفنية المبدعة التي لم تأخذ طريقها في عالم الرسم الاحترافي.
وتأمل ندى أن تشارك في مهرجانات فنية كبرى في العالم، حيث يمكن لموهبتها أن تنضج وتنتشر بشكل أكبر، وأن يسنح لها للوقت والإمكانات للمشاركة في ورش تدريب مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة أن الرسم بالقدم وعدم امتلاك يدين يحتاج إلى تدريب أكبر إلى جانب الموهبة الكبيرة.
وتدعو ندى أصحاب الهمم أن يسهموا بأعمالهم وإبداعاتهم أيا كانت، ولا يتوقفوا عند حوادث التنمر أو الإحباط، دليلها على ذلك هو نجاحها الشخصي في تحقيق جزء من أحلامها، وأملها الكبير في أن يساعد ذلك في بث الأمل نحو أصحاب الهمم في مصر، والذين يمتلكون في رأيها كافة الإمكانيات لتحقيق أحلامهم.