كارثة السيول والفيضانات تفضح الأحزاب السياسية في السودان

في الوقت الذي ظل فيه المواطنون في ولايات (الجزيرة ، الشمالية ،النيل الأبيض ، جنوب دارفور، جنوب كردفان وكسلا ) لاكثر من اسبوع من كارثة السيول والفيضانات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ما يزال التفاعل السياسي مع الأزمة الإنسانية ضعيفاً ولم يرق لمستوى الحدث ولا حياة لمن تنادي .
وعلى مدى اسبوع من الكارثة الطبيعية باتت الأحزاب السياسية تغرد في وادي الصمت وتصفية الحسابات والمواطن يستغيث من مطلع الفجر إلى غسق الليل ويطلب النجاة من الموت في ظل أوضاع مأساوية سببها السيول والفيضانات التي أدت إلى مقتل (79) شخصاً، فيما نعت منظمات المجتمع المدني الحكومة بأنها عاجزة على مستوى التخطيط والفعل الميداني.

في هذه الأثناء اصبحت أحزاب ( الأمة القومي والمؤتمر الشعبي، الشيوعي، الاتحادي الديمقراطي الاصل، المؤتمر السوداني، البعثين والناصري الاشتراكي والناشطين السياسيين وقوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي، وقوى الحرية والتغيير – التوافق الوطني ) تتفرج في معاناة المتضررين وتضع يدها على خدها، فيما ذهبت بعض التنظيمات تستجدى المساعدات الإنسانية لضحايا السيول والامطار من الدول الأصدقاء والاشقاء.
بالمقابل يرى الخبراء أن السيول والفيضانات ليست مفاجأة، وانما المفاجأة في حجم الاضرار وما يلحق بالمواطنين من الأذى خاصة ان هناك أكثر من (136) الف متضرر من جراء السيول والفيضانات، لكن ما تزال الأحزاب السياسية في تشاكس ومساجلات والبلاد تنحدر نحو كارثة إنسانية، وهي عاجزة للوصول إلى التوافق الوطني الذي دعا له نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو في وقت سابق .
وأعرب الخبراء عن بالغ قلقهم من ان تظل المناطق الزراعية مغمورة بالمياه وأي زراعة زرعت ستنتهي والخوف من ان تتفشى الأمراض والوبائيات بين الناس الذين يعانون من أمراض القلب والكلى والكبد وحمى الملاريا وتخرج تلك المناطق من دائرة السيطرة الوقاية الطبية في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية تؤدي في نهاية المطاف من عجز المزارعين من زراعة الموسم الخريفي الحالي ويخرج معظم الناس من دائرة الإنتاج والإنتاجية وتتفاقم معاناة السودانيين
وفي ظل صرخات الأطفال وكبار السن وطلب النجدة من الأحزاب السياسية ولجان المقاومة والقوى الثورية وإعلان بعض الولايات انها باتت مناطق كوارث وناشدت الحكومة الاتحادية بالتدخل لإنقاذ الموقف من السيول والامطار، وصلت عربات محملة بالمواد الغذائية والطبية من بعض الجهات لكن كانت قوات الدعم السريع سباقة لاغاثة المتضررين في كل الجبهات الأمر الذي فضح العديد من القوى السياسية التي كانت تتحدث بأنها تمثل نبض الشعب، فهل سقطت أوراق الخريف؟

مقالات ذات صلة