فاطمة علي سعيد تكتب .. نذر كارثة بيئية تلوح في الأفق

نذر كارثة بيئية تلوح في الأفق

تشهد البلاد سنوياً امطاراً غزيرة بين أشهر يوليو أغسطس اكتوبر وغالباً ماتؤدي لموجة فيضانات وسيول تسبب خسائر بشرية ومادية في الأرواح والممتلكات وأسوأها دمار المنازل ،وفي كل عام تتجدد التحذيرات من السيول والفيضانات وسط مخاوف .
وتصدرت اخبار الفيضانات والسيول التي ضربت البلاد واوقعت اضراراً بالغة في عدد من مدن وقرى البلاد منها نهر النيل وسنار وشمال وغرب كردفان والجزيرة والنيل الأبيض وكسلا والقضارف ودارفور بسبب الامطار الغزيرة والسيول وتركت الاهالي في العراء يعيشون أوضاع مأساوية حقيقية ليلهم كنهارهم بلاماوي وبحسب المكتب الصحفي للدفاع المدني فأن ٧٥شخصاً لقوا حتفهم جراء السيول والأمطار وانهيار مالايقل عن ٨٢٠٦منزل وتأثر ٤٥٠ فدان ، وجرفت السيول الطريق القومي( الخرطوم – عطبرة ) وطريق الصادرات(امدرمان – بارا) ومناشدة بتوخي الحيطة والحذر.
وظللنا في كل عام مع بداية موسم الأمطار(فصل الخريف) نسمع عبارة فاجأنا الخريف وهي عبارة كيزانية ممجوجة وفيها تنصل كامل وهروب من المسئولية، ودائماً لاتتأخر الجهات المختصة في تجهيزات والتحسب والتحوط مبكرا استعداد لمايحدث من سيول وفيضانات .
فهيئة الارصاد نوهت مبكرا أن خريف هذا العام سيكون أكثر غزارة في كميات هطول الأمطار عن الاعوام السابقة .وكان يتوجب على الدولة وضع تحوطاتها واستعدادتها لمجابهة تلكم الفيضانات تفاديا لوقوع الآثار الكارثية في الأرواح و ومن المتوقع أن تتعرض مناطق عدة بولايات البلاد لأمطار غير معهودة .
ورغم خطة مجلس الدفاع المدني لفصل الخريف واستعراض خطة الاستعداد للحد من كوراث السيول والأمطار وتقليل الآثار الا ان هذه الخطة باءت بالفشل.
لاسيما وأن اغلب مصارف وساحات بعض المناطق متكدسة بالنفايات والاوساخ منذ شهور ، والجهات غير مدركة لماتسببه تلك النفايات المتراكمة من تدهور بيئي وصحي وانتشار الامراض المعدية المنقولة عن طريق الذباب والحشرات الاخرى نتيجة تراكم المياه والاوساخ وبالتالي إنتشار الأمراض المعدية مثل الملاريا والتايفويد والكوليرا ، وايضا هناك مياه الصرف الصحي المختلطة بمياه الشرب والسيول ، فعلى الدولة والجهات المختصة التعامل بشكل جاد وفوري لمعالجة تلك المشكلات الماثلة بشكل عاجل .
ورغم من وجود غرف طوارئ الخريف والطوارئ الصحية الا ان الامر يحتاج لتنشيط ومتابعة .
وتصدرت ولاية سنار قائمة الخسائر والارواح وايضا ولاية نهر النيل والاكثر تضررا حيث شهدت انهيار ٣٤٢٢منزلا منها بشكل كلي خاصة مناطق كدباس والمسيد ومناطق محلية بربر والجزيرة محلية المناقل انهيار ٧٥٠منزل وغمرت المياه مساحات زراعية واسعة وتأثرت عدد من القرى فاقت ال٥٤قرية
وأطلق أهالي المناطق مناشدات عاجلة لايواءهم وتقديم المساعدات الإنسانية ، اتخذ الاهالي المؤسسات الحكومية إيواءً للمتضررين ، رغم ابتعاث الحكومة عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر حجر للوقف على اثار السيول والأمطار التي اجتاحت الولاية وفي جنوب كردفان التي انهار فيها ١٧٦٩ منزلا ووفاة ٩ اشخاص وفي إقليم شهدت منطقة ام زعيمة بولاية جنوب انهيار ١٠٠٠منزل واجتاحت السيول وأدى كوقرا مما اجبرت السكان اللجوء للعراء على جانب طريق نيالا عد الفرسان ، وناشد المتضررين مدهم بمواد إغاثة وايوا ، وايضا اضرار وقعت في النيل الأبيض والأزرق بسبب الامطار الغزيرة والسيول. فهناك اسر فقدت الماوي والممتلكات باتت في العراء ولاصوت لمن تنادي .
سابقاً كانت هناك منظمات مجتمع مدني فاين هي ، على الرغم من مجهودات جمعية الهلال الأحمر السوداني تسيير قافلة مساعدات إنسانية لمتضرري السيول والأمطار والجسر الجوي لدولة قطر والدعم المقدم من مجلس السيادة الانتقالي وعدد من المؤسسات الحكومية والوقوف بجانب المتضررين إلا أن الوضع يحتاج لمساعدات عاجلة أكثر من خيام وناموسيات وغذاء ودواء وعيادات متحركة وحملات رش صحي
وتبدو الأزمة أكبر في الأرياف والمناطق البعيدة عن العاصمة حيث يعاني السكان من نقص الخدمات الصحية وتردي الأوضاع البيئية، مما يؤدي إلى تفشي أمراض مثل الملاريا والإسهالات المائية والتايفويد والكوليرا هناك تحد كبير تواجه البلاد اذا نعاني من الفقر وافتقار البنية التحتية وايضا الوضع المناخي فإن التحديات تتمثل في معالجة تراكم المياه والنفايات التي تخلق وضع بيئي وصحي مأساوي وتجعل بيئة صالحة لتوالد الذباب والباعوض وأن المسئولية هنا مجتمعية مابين حكومة ومواطن ، على الحكومة رش البرك والتخلص من النفايات في المرادم المخصصة ، ومسؤولية المواطن المحافظة على البيئة ورمي الأوساخ .
والبلاد تعيش حالة انسداد أفق سياسي حاد بعد إجراءات ٢٥اكتوبر الماضي ، وماترتب عليها من توقف دولاب العمل التنفيذي لعدم تعيين رئيس مجلس وزراء لإدارة شئون البلاد.
والحوار … وتناسل المبادرات وخطورتها في ظهور بعاشيم المؤتمر الوطني المقبور بأثياب جديدة

أوضاع كارثية… نسأل الله اللطف…جنب الله بلادنا الكوراث
🖊️بقلمي فاطمة علي سعيد

مقالات ذات صلة