إدارة بايدن .. السودان واستمرار سياسة العصا والجزرة لتقديم مزيد من التنازلات
الخرطوم- اثير نيوز
متابعة- حسن الظريف.
طالبت مجموعة تضم أكثر من مائة خمسة وعشرين منظمة وشخصية دولية وسودانية، الرئيس الامريكي جو بايدن بدعم الحكومة الانتقالية في السودان وتعيين سفير للولايات المتحدة الأمريكية ومبعوث رئاسي خاص للسودان. ودعت مذكرة رفعت للرئيس بايدن حملت توقيع عدد من أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب الأمريكيين السابقين والمبعوث الأمريكي السابق للسودان أندرو ناتسيوس ورئيس بعثة الأمم المتحدة الأسبق في السودان موكيش كابيلا، وشخصيات ومنظمات سودانية – دعت – لمساعدة الحكومة السودانية في تنفيذ إتفاقية جوبا للسلام كاملة، ودعم العدالة الانتقالية وعودة اللاجئين والنازحين داخليًا، وتعزيز المؤسسات والمجتمع المدني، ودعم السودان في الاستعداد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وتكشف المذكرة بوضوح استمرار مسلسل الوعود الأمريكية على مر الحقب الماضية، حيث لم تقدم أمريكا للسودان ما يريده، بل تستخدم سياسة العصا والجزرة التي أرهقت الحكومات المتعاقبة في السودان
وإذا تناولنا العهد القريب منذ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب مرورا بالرئيس الحالي جو بايدن نجد أن السياسة الأمريكية تجاه السودان لم تتغير كثيراً رغم ذهاب نظام عمر البشير.
وحتى في ملف التعويضات وقائمة الأرهاب ظلت حكومة الخرطوم تقدم التنازلات في ملفات مهمة لكنها لا تجني سوى السراب.
لنأخذ مثالاً ملف التعويضات الذي أنجزته الخرطوم كما يجب، ولكن منحه الحصانة وجد معارضة شديدة من ضحايا هجمات 11 سبتمبر فتم تمرير قرار الرفع من قائمة الإرهاب والحصانة التي تم استثناء ضحايا 11 سبتمبر منها. ثم جاء ملف التطبيع مع إسرائيل الذي وافق عليه السودان دون أية منافع ملموسة حتى الآن، بل ظلت الوعود حاضرة من القمح الإسرائيلي وحتى المليار الأمريكي لتخفيف الديون.
وتقول مراكز دراسات أن هذه الشخصيات أضطرت لرفع مذكرة للرئيس الأمريكي جو بايدن لتذكيره بأن هناك بلد إسمه السودان يعاني اقتصادياً وتلهب الحروب والتفلتات الأمنية أطرافه بينما تتكالب عليه بعض دول الجوار إضافة إلى واقع سياسي متقلب الأطوار نتيجة لتشاكس مكونات الحكومة الحالية.
ويبدو أن ملف السودان لم يعد يحظى بأهمية كبرى لدى الإدارة الأمريكية بعد إنتهاء صخب الإنتخابات وإنجاز ملف التطبيع مع إسرائيل، فخفتت الأصوات المنادية بدعم السودان عمداً، ليبدأ مسلسل إبتزاز جديد عنوانه القاعدة الأمريكية العسكرية على البحر الأحمر والتعاون المطلق مع البعثة الأممية (يونيتامس) وتسليمها زمام الأمور مع منح الإمتيازات والأولوية للشركات الأمريكية للإستثمار في ثروات السودان في المستقبل القريب.
إن التنازلات الكبيرة التي تقدمها حكومة حمدوك لأمريكا والغرب، أغرت قادة هذه الدول لكسب المزيد من المواقف، طالما أن الوعود فقط ترضيهم. ويبدو أننا سنحتاج لمذكرات أخرى تنبه (أصدقاء السودان) بأن الشعب السوداني أوشك على الغرق في بحر الأزمات وإنقلبت حياته إلى كوابيس مرعبة بعد أن ذهبت أحلام الدعم والمؤازرة أدراج الرياح.