بيان لحزب التحرير حول توصيات مؤتمر المائدة المستديرة
بيان صحفي
لم تخرج توصيات مؤتمر المائدة المستديرة لنداء أهل السودان من صندوق النظام الرأسمالي الديمقراطي
اختتم مؤتمر المائدة المستديرة لما يسمى بنداء أهل السودان أعماله أمس الأحد بقاعة الصداقة بالخرطوم، وخرج بعشرات التوصيات أغلبها أمنيات، وحديث مكرر لم يخرج من صندوق النظام الرأسمالي الديمقراطي، وأسوأ ما جاء في التوصيات، الحديث عن مواءمة دستور 2005م مع اتفاقية السلام الموقعة في جوبا، والنص على فيدرالية الدولة.
كما تحدثت التوصيات عن الانتخابات على الأساس الغربي الديمقراطي في نهاية الفترة الانتقالية.
إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان نؤكد على الآتي:
أولاً: لم تقم مبادرة نداء أهل السودان على أساس الإسلام، بل قامت على الوطنية التي صنعها المستعمر، وكرّست لتمزيق الأمة، وكانت عائقاً في سبيل وحدتها على أساس الإسلام في ظل دولة واحدة تجمعها؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، وهو أساس باطل شرعاً، وما بُني على باطل فهو باطل، يقول سبحانه وتعالى: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
ثانياً: الاعتراف بجعل دستور 2005م أساساً ومواءمته مع اتفاقية سلام جوبا يؤكد بُعد المؤتمرين عن الإسلام، حيث إن دستور 2005 هو دستور علماني كامل الدسم، وضع أسسه القس اليهودي الأمريكي جون دانفورث، ثم إنه كان سبباً في فصل جنوب السودان عن شماله، وتهيئة بقية أقاليمه للانفصال، كما أنه جعل المواطنة أساساً للحقوق والواجبات ولم يجعل العقيدة الإسلامية أساساً، والأحكام الشرعية مقياساً كما هو واجب على المسلمين.
ثالثاً: إن النص على فيدرالية الدولة، فوق كونه مخالفاً للإسلام الذي يوجب وحدة الدولة، فإن الممارسة العملية للفيدرالية هي التي أوجدت التنازع والحروب القبلية، وهي التي أوصلت البلاد إلى شفير الهاوية عندما يتنادى الأفرقاء بحق تقرير المصير في شرق السودان وغربه، والذي به فُصِل جنوبه.
رابعاً: إن المبادرات التي تسعى لإيجاد صيغة توافقية للحكم في السودان باءت كلها بالفشل، وستبوء غيرها، لأن الحكم والسلطان لا بد أن يقوم على فكرة أساسية، وبالنسبة لنا نحن المسلمين، فالأصل أن يقوم الحكم على أساس العقيدة الإسلامية التي تنبثق عنها أنظمة لمعالجة مشاكل الناس، وتنظيم الحياة بأحكام شرعية جاء بها الوحي.
ختاماً: إننا في حزب التحرير ندعو الجميع، أحزاباً وحركات، عسكريين ومدنيين، شباباً وشيوخاً:
أن يدرسوا الدستور المستنبط من الوحي الذي تبناه حزب التحرير، وأن يعملوا معنا لإيصاله إلى سدة الحكم للخروج من صندوق الغرب الكافر المستعمر الذي وضعنا فيه عشرات السنين، وهو ما زال حريصاً على إبقائنا فيه، جاعلاً فصل الدين عن الحياة أساساً للحكم والسياسة والاقتصاد وغيرها، فبهذا الدستور الإسلامي يكون استئناف الحياة الإسلامية التي قطعها الكافر المستعمر بهدم دولة الإسلام؛ الخلافة، فهي وعد ربنا سبحانه القائل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وهي التي بشّر بها الحبيب المصطفى ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
١٥/٠٨/٢٠٢٢م