الفريق صديق: حزب الأمة لم ولن يشارك في مبادرة الطيب الجد
نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق في إفادات لـ(الجريدة):
* حزب الأمة لم ولن يشارك في مبادرة الطيب الجد لإرتباطه بتحالفات أخرى
* الحرية والتغيير ما تزال تعكف على جمع شملها المشتت منذ 25 أكتوبر
* هذا رأيي حول الغسيل القذر الذي تبرع بنشره الواثق البرير
* الـ(3 ) طواقي التي أرتديها تتكامل لديّ لأداء واجبي الوطني
زاوج بين السياسة والعسكرية، يحاول اقناع من حوله برأيه بدبلوماسية ممزوجة بتكتيكات لاتخلو من دهاء وحنكة ، كثيراً ما يخرج بصحيفته بيضاء من وحل وعثرات المواقف السياسية ، اتهامات البعض له بجنوحه وتماهيه مع النظام البائد وبعض قيادات المكون العسكري لم تخرجه عن طوره ووقاره، وهو الذي سبق وأن حاصرته الإتهامات الى أن تم وصفه بجالب الحلوى من المؤتمر الوطني لحزبه، كافأه الامام بترقيته الى منصب نائب الرئيس عندما تبعثرت أصواته في إنتخابات منصب الأمين العام وسط إمتعاض البعض، الفريق صديق محمد إسماعيل نائب رئيس حزب الأمة جلست إليه “الجريدة”، ناقشته وطرحت عليه كثير من الإتهامات وما يدور في الساحة السياسية ،كعادته لم يرفع حاجب الدهشة ولم يهتز الرجل، أجاب على كل التساؤلات بجرأة يحسد عليها .
* تعددت المبادرات الوطنية والوساطات الإقليمية والدولية ومازال الخلاف بين المكونات السودانية قائماً ..تعليقك ؟
– كل المبادرات التي تم طرحها عبارة عن جهد وطني مشروع لأن أمر الوطن لا يمكن احتكاره من قبل شخص أو جماعة ،ولكن المطلوب أن لا يكون هنالك إحتكار أو إقصاء أو عزل لأحد أو مكون سياسي في سبيل الوصول الى توافق وطني منشود .
* كيف يرى حزب الأمة مبادرة الشيخ طيب الجد وهل تم التواصل معكم للإنضمام اليها ؟
– حزب الأمة تغيب عن مبادرة الشيخ الطيب الجد ولكنه يسعى إلى تقديم رؤى متكاملة للإسهام مع الآخرين للوصول الى أرضية مشتركة تحقق الوفاق الوطني لصناعة وخلق نظام حكم ديمقراطي مدني يقوم على مرجعية دستورية متوافق عليها.
* هل هذا يعني أن الحزب خارج دائرة حراك المبادرة وهل تغيب الحزب عن قصد أم تجاهل من قبل القائمين على أمر المبادرة ؟
– كما أعتقد أن حزب الأمة على تواصل مع آخرين فوجوده داخل تحالف الحرية والتغيير التي أعلنت موقفاً مبدئياً من مبادرة الشيخ الجد كان سبباً موضوعياً بأن نكون في الضفة الأخرى من النهر ،ولكن في نفس الوقت نأمل أن تكلل كل المساعي الرامية والهادفة لمعالجة الفرقة والشتات بأن تكلل مساعيها بالنجاح والتوفيق ،ولكن نحن مع تحالف الحرية والتغيير لذلك اتخذ الحزب هذا الموقف.
* لكن دكتورة مريم الصادق تعليقاً على المبادرة طالبت الشيخ الطيب الجد بالإلتزام بالسجادة ،وبالمقابل وصف كمال بولاد المبادرة بالعرض خارج (الدلوكة ) تعليقك ؟
– إن الأمر الوطني أو القضية الوطنية لا يمكن أن تحتكرها جهة أو أحد، والعقل البشري يظل منتجاً في كل المجالات ،ووصف الطرق الصوفية والإدارات الأهلية والقطاعات الأخرى بإنعدام حقها في بذل الجهد الوطني لتحقيق التوافق أمر غير صائب ،فالسياسيون أيضاً يتحدثون عن الشأن الإجتماعي والديني كما ينشغلون بالسياسة ،ذلك لم يستنكر عليهم أحد ذلك، وما كان ينبغي لهم أن يحددوا للآخرين مسارات إهتماماتهم الوطنية وتقيدها بقيد التخصص المطلق ،وأعتقد أن كمال بولاد لم يك موفقاً في رأيه وفي ذاك الوصف ، إذ أن الشيخ الطيب الجد مواطناً سودانياً وقائداً وطنياً وداعية إسلامي ، عجباً لبولاد الذي حسب أن شيوخ الصوفية يرقصون على الدلوكة ، هذه ذلة لسان ماكنت أرجوها من مثل كمال بولاد الذي أرى فيه أدباً وتأدباً يفتقر إليه كثير من أقرانه في الحرية والتغيير ،ألم يعلم أن الإساءة الى الراعي إساءة لرعيته ،مهما كان الرأي في اطروحة الشيخ الطيب الجد إلا أن الأمر لا يمكن أن يكون سبباً لخلع ثوب الحياء الذي تدثر به بولاد ولا مبرر لإسقاط تاج العقلانية والحكمة التي توسمناها فيه ،حافظوا على تماسك المجتمع وصون قيمه وأخلاقه الفاضلة ،فلا يجوز التطاول والإساءة إليهم تشهيراً وتسفيهاً .
* منذ رحيل الإمام الصادق المهدي كثر الحديث حول الخلافات داخل الحزب وهذا ما أكده الامين السياسي الواثق البرير حينما قال ان للحزب تياران ..أحدهم داعم للتحول الديمقراطي ،وآخر يفضل البقاء تحت عباءة العسكر والإنصياع لأمرهم ووصياتهم .؟
– الغسيل القذر الذي تبرع به الامين السياسي الواثق البرير بتقسيم حزب الأمة لقسطاطين، قسطاط يعمل من أجل الديمقراطية واخر يوالي المتهمون بمحاربة الديمقراطية (المكون العسكري) كل الذي ما أريد أقوله أن تباين وجهات النظر داخل حزب الأمة أمر معروف منذ نشأة الحزب وهذه حقيقة يعلمونها جيداً حديثي العهد بالحزب من أمثال هؤلاء مطلقي الإتهامات الجزاف المعتدية على الآخرين وذلك ضيقاً للرأي الآخر وإدعاءً لبطولات زائفة .
* البعض يتهمك بأنك ترتدي ( 3طواقي )، سياسية ..بصفتك نائب للرئيس ،ثم طاقية أخرى تتعلق بالإدارة الاهلية بوصفك نائب لناظر قبيلة بني هلبة ، والطاقية الثالثة كونك جنرال في القوات النظامية؟
– هذه الـ(3) طواقي تتكامل لدي لأداء واجبي الوطني بعيداً عن اي عصبية قبلية أو مهنية أو سياسية ،والشفافية والإيمان بأن العمل الوطني ملك للجميع لا مجال لإحتكار أو فرض وصاية به على الآخرين ،وأجتهد قدر إستطاعتي في أن يعاد الأمر الى الشعب السوداني بأعجل ماتيسر .
* ولكنك أقرب إلى المؤسسة العسكرية لذلك أنت متهم بتماهيك مع المكون العسكري ومعك بعض الجنرالات داخل الحزب ؟
– تعلمنا من المؤسسة العسكرية وضوح الموقف وثباته ،فهي لاتعرف المنطقة الرمادية في إدارة الشأن العام ولكن بعض السياسيين لا يفهمون هذه الحقيقة ويظنون أن العمل في المنطقة الضبابية وعدم الوضوح هي مرحلة للنجاة من المساءلة ،ولكننا لا نعرف هذه المنطقة الرمادية ، أما أبيض أو أسود ،نحن نسعى دوماً أن نجعل الأسود أبيض وهذه زاوية رؤية قد لا تتوافر عند الكثيرين .
* بحكم تحالفكم مع الحرية والتغيير في أي محطة يتوقف قطار النجاة ؟
– تحالف الحرية والتغيير مازال يعمل على جمع شعثه الذي تشتت منذ ليلة الخامس والعشرون من اكتوبر ، إذ أصبح لديه مجموعة الإعلان السياسي والتوافق الوطني ،وهي مجموعات تم تكوينها من المركز القانوني للحرية والتغيير جميعاً لذلك نرى ضرورة بناء هذا التحالف على أسس الشراكة العادلة والشفافية وهذا أمر ينبغي أن يتم عاجلاً حتى يتمكن التحالف من الدخول مع آخرين من القوى الوطنية حتى تكتمل عملية بناء الكتلة المتوافقة لتولي مسؤولية الحكم المدني في البلاد في الفترة الإنتقالية في إطار شراكة منضبطة باحكام تلك المرجعية الدستورية التي يتم التوافق عليها .
الجريدة
حوار: عبدالرحمن حنين