التربية بالخرطوم: ورشة المدارس النموذجية بين المؤيد والمعارض
الخرطوم اثيرنيوز
قال الأستاذ محمد الشيخ مدني وزير التربية والتعليم الأسبق بولاية الخرطوم، والمؤسس لنظام المدارس النموذجية، انه ومنذ أن تم إلغاء نظام المدارس النموذجية منذ سنتين وأصبح القبول جغرافيا ، أدى ذلك لتدني التعليم الحكومي وأصبح فاقدا لهيبته.
وأوضح خلال مخاطبته ورشة تقييم المدارس النموذجية التي عُقدت اليوم بمباني وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم أوضح أن كثيرا من الناس يعتقدون أن وراء فكرة المدارس النموذجية فكرة سياسية أو توجها سياسيا معينا، ولكن الفكرة والمبدأ مبنيان على أساس تربوي تعليمي بحت وهو نظام عالمي يؤسس منهج المنافسة بين الطلاب، وأن كل الدول المتقدمة تفرز الطلاب المتميزين وتتبنى تفوقهم. وأضاف أن المدارس النموذجية جاءت لدعم الموهوبين والمتفوقين غير المقتدرين.
وأضاف خلال الورقة التي قدمها التي جاءت بعنوان “المدارس النموذجية التطبيق والتقييم” ، أن فكرة المدارس النموذجية لم تكن جديدة وإنما بدأت منذ الإستقلال، وكانت لها سياسة قبول تأتي عن طريق التحصيل العالي ومثال لذلك مدارس حنتوب، ووادي سيدنا وخور طقت، وبعد فترة تم الغاؤها وأصبح القبول جغرافياً.
وأبان أن هنالك مؤشرات تؤكد نجاح تجربة المدارس النموذجية حيث احتلت المدارس النموذجية المراكز الست الأولى على مستوى الشهادة الثانوية.
وأضاف أنه وبعد نجاح التجربة ظهر هناك توجه من قبل المدارس الخاصة بأن يتم قبول الطلاب الذين يحصلون على مجموع أكثر من 270 وأن هنالك كثير من الأسر تدافعت نحو التعليم الخاص، عندما تم تغيير القبول ليصبح جغرافيا.
على صعيد آخر قالت الأستاذة أحلام بشير وهي معلمة بالمعاش إن المدارس النموذجية صُمت المتفوقين في التحصيل الأكاديمي فقط دون النظر للمهارات والقدرات الأخرى والجوانب الإبداعية المختلفة، وهذا يعتبر تمييزا وعدم مساواة وهذا التمييز السلبي يؤثر على بقية الطلاب ، مثل طلاب ذوي الإعاقة الذين لم تتح لهم فرص دمج يدعم حقهم في التعليم.
وأوضحت أن هنالك عددا من الطلاب وبفارق درجة واحدة لم يستطيعوا الالتحاق بالمدارس النموذجية التي يعتبرها كثير من الأسر رمزا للتفوق لأبنائهم مما يؤدي ذلك لإحباط التلاميذ الناجحين، وتحدث تأثيرا نفسيا على مستقبلهم الدراسي ، ونتيجة لذلك يضطر بعض أولياء الأمور لالحاق أبنائهم بفصول خاصة بالمدارس النموذجية لاعتقادهم أنها الجهة الوحيدة لتعليم أفضل.
وتابعت أستاذة أحلام أن التجربة صاحبت إخفاقات متمثلة في أن حتى في المدارس النموذجية كان هناك تمييز وذلك لأنها صُنفت إلى ( أ ) و( ب) بالإضافة لفصول خاصة حسب نسبة التحصيل الأكاديمي وهو نوع من التمييز والظلم وعدم مساواة للطلاب
وضمت الورشة عددا من مداخلات الأساتذة بمختلف المحليات بين مؤيد لفكرة رجوع المدارس النموذجية وبين معارض لها
وأوصت الورشة الاهتمام بتأهيل الأساتذة وتدريبهم وبتطبيق نظام (STEM) وهو الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المنهج التعليمي واعتبرت أنهم من متطلبات العصر وتلبي أيضا متطلبات وظائف المستقبل.