حميدتي: نريد ديمقراطية في السودان… لكن كيف !

بعد التحذيرات التي اطلقها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو حميدتي من الجنينة أن “السودان لو اتفكك لن يتلم”، بعد إعلان الجيش الانسحاب من المشهد السياسي،اقلقت العديد من الدوائر الإقليمية والدوليين مع إنسداد الأفق، لكن دعوة حميدتي بقوله نريد تطبيق الديمقراطية في السودان إعادة الأمل للخروج من الأزمة الراهنة.

وبعد ساعات من تصريحات حميدتي “نريد ديمقراطية منضبطة ” نقلت وسائط التواصل الاجتماعي تلك الرسالة بشغف وتسأل عشرات الشباب ولجان المقاومة وأصحاب المصلحة عن مضامين الرسالة وأثرها في الحراك السياسي، لفض الأشتباك بين علاقات القوة الفاعلة والشارع المتعطش للديمقراطية وترسيخ ادبيات ثورة ديسمبر المجيدة.

ويعتقد مراقبون سياسيون من المقربين للمطبخ السياسي لحميدتي أنه فتح المجال لكافة القوى السياسية الحزبية والشخصيات الوطنية القومية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين للإنخراط في الحراك الثوري لتطبيق الديمقراطية في السودان،وتجنيب البلاد شبح الانزلاق نحو الفوضى والاستفادة من التنوع كعنصر قوة لتقديم نموذج فريد عن الأرث الحضاري والثقافي للهوية السودانوية.
ويرى الخبير في إدارة الأزمات وفض النزاعات العضو بمركز اشراقات الغد للدراسات التنمية دكتور على يحى ان تصريح حميدتى نريد ديمقراطية منضبطة دعوة صريحة للقوى السياسية الحزبية بان البيئة باتت مهيئة لممارسة الديمقراطية الراشدة في السودان الآن بغض النظر عما اذا كان التصريحات احدثت ضجيجاً في الشارع السوداني أوحملت رسالة ضمنية مبطنة من العسكرين في إحتواء الأزمة الراهنة.

وبالمقابل يرى بعض السياسيين ان تصريحات حميدتي بتطبيق الديمقراطية حركت المياه الراكدة والآسنه ونبه الشعب السوداني بان القوى السياسية الحزبية التي غرقت في الخلافات الحزبية الضيقة والمصالح الذاتية أضحت تحت الضغط الدولي والإقليمي السافر في الشأن السودان وان المخرج الوحيد هو “حوار، سوداني- سوداني” وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة بمراقبة دولية يختار فيها الشعب السوداني من يحكمه .

وفي ردود الفعل لتصريحات حميدتي بدأ لافتاً صدور تحليلات ومقالات لتقييم الدروس المستفادة من تشجيع حميدتي للقوى السياسية بضرورة تطبيق الديمقراطية في السودان لان السودان بحاجة فعلاً للحفاظ على القيم والعادات والتقاليد والمورث الثقافي السوداني بعيداً عن استجلاب ديمقراطيات مستوردة من الغرب لا تتماشى مع طبيعة وسجية الشعب السوداني.
ويضيف الخبراء أن حميدتي أول من دعا إلى قبول الآخر ورفض الإقصاء وطالب مشاركة كافة القوى السياسية الوطنية في حوار سوداني – سوداني شفاف بقوله”خلونا نقعد في الواطة ونختار كيف يحكم السودان وليس من يحكم السوداني ” فهل هو على حق ؟ وكيف نستفيد من أخطاء الماضي ؟ فهل البيئة باتت مهيئة لتطبيق ديقراطية راشدة في السودان ؟!

مقالات ذات صلة