برغم التشويش والتلفيق اصرار سوداني روسي على تطوير العلاقات الثنائية
إنعقدت بمباني بيت الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية بالعاصمة موسكو امس الاول الأربعاء الموافق الثالث من يوليو أعمال الدورة العاشرة للجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في جمهورية السودان وروسيا الإتحادية ، حيث ترأس الجانب السوداني السيد السفير دفع الله الحاج علي، وكيل وزارة الخارجية، وترأس الجانب الروسي السيد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، بحضور وفدي البلدين.
وأستعرض الاجتماع سبل تطوير العلاقات الثنائية المشتركة في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والتعليمية والتدريب وبناء القدرات البشرية عبر إستئناف وتنشيط آليات العمل المشتركة المتمثلة في لجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية واللجنة الوزارية الإقتصادية والتجارية برئاسة وزيري المعادن والموارد الطبيعية في البلدين خلال الفترة المقبلة.
كما تطرق الاجتماع لإكتمال إجراءات المصادقة من الجانبين السوداني والروسي على إتفاقية إعفاء حملة الجوازات الدبلوماسية في البلدين من تأشيرات الدخول، والتي ستدخل حيز النفاذ في غضون الأيام المقبلة. تم خلال الاجتماع الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية. وتم خلال الدورة استعراض التطورات الداخلية في البلدين، حيث قدم السيد الوكيل تنويراً عن تطورات الوضع السياسي الراهن في السودان، والسعي لتحقيق وفاق سياسي يقود الفترة الإنتقالية في السودان إلى إنتخابات حرة ونزيهة.
وجرى خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، والتطرق للأزمة الروسية الأوكرانية، وتأثيرتها على العالم، وسبل إيجاد حلول سلمية لها.
وقال الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية انه وبرغم تعرض العلاقات السودانية الروسية لحملة كبري من التشويش وتلفيق الاتهامات وبث الأكاذيب عبر حملة اعلامية منظمة قادتها بعض وسائل الإعلام الغربية لابعاد روسيا من القارة الافريقية باكملها حتى يستفرد بافريقيا المستعمرين القدامى الجدد بنيو لوك جديد ولكن بنفس النوايا والأفعال الاستعمارية القديمة بنهب ثروات أفريقيا لصالح المواطن الغربي في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية لافتا الي ان تدفق المعلومات عبر العالم أصبح متاحا والحقائق موجودة أمام الجميع مما أدى لفشل مثل هذه الحملات وان زمن تغبيش الحقائق وطمسها قد ولي بدون رجعة.
وقال بشار انه فيما يبدو أن لا الخرطوم او موسكو التفتت او اهتمت بهذه الحملات المسعورة بل مضوا لتطوير العلاقات بينهم مبينا ان انعقاد لجان التشاور السياسي بين البلدين بموسكو هي أبلغ رد على المتوهمين في الغرب بأنهم يستطيعون تدمير العلاقات السودانية الروسية بالاراجيف والاكاذيب موضحا ان قرارات لجنة التشاور السياسي بين البلدين باعفاء حملة الجوازات الدبلوماسية من تأشيرة الدخول وتعزيز التعاون بين البلدين في الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي وتنشيط التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري في مجالات المعادن والثروة الحيوانية أكبر دليل على أن علاقات البلدين تمضي نحو التطوير والتنسيق الكامل غير ابهين بالكلاب التي تكثر النباح هنا وهناك.
وقال الدكتور بشارة ان المواقف الروسية المشرفة تجاه السودان في كل المنظمات والمحافل الدولية يجعلها الأقرب للسودان وشعبه سياسيا واقتصاديا وثقافيا مشيرا الي ان روسيا رفضت مرارا وتكرارا في مجلس الامن الدولي حصار السودان أو وضعه تحت الفصل السابع برفض القرارات التي صاغتها الولايات المتحدة الأمريكية وبربطانيا وايدتها فرنسا في حين رفضتها روسيا والصين مؤكدا انه لولا روسيا لاستبيح السودان وتفكك ولم يعد قادرا على الاحتفاط بحدوده الحالية وطنا موحدا لافتا الي ان روسيا ظلت تؤكد على الدوام ان الحلول للازمة السودانية يجب أن تنبع من السودانيين أنفسهم. وأضاف الدكتور عبدالحليم بشارة ان روسيا رفضت تماما إستغلال وضع الانتقال في السودان والظروف الاستثنائية التي يمر بها بفرض شروط مسبقة عليه في المؤسسات المالية الدولية بغية تركيعه والسيطرة على ثرواته وموارده مشددا على ان روسيا لها مبادئ وقيم لطالما جاهرت بها بانها ترفض ربط المساعدات الاقتصادية والانسانية باي شروط سياسية