ليس سرا .. احمد بابكر المكابرابي .. خطاب البرهان نصف الحل
ليس سرا
احمد بابكر المكابرابي
خطاب البرهان نصف الحل
لازالت الأوضاع في السودان تراوح مكانها
من المواكب والمظاهرات منذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة ولم تصل القوي السياسيه الي توافق وطني يحفظ السودان بعيدا عن التشظي والانقسامات
في ممارستهم للسياسة
ويمكننا أن نقول عن ساستنا ( يمارسون السياسة ويغيبون الوعي الامني لعدم مقدرتهم للنظر بعمق
للاحوال الأمنية التي يجب أن تكون حاضرة
لممارستهم السياسة كان يجب استصحاب
كل المهددات التي سوف تلحق بالسودان
في غياب الوعي الامني وهذا لعمري لايلحظه إلا رجل وطني غيور علي تراب السودان وشعبه الكريم
تلاحقت المواكب والمظاهرات بغرض خروج العسكر من ممارسة أي دور سياسي عله يفيد ولكن
كان الاصرار بخروج العسكر نهائيا من المشهد السياسي وكانت شعارات بعض القوي السياسيه بلا شراكة ولا تفاوض ولا تفويض ..
وحفاظاً علي وحدة الصف السوداني بذكاء استجاب الفريق البرهان لصوت العقل
وأعلن في خطابه الأخير ذلك علي أن تذهب كل القوى السياسية وتجتمع عند كلمة سواء بتشكيل حكومة تكنوقراط من الكفاءات الوطنية المستقلة وتقبلها المؤسسة العسكرية أيا كانت ايدولوجيتها فقط أن تكون حكومة
تكمل ما تبقي من عمر الفترة الانتقالية بغرض الوصول لانتخابات تحسم أمر من يحكم السودان للفترة المقبلة
وان يحل قبل ذلك بعد التوافق على حكومة كفاءات مستقلة يحل مجلس السيادة وتكوين مجلس عسكري يتطلع بدوره في حفظ الأمن القومي
للسودان في معية قوات الدعم السريع
إلا أن الواضح بأن القوي السياسيه في السودان واضح أنها اتفقت علي أن لا تتفق
وذلك من خلال الاصوات النشاذ التي تستضيفها القنوات الفضائية من ناشطين سياسيين ليس لهم خبرة تؤهلهم للحديث
في الشؤون السياسية السودانية وأبعادها
إذ ليس من المعقول أن تبعد القوات المسلحة من المشهد نهائيا وترك الحبل علي قارب السودان الذي بدون القوات المسلحة لامحالة غارق الي القاع
والآن رسالتنا للقوي السياسية بأن المواطن السوداني المكلوم بافعالكم الغير رشيدة
اصابه الإحباط الذي لم يتذوق طعمه من قبل في حقب سلطوية سابقة الا في عهدكم الحديث.
والادهي والأمر أن كل القوى السياسية الآن لا يهمها الموطن السوداني المكلوم المسحوق من عدم وعيكم وادراككم لما وصل إليه من إزلال وإهانة من عدم اهتمامكم به وكان جل همكم أن يصل كل واحد منكم الي كرسي
السلطة فقط ضاربين بهموم المواطن عرض الحائط..
اذا استمرت الأحوال هكذا اتوقع ان يقوم
الشعب السوداني بتفويض القوات المسلحة لإدارة أمر البلاد لكي لا يصل السودان لما وصلت اليه دول الربيع العربي
في انعدام الأمن وعدم الاستقرار. والجوع والفقر المدقع نتمني أن نتعظ من دول الجوار وما آلت إليها من سوء وندم وحسرة
وبالرجوع لعنوان المقال خطاب البرهان نصف الحل نعم هو نصف الحل وبقية الحلول في يد القوي السياسيه الآن
…..نلتقي أن شاءالله