“مبارك أردول” يرد على “بوشي ود كوثر” في مقال بمداد من الذهب

الي بوشي ودكوثر وغيره ولابناء وبنات بلدي: إنني تعلمت ان اسامح وأغفر ليس من اجل نفسي وانما من اجل مستقبل بلدي واطفالي واحفادي ليعشوا في وطن خالي من الجراح وروح الانتقام…

كتب الاخ بوشي مقالة عني وعن ما عانيته منذ الفترة الطلابية واثناء النضال المسلح والتضحيات التي قدمتها كفرد او في ظل المجموعة حتى ذهاب نظام الانقاذ واشار الي الاعتقال المهين الذي تعرضت له مع بقية زملاء وحتى عملية الترحيل من بلادنا من قبل أعضاء المجلس العسكري/ السيادي -المكون العسكري.

تسأل بوشي في مقالته (ادناه) لماذا نسيت كل هذا وعضيت اليد التي امتدت الي حسب وصفه وانني إرتميت في حضن العسكر حسب وصفه ، وغيره حتى راى أني دمرت مستقبلي السياسي وغيره .

المهم أريد أن أقوله للأخ بوشي ولكل أبناء بلادنا، ان ما تراه انني تم اذلالي من قبل العسكريين او انني دفعت ثمن كبير كان علي عدم قبول حتى ان تصافح يدي اياهم ، ان ذلك لا يسوى شي امام عدد كبير من المناضلين الذي اعرفهم ودفعوا ثمن اغلى من الذي دفعته، واولهم امي رحمة الله عليها ، ان كل هذا الذي ذكرته يا بوشي لا يسوى خوف ليلة واحدة عاشته بين ان تحافظ على حياة اطفالها وقلبها مع زوجها الغائب الذي اجبر قسرا ليخوض حربا ضد اهله في كتائب سميت بالدفاع الشعبي وهو مواطن درب على عجل وادخل في العمليات في بداية التسعينيات واختفى عنها لاشهر، ان النظرات التي تراني بها لا تسوى نظراتها وهي كانت تشفق علينا ونحن ننتظر منها اعداد وجبة الغداء ونحن عائدون من الدرس وكان البيت فارغا والزرع خربا والمواشي نهبت والبيت شردنا منه.
ان الالم الذي تراني غفرت عنه انك لم تعشه حقيقة في اخ شقيق لك فقد في قتال وهو واقفا يدافع عن قضايا آمن بها ، انني يمكن ان انساه عشما في عدم تكراره لغيرنا من ابناء جيلنا او حتى البقية القادمة، لذلك لم ولن تجدني في اي معركة مواجهة مسلحة او اشجع مدنيين عزل لمواجهة آلة مسلحة، لا تعتقد ان من تدعو لمواجهتهم انه مختلفون عنا فهم لهم نفس الدماء والروح وشربوا من نفس واقعنا وحياتنا وتعصبنا وحميتنا للدفاع عن موقفنا، انتي قد اكتفيت من الصدح في منابر مواجهة الخصوم بعنف او مواجهة من يمتلكون الة العنف، وظللت اتبع مدرسة جديدة تعتمد على قوة الطرح والابتعاد وتقديس حياة الناس وقيمتها وان لاقيمة لفكر تزهق من اجله الارواح .

هذا فكر جديد جعلني اتنازل عن كل ذلك لربما تراه ارتماء تحت احضان العسكر او لعق لبوتهم ، والعسكر انفسهم يعلمون انه ليس كذلك ، فاصلا يا عزيز في السياسة ليست هنالك وجهين للعملة ابيض او اسود مواجهة او لعق بوت وارتماء في الحضن ، بل ان هناك وجوه اخرى تحتفظ بها لنفسك مكانة لا تواجههم فيها او قرب ترتمي فيه تحت اقدامهم او تلعق بوتهم ، ولمن حاربوا بعضهم البعض هنالك حدود في لحظات السلم يعلمون انهم لايمكنهم تجاوزها ضد بعضهم البعض، تسمى هذه هامش الحرية في مملكة القنافذ في الأدب الإفريقي ، وهي التي اراك لم تفهمها .

يا بوشي مثل هذه المأسي اننا يجب ان نتعلم منها في حياتنا لنبني بها مستقبل مشرق لكل ابناء شعبنا ونقول كفاية لا يجب ان تتكرر مجددا .

وربما اعتقد اننا اذا عرفنا كلنا او عشنا حقبة الحرب سنعلم قيمة السلام الحقيقية، وهي الحالة التي شقت عليك تفسيرها، راى بعض المشططين انهم يمكنهم تحقيق نصر ضد خصومهم بالحرب والعنف والتصعيد من اجلهم، وفيها قيل بعض المفكرين الغربيين ان الحرب مثيرة (War is sexy) وذهب بعضهم بفكر ان يعطوها فرصة (Give War a chance) ولايعيقوها بالتدخل في مفاوضات السلام او بإثناء الاطراف منها حتى يعرف كل طرف حجمه وقوته، ولكنني اراه فكر خرب سيولد مزيد من الضحايا وسيكثر من الالم لذويهم وينتهي العالم لغابة متوحشة.

يا بوشي انا من مدرسة الحركة الشعبية وهي مدرسة تحرر وبناء سلمت في اتفاقية السلام الشامل في 2005م المئات من الأسرى دون أن تعرف مصير أسراها، وكلفت لاحقا مع اخرون في الحرب الثانية بادارة نفس هذا الملف حتى سلمنا الاسرى في عملية شهيرة كبادرة لحسن النوايا، ضع نفسك في مقامي ان ترعي ملف اسرى قتل زملاءهم اهلك بل اشقاؤك والدم مازال حار ، وكلفت بترتيب حالهم ليعودوا سالمين لاهلهم ، كيف لشخص لا يتمتع بهذا الروح من التسامح ان يكون مسؤولًا عن ملف حساس مثل هذا وكيف تستغرب مني ان سامحت ما حدث لي وهو بسيط مقابل هذا، ايهما اكبر تسامحي او رعايتي لملف مقاتلين مسلحين جاءوا وقاتلوننا بعضهم هزم واخرون انتصروا علينا وكبدونا خسائر ولكن مع ذلك ارجعناهم سالمين .

يا بوشي روح الانتقام مدمرة وعلى حد قول الامام الصادق المهدي ذات مرة “يا مبارك من فش قبينته خرب مدينه” ، فانا اريد البناء وليس الخراب لذلك اصفح واسامح ولن انسى.

اما مستقبلي السياسي فلا تهتم به لانني معني بمستقبل البلد وسلامها اولا.

مبارك اردول

———————————————-

مقالة البوشي

مبارك اردول
او الكمرت اردول ..
هو من اكثر الناس الاتأذت واتظلمت من الانقلابيين لما كانو مع الانقاذ و بيقاتلو لنصرتها .
اعتقلوه وعذبوه لما كان من طلاب تنظيم (الاي ان اف) الفصيل الطلابي للحركة الشعبيه قبل اتفاق نيفاشا
ومن ثم قتلو اهله ورفاقه في حروبهم العبثيه وتسببو في تشرده لسنوات عديدة خارج وطنه وبعيداً عن اهله
وبعد ان قامت الثوره وعاد لارض الوطن
شحنوه بكل اذلال وهو مكبل في طياره كارقو _ زيو وزي اي كرتونه صابون _ الي جوبا في حادثه لم تحدث في تاريخ العالم ان يتم ترحيل مواطن من بلده الي بلد اخر
وفي كل هذا نصره الشعب السوداني . والثوار وقفو الي جانبه وتعاطفو معه واعتبروه مناضل قدم تضحيات كبيره من اجل وطنه
وحينما وُقعت الوثيقة الدستوريه وشُكلت حكومة الثوره زكوه ودعموه الي ان تم تعينه مدير للشركة السودانية للموارد المعدنيه بفضل الثوره والثوار وقادة هذه الثورة
وذلك باعتباره ابن الثورة وانه من المناضلين الذين افنو عمرهم من اجل الوطن والديمقراطيه والحرية
..
ولكن للاسف… وبكل اسف
اردول وبكل خسه عض اليد التي امتدت اليه وساعدته ونصرته ودعمته
ورمي نفسه تحت بوت جلاديه الذين اذلوه وقتلو رفاقه وشردوه واهله
وهذه لعمري هي اغرب صفات يمكن ان تكون في انسان سوي
🤔🤔
..
اخيرا
اذا قلنو نحسبا حسابات السياسه ووخلينا من كل الكلام الفوق ده
سنجد ان اردول للاسف حتي سياسياً حسبتو كانت غلط ودمر نفسه ومستفبله السياسي بيده
فكيف لواحد بكل خبرته السياسيه لا يستطيع ان يقرأ الواقع جيدا ولا يستطيع ان يفهم ان المستقبل لم يعد للانقلابات العسكريه في السودان
وان هذا الشعب السوداني متمثل في هذا الجيل لن يحكم ابدا بدكتاتور مدنياً كان ام عسكري
..
لهذا لن يجد اردول مره اخري اي بواكي عليه حينما يلفظه الانقلابيين الذين لا امان لهم ولا صديق دائم لهم سوى مصالحهم
فكل الذين امثال اردول بالنسبة للانقلابيين هم مطية يمتطوهم لكي يصلو عبرهم لمبتغاهم في التسلط علي حكم البلاد والسيطرة علي رقاب العباد

#مدن_السودان_تعتصم

محمد حسن بوشي ودكوثر

مقالات ذات صلة