خلافات بين أمريكا وحلفائها في السودان بسبب قرارات البرهان
دعت وزارة الخارجية الأمريكية جميع الأطراف في السودان للعودة إلى الإنخراط في الحوار لإيجاد حل يدعم تقدُّم السودان نحو حكم يقوده المدنيون والديمقراطية وإنتخابات حرة ونزيهة. وقالت الوزارة في بيان إنها إطلعت على خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بشأن حل مجلس السيادة حال تشكيل حكومة مدنية في السودان.
مشيرة إلى أنها تدعم على نحو مستمر طموحات الشعب السوداني للإنتقال إلى الديمقراطية وإقامة حكم يقوده المدنيون.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن أمله في أن يخلق إنسحاب الجيش من المحادثات السياسية التي يسرتها الآلية الثلاثية للإتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ويونيتامس فرصة للسودانيين للتوصل إلى إتفاق يؤدي في نهاية المطاف إلى إنتقال بقيادة مدنية نحو الديمقراطية في السودان. وقال المتحدث الرسمي بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان صحفي: (تشجع الآلية الثلاثية الحوار بين جميع أصحاب المصلحة للتوصل إلى إتفاق حول المضي قدماً لإستعادة الإنتقال الديمقراطي بقيادة مدنية).
من جهتها، رفضت قوى الحرية والتغيير، إعلان البرهان إفساح المجال لتشكيل حكومة مدنية، ووصفته بأنه خديعة داعيةً إلى مواصلة الإحتجاجات. وفي شوارع الخرطوم أصر محتجون على تحدي قوات الأمن وإبقاء العوائق الموضوعة لقطع الطرق. وتم رصد مواجهات بين المواطنين وعدد من حراس المتاريس بعد أن تعطلت المصالح ومنعوا السيارات العامة والخاصة من المرور في ظروف إستثنائية يستعد فيها الجميع لإستقبال عيد الأضحى المبارك.
من جانبه قال الخبير والمحلل السياسي عصام حسن أن قرارات البرهان أشعلت الخلافات بينها وحلفاءها في الداخل لأنهم رفضوا خطوة البرهان بالإنسحاب من الحوار رغم تأييد أمريكا والمجتمع الدولي لها. وأكد محمد أن المعارضة إعتادت على التشاكس في ما بينها والتحريض على إشاعة الفوضى والتخريب والتتريس ليظل السودان في مربع التوترات الأمنية دون المضي قدماً تجاه أية توافق وطني يفضي إلى التحول الديمقراطي.
ونبه عصام إلى أن ما يحدث الآن ربما يكون (تكتيك أمريكي) يهدف إلى الضغط على المكون العسكري عبر الشارع لإبعاده نهائياً عن المشهد مع إفساح المجال للقوى المدنية للسيطرة على الأوضاع. وقال عصام أن الإستراتيجية الثابتة للسياسة الأمريكية في السودان تتلخص في إستمرار التدخل الأمريكي والأجنبي في الشأن السوداني، وهو الأمر الذي لن تتنازل عنه واشنطن بالسعي لفرض الوصاية عبر شتى السبل، وتستفيد في تمرير أجندتها وخططها ببعض الشخصيات والتنظيمات والكيانات والأحزاب.
وقال خبراء ومحللون سياسيون بشأن الخلاف بين أمريكا وحلفاءها في السودان بأنها ليست المرة الأولى التي تحدث. فقبل ذلك خرجت كثير من التنظيمات التي صنعتها أمريكا عن طوعها، مثل حماس وطالبان وداعش وغيرها، وهو عين ما يحدث الآن في السودان بخروج عدد من الكيانات عن طوع أمريكا وإنتهاج مواقف وسياسات لا تتماشى مع ما ترسمه واشنطن من خطط للسيطرة على الأوضاع في السودان. وقال الخبراء أن أمريكا بأساليبها المتأرجحة ووعودها الضبابية فقدت الكثير من الحلفاء. واضاف الخبراء: (حتى الأمم المتحدة التي تقول حديثاً إيجابياً خلال تصريحاتها إلا أنها تفعل نقيضه وهو ما افقد المجتمع الدولي لكثير من أراضيه وسط شعوب العالم)