عبدالله مسار يكتب .. حميدتي في غرب دارفور

بسم الله الرجمن الرحيم

عبدالله مسار يكتب
حميدتي في غرب دارفور

قام السيد الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع بزيارة هامة جدا الي ولاية غرب دارفور ومازال مقيم فيها
حميدتي من قيادات الدولة التي لا تعرف السكون وهو قائد شعبي يمتاز بعلاقات ممتازة مع عدد كبير من اهل السودان بل هو شخص لماح وكذلك قائد عسكري حصيف لصيق بقواته يعرفهم فردا فردا ويعرفونه معرفة الابن لوالده ويحبونه لدرجة العشق ويقولون لما تسالهم عنه انه القائد والاخ والاب نحن جميعا مستعدين للموت امامه وخلفه وهو قايد صريح وواضح قولا وعملا ولا يجامل ابدا في الحق وكذلك رجل صوفي تجاني المنهل له اذكار راتبه ممسك بها ومستمسك ومداوم عليها وهو ايضا رجل ودود ولوف تحبه ان دنت منه وله جسارة وفراسة ولباقة اهل البادية بل به ذكاء فطري اخذه من البيئة التي عاش وولد فيها وفوق هذا ظريف وخفيف الدم ولكنه ايضا حاسم عند القرار ولما تدلهم الخطوب وفوق هذا عطوف وحنون علي اهله لين الجانب ومنفق دون ان يخاف الفقر ولا يرد صاحب حاجه حتي ظن ذلك بعض تجار السياسة انها رشاوي سياسية ولكنها طبيعة الرجل قبل ان يكون في الحكم
ولاية غرب دارفور هي من ضمن ولايات دارفور وهي ولاية حدودية تجاور تشاد وافريقيا وتسكنها قبائل عدة علي راسها قبيلة المساليت ذات التاريخ العريق الباذخ وكانت كل قبائل ولاية غرب دارفور تعيش علي ويام والفة ومودة وتزاوج وتصاهر يجمعهم عبر التاريخ سلطان من اهل بحر الدين
وهذه الولاية بها خير كثير ولكن ضربتها في السنوات الاخيرة الصراعات ودبت بين سكانها الخلافات نتيجة لعوامل كثيرة منها امراض الجوار ومشاكل وامراض المركز والصراعات المسلحة في السودان وبعض التعقيدات المحلية لملكية الاراضي للقبائل وغير ذلك ولكن اهم اسباب الانفراط الامني تكمن في صراع السلطة في المركز وصراع الهامش والمركز والصراعات الاقليمية والصراعات داخل دول الجوار والتدخلات العالمية في الشان الداخلي السوداني وكثرة انتشار السلاح وقيام بعض حركات التمرد وبعض قرارات الحكومات المتعاقبة التي في مرات تخالف العرف المحلي وكذلك تطور الحياة كل هذه الاسباب ادت الي صراع عنيف داخل مجتمع غرب دارفور ادي الي حروب ادت الي انفراط عقد الامن بين المجموعات السكانية المختلفة ذهب منه عدد كبير من الارواح وظل يتكرر. بل لا يقوم صلح الا واعقبه صراع منذ سبعينات القرن الماضي وهذه الصراعات سببت تصدع كبير بين فصائل الاهل المختلفة بل قسمت المجتمع المحلي وصار القتل مباحا ولاتفه الاسباب وكثر الهرج والمرج وخاصة في ظروف ضعف هيبة الدولة وقلة حيلة الحكم
استمر هذا المنوال لمدة طويلة حتي طن اهل هذه الولاية انهم ليسوا جزء من اهل السلطان ومن كثر الضيق والعنف والقتل طالب بعضهم بالانفصال
في ظل هذه الظروف لابد من موقف قوي من سلطة ما وخاصة من الحكومة القومية حيث الإمكانيات وتبعية الاجهزة الامنية العامة وشمول القرار ومركزته وفوق هذا جاءت اتفاقية السلام من جوبا معها تبعيات اضافيه تحتاج لتنزيلها لارض الواقع

ولكل هذه الاسباب استدعي الامر ان يذهب حميدتي لغرب دارفور سكنا لحين ليعيد حبل الامن الذي انفرط ويعيد لحمة المجتمع ويفرض هيبة الدولة بالقانون والعرف ويقدم بعض من خدمات اجتماعية وتنموية بل يجعل للحكم هيبة ويعطي ساكني غرب دارفور امنا وامانا
ويجعل دول الجوار تحس ان الدولة السودانية فرضت هيبة السلطة في ارض جوارها فتقم هي بذات المنوال وتقف هي من اعمال النهب والسلب التي يقوم بها خارجي القانون هنا وهناك. وقديما قيل ( المال السائب يعلم السرقة)
اذن رحلة حميدتي الي غرب دارفور املتها الحاجة اليها وكذلك شعوره ان الامر فيه الخاص والعام وان المؤامرات التي تحاك ضد السودان من داخله ومن خارجه امسكت بتلابيب الاقاليم. والولايات والريف لتحرق المركز

اذن مطلوب اطفاء نيران وبور التوتر في الولايات ليستقر مركز السودان في الخرطوم
اذن ذهاب حميدتي الي غرب دارفور املته الضرورة وخاصه وانه رجل له قدرة علي اتخاذ القرار دون ان يتلفت ولديه صفة الرجل الثاني في الدولة وقايد للكل الاجهزة هناك وكذلك قائد لفصيل عسكري قوي ويعرف شعب الولاية جميعا
اذن ذهاب حميدتي الي غرب دارفور والبقاء هنالك محمدة كبيرة وفيه وعي بمهددات الوطن المحلية والقومية بل العين الحمرة في السلطة مهمة انها رحلة هامة لها ما بعدها
نكتب مما حققت في المقال القادم
تحياتي

مقالات ذات صلة