٣٠ يونيو ما بين العدوان الخارجي والسباق الداخلي
لم يخف كثير من المراقبين للوضع الانتقالي في السودان أن الاستقطاب الحاد في ظل التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي السوداني واستباحته للبلاد تشكل مهددا حقيقيا للاستقرار والأمن.
ففي ظل استمرار التجاذبات والخلافات السياسية والانشغال بمظاهرات ٣٠ يونيو، لا ينتبه كثير من السودانيين إلى أن الحد الفاصل بين وجود الدولة السودانية وتمزيق نسيجها الاجتماعي وتهديد أمنها بل تقسيمها إلى دويلات، هو توصل الأطراف السودانية إلى توافق بين المكونات السياسية والمجتمعية والتراضي على حفظ أمن واستقرار الدولة السودانية ومنعها من الانزلاق في الفوضى والاحتراب.
ونبه المحلل السياسي والخبير القانوني الدكتور عوض جبريل، إلى أهمية وجود رؤية وطنية رشيدة تغلب المصلحة العليا للوطن على المصالح الذاتية.
وقال إن السودان أمام منعطف تاريخي وهناك استغلال لتظاهرات ٣٠ يونيو للاسراع بتنفيذ مشروع هدم وتقسيم السودان، مشددا في هذا الخصوص على ضرورة التوافق والتراضي بين مختلف مكونات الشعب السوداني، لمواجهة المخططات الأجنبية الرامية إلى تقسيم السودان.
وابان أن العدوان الاثيوبي على الفشقة وقتل مواطن وسبعة جنود اسرى لدى الجيش الإثيوبي، مقدمة لزعزعة الاستقرار وضرب ممسكات الوحدة الوطنية، مبيناً في هذا الصدد أن الاعتداء تزامن مع قرب تظاهرات ٣٠ يونيو لاشعال نار الفتنة بين ابناء الوطن، حيث يؤكد المراقبون أن ٣٠ يونيو تتزامن مع هذا العدوان،الامر الذي يتطلب التعامل المختلف معها بحكمة حتى لا يتم استغلالها في تقسيم البلاد