بصراحة_أكثر .. جدو أحمد طلب يكتب .. دقلو في الجنينة .. زيارة لها ما بعدها (٢)

بصراحة_أكثر

جدو أحمد طلب يكتب: دقلو في الجنينة .. زيارة لها ما بعدها (٢)

لا نملّ ولا نكلّ عن كتابة وتدوين الحقيقة على الأسطر في الوقت الذي يأبى فيه عبدّت الشائعات والمتربصين بأمن واستقرار الأمنين قولها في وضح النهار ومطالعتها على أوراق الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ، لكن القلم يمضى بخَطَّى ثابتة نحو إظهار الحقائق واضحة المعالم والدلائل، لقد تابعت كغيري من السودانيين الذين يتابعون عن كثب زيارة نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو لولاية غرب دارفور التي ظلت ومنذ فترات طويلة تشهد صراعات أهلية يروح على إثرها العشرات من المدنيين ، المتتبع يجد نائب رئيس مجلس السيادة ومنذ وصوله للجنينة في الثامن عشر من يونيو ، باشر عمله في لقاءات واسعة وزيارات متفرقة بجانب وقوفه على عدد من مشاريع التنمية المتعطلة والتي لم ترى النور بعد منذ وقت بعيد ، يمكننا القول بأن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة للجنينة هذه المرة ستجلب الخير والسلام لأهل الولاية، خاصة بعد لقائه بأعيان ورموز القبائل خاصة منها المتنازعة وهو مستمع جيد لأصل المشكلة التي ظلت تكرر من حين لآخر لكن هذه المرة ستُحسم ويتعايش الناس فيما بينهم مودعين الحرب بسلام.

ولعل لقاء دقلو بالإدارة العامة للنازحين ، كان واضح المعالم وشفافاً في طرحه والتي دفعت بمذكرة تحوي كافة مطالب النازحين، خاصة توفيق أوضاع الترتيبات الأمنية وتوفير الخدمات الضرورية والحماية اللازمة لهم ، بالتأكيد هي خطوة في الاتجاه الصحيح لوداع الحرب التي أقعدت بنهضة وتنمية الولاية، دقلو وبعد استماعه لوفد النازحين أكد جدية الحكومة في عودة كل النازحين إلى قراهم الأصلية وأنها ستقوم بواجبها كاملاً في مجال التأمين من خلال توفير قوات مشتركة لقرى العودة الطوعية، غير أنها ستعمل على ملاحقة المجرمين الخارجين عن القانون وتقديمهم للعدالة ، لكنه دعا قيادات النازحين كافة الالتزام بالعودة النهائية من جانبهم وأمر تأمينهم هي مسؤولية عزمت عليها الحكومة لتنفيذها على أكمل وجه وأنها لن تتساهل مع كل من تسول له نفسه خرق القانون وتهديد حياة المواطن ، ليس هذا فحسب بل ذهب دقلو إلى أنهم على مشارف استكمال ملف المصالحات بين مكونات المجتمع وستتم عملية التتويج بطي الخلاف بين المساليت والقبائل العربية ، الأمر الذي دعا سلطان عموما دار مساليت السلطان سعد عبد الرحمن بحر الدين على تأكيد وقفتهم الجادة كإدارة أهلية في سبيل عودة الحياة لطبيعتها من خلال المصالحات وحل القضايا والمشاكل القبلية بين كافة مكونات الولاية ، لتعود الجنينة بذلك لماضيها التليد ذو التعايش الذي لا نظير له .

الاجتماع المهم الذي عقده نائب رئيس مجلس السيادة مع لجنة أمن الولاية ناقش الأحداث الأمنية التي وقعت مؤخراً في محليات شمال الجنينة جبل مون وكلبس ، مخرجات هذا الاجتماع كانت هي الأخرى خطوة طيبة وذلك بتحريك قوات مشتركة للعمل على استتباب الأمن بتنسيق محكم بين كافة أجهزة الأمن فضلاً عن إخراج الحركات المسلحة عن الولاية إلى أماكن خارج المدن ، كذا الحال اجتماعهم أمن على فتح حوار مجتمعي بين جميع المكونات الاجتماعية بالولاية للوصول إلى سلام شامل وتعايش سلمي يحقق السلام والاستقرار.

فتوحات زيارة دقلو بدأت بتبرعه المتعاظم والكبير في نوعه لجامعة الجنينة عند زيارته التي الْتفّ حوله طلاب الجامعة والإدارة العاملة بها ومن خلال كلمة دقلو للطلاب أتضح أن حديث دقلو سيجد الاستجابة السريعة من الطلاب الذين تفاعلوا مع دقلو ولعل استجابة دقلو الأخرى للمتأثرين من هدام وادي كجا وتبرعه السخي لإنشاء الحاجز الإسمنتي كان فرحة عارمة جداً للمتأثرين والذين شاهدناهم فرحين بهذا التبرع الغير مسبوق في نوعه ، ووعد دقلو بتوفير الحماية للعودة الطوعية خلال تفقده معسكر كريندق هي الفرحة الأخرى التي استقبلها النازحين بالمعسكر والذين أكدو رغبتهم الأكيدة في العودة إلى مناطقهم الأصلية ، والنفرة الشاملة التي أعلن عنها دقلو بإنشاء صندوق خيري لدعم إعادة النازحين ومعالجة الأوضاع الإنسانية بولاية غرب دارفور ستحقق طموحات وتطلعات النازحين القاضية على عودتهم إلى قراهم التي هجروها بسبب الحرب على مر الزمان .

نريد سلاماً حقيقياً يحقق الأمن والاستقرار ويطوي صفحة الخلافات هكذا قالها (حمدان) بصريح العبارة بقلبٍ صادق وهو مطالباً مواطني الجنينة بمحاربة مروجي الفتن وتجار الحرب الذين ظلوا يؤججون الصراعات بين أهل الولاية، ولا شك أن وقوف المواطنين مع الحكومة سيعمل على إيقاف الحرب وطي صفحة الخلاف التي أخرت الولاية من ركب التنمية ، على مواطني غرب دارفور استقلال هذه الفرصة التاريخية والعمل على نشر ثقافة السلام وقبول الآخر وقلع جزرة الحرب من جذورها بلا عودة ، ولايتهم غنية بالموارد والتي بلا شك أن توفر السلام ستنعكس إيجاباً في الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن هذا غير أنها مدينة صالحة للاستثمار وذلك بحكم موقعها الجغرافي الذي يطل على دول غرب أفريقيا ، نتطلع إلى أن نرى أهل الجنينة جميعهم في لوحة مجتمعية يؤكدون من خلالها أن لا عودة للحرب مرة أخرى والسلام سمح ترى

مقالات ذات صلة