حراك روسي لإحتواء الأزمة السياسية في السودان

أكد وكيل وزارة الخارجية دفع الله الحاج حرص الدولة على تحقيق الوفاق الوطني لتشكيل الحكومة وتكملة بقية الفترة الإنتقالية، وقيام إنتخابات حرة. جاء ذلك خلال لقاءه، بسفير جمهورية روسيا الإتحادية لدى الخرطوم، فلاديمير جيلتوف. وثمّن دفع الله مواقف روسيا الداعمة والمساندة للسودان في المحافل الدولية، وأكد حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق في كافة القضايا ذات الإهتمام المشترك.

وقدم الحاج شرحاً وافياً عن تطورات الأوضاع السياسية في البلاد، مثمناً الجهود التي تبذلها الآلية الثلاثية لإحتواء الأزمة السياسية الراهنة، وأكد حرص الدولة على تحقيق الوفاق الوطني لتشكيل الحكومة وتكملة بقية الفترة الإنتقالية، وقيام إنتخابات حرة. ومن جانبه أعرب السفير الروسي فلاديمير جيلتوف أن بلاده تتطلع إلى تفعيل وتنشيط الإتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين، وترقية التنسيق والتعاون في المجالات المختلفة.

وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، خلال زيارته إلى موسكو قبل أشهر عقد والوفد المرافق له جلسة مباحثات مشتركة مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ناقشت توسيع قاعدة التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات السياسية، والدبلوماسية، والإقتصادية، والتجارية، كما جرى التشاور حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. وقال دقلو وقتها، إن المباحثات مع وزير الخارجية أسهمت في خلق تفاهمات جديدة ستدفع بالعمل المشترك للإستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها السودان، في مجالات الزراعة والتعدين والصناعات التحويلية والنفط والغاز وغيرها من المجالات الإقتصادية.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تدرك أهمية التطورات الراهنة في السودان، ومقدرة السودانيين على حل مشاكلهم، داعياً إلى عدم التدخل في شؤون السودان.

وشدد لافروف على عمق العلاقات الروسية السودانية، وأن ما يجمع البلدين ساعد في خلق روابط صداقة ممتدة مبنية على الإحترام المتبادل. وأكد حرص بلاده على رفع مستوى التعاون مع السودان في مجالات الطاقة والزراعة والتعدين، وحماية البيئة، داعياً إلى إزالة التعقيدات التي تعيق تدفق الإستثمارات الروسية من بينها قوانين الإستثمار، مشيراً إلى إستعداد الشركات الروسية لبدء عمليات إستثمار في السودان.

وقال الخبير والمحلل السياسي محمد سعيد أن المراقب للشأن السياسي في السودان يلحظ الحراك الروسي في الآونة الأخيرة في الخرطوم بصورة تعكس مساعي موسكو الجادة لحل الأزمة السياسية بالبلاد.

وقال محمد أن موسكو رفضت فرض أية عقوبات على السودان عبر مجلس الأمن وطالبت بعدم التدخل في الشأن السوداني وأن يترك أهل السودان لحل مشاكلهم. مشيراً إلى عزم السودان على المضي قدماً بالعلاقات مع موسكو إلى آفاق أرحب، إلى جانب تعزيز التعاون القائم بما يحقق الإستفادة من الإمكانيات المشتركة لدى البلدين.

وقال محمد أن حراك السفير الروسي في الخرطوم يصب في إتجاه إهتمام موسكو بما يجري في السودان بإعتباره من أهم الأصدقاء في القارة الأفريقية. منوهاً إلى إستماع السفير إلى بعض الأطراف كالشيوعي مثلاً، للوصول إلى صيغة توافقية تنهي حالة التوتر بين أطراف العملية السياسية في السودان. وتوقع محمد أن تتقدم موسكو بمبادرة أو تسعى لتقريب وجهات نظر السودانيين دون التدخل المباشر، خاصة وأن موسكو تحظى بالقبول من قبل المكون العسكري، وبعض القوى المدنية لمواقفها الداعمة والصادقة للسودان طوال العقود الماضية.

مقالات ذات صلة