بدء الحوار السوداني برعاية “الآلية الثلاثية” .. الجلسة الافتتاحية بمشاركة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو
انطلقت في الخرطوم، الأربعاء، فعاليات الحوار السوداني برعاية “الآلية الثلاثية” لحل الأزمة السياسية الراهنة بالبلاد.
وتضم الآلية الثلاثية الاتحاد الأفريقي، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (إيجاد)، والهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (يونيتامس).
وتنعقد في هذه اللحظات جلسة إجرائية لتحديد الأطراف المشاركة في الحوار السوداني المباشر، وفق مصادر.
وقال رئيس بعثة يونيتامس، فولكر بيرتس، في بيان، إن “الغرض من هذه العملية السياسية هو تحقيق الأهداف والتطلعات التي يطالب بها الشارع السوداني منذ اليوم الأول بعد قرارات قائد الجيش، عبر التوصل إلى حلول مُتفق عليها وبضمانات ورعاية دولية، لتأسيس نظام انتقالي مستقر”.
وشدد على أن “العملية تأتي في نفس سياق النضال السلمي غير العنيف. وهو المنهج الذي اعتنقته الثورة السودانية ونجحت عبره في الإطاحة بنظام المؤتمر الوطني وتأسيس الفترة الانتقالية لتقود إلى تحول ديمقراطي راسخ في السودان”.
وأوضح أن العملية تهدف كذلك إلى تقليل الخسائر الغالية في مسار السعي من أجل تحقيق هذا الهدف إلى أقصى حد، ولكنها لا تُلغي حقوق السودانيين في التعبير عن آرائهم والنضال السياسي من أجل تحقيقها بأي وسائل أخرى، إذا فشلت في الوصول إلى حل مجمع عليه ومُرض للجميع”.
وأضاف: “العملية السياسية الحالية لا تهدف بأي شكل من الأشكال إلى خدمة أهداف الإفلات من العقاب أو غض الطرف عن ما تم ارتكابه من جرائم وانتهاكات”.
وتابع: “لقد عبرنا في أكثر من مرة عن غضبنا الشديد من استمرار عمليات إطلاق النار على المتظاهرين السلميين والانتهاكات المختلفة، وقمنا بإثارة الموضوع مع السلطات والتي استجابت مؤخرا بإلغاء حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين للسماح ببدء العملية السياسية”.
وشدد على أن “الأمم المتحدة ليست محايدة على الإطلاق فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان والعدالة والمحاسبة وإنهاء الانتهاكات”.
واعتبر أن “هذه العملية السياسية، لا يمكن أن تنجح في التوصل إلى حل شامل ودائم ومُجمع عليه، ما لم تكن سودانية الملكية بالكامل، وشاملة للجميع وخصوصا النساء والشباب والفئات الاجتماعية المختلفة من الهامش والمركز”.
وأشار إلى أن “ما تطرحه الآلية الثلاثية من مقترحات لهيكلة أو تصميم أو ترتيب أو تنظيم العملية السياسية هي مساعدات تقنية محايدة لتيسيير عملية التوصل إلى حلول، ويمكن للسودانيين الاختيار منها أو اقتراح أفكار عملية أخرى”.
وقال فولكر: “لن نسعى لمحاولة فرض أي شيء على السودانيين. كل الخيارات في هذه العملية السياسية هي على الطاولة ليختار من بينها السودانيون ما يناسبهم ويمكنهم الاتفاق عليه”.
وكانت الآلية الثلاثية قد قادت محادثات غير مباشرة بين الأطراف السودانية في إطار جهود ترمي لحل الأزمة السياسية الحادة التي تعيشها البلاد منذ قرارات قائد الجيش رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان الصادرة في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقضت بحل الحكومة وفرض حالة الطوارئ وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية.
ونهاية الشهر الماضي، قرر البرهان رفع حالة الطوارئ بعد سريان دام 7 أشهر، كما تم الإفراج عن عشرات المعتقلين السياسيين ضمن إجراءات لتهيئة مناخ الحوار.
وتمثل هذه القضايا شروطا رئيسية لقوى المعارضة للدخول في حوار مباشر لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد.