طفلة “العفاض” السودانية تعيد جدل “الجهل والإيمان”
أثارت طفلة سودانية، تبلغ من العمر 7 سنوات، وتعيش في منطقة العفاض، محلية الدبة في الولاية الشمالية، جدلاً واسعاً، بادعائها معالجة المرضى عن طريق رشهم بالماء، بعد رؤيتها في المنام “ملاكاً طلب منها ذلك” بحسب قولها.
وبعد انتشار الخبر، تجمع آلاف الأشخاص بمنزلها في المنطقة بغرض العلاج، لكن أسرتها نفت الأمر تماماً، معتبرين أنها مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة، وأن الأسرة بها عشرات المرضى لم يعالجوا بتلك الطريقة.
وتداول السودانيون عبر مواقع التواصل، فيديو لشخص كفيف قصد فتاة للعلاج. وأوضح الرجل في مقطع الفيديو أنه زار الفتاة، يشكو لها من عدم النظر، فطلبت منه أن يغسل وجهه بماء من قارورة، لمدة 3 أيام. يقول، “لم يطرأ أي جديد على حالتي، وما زلت كفيفاً، لا أرى”.
وبعد صمت طويل، تدخلت الشرطة في قضية الطفلة، واستدعت ذويها لمناقشتهم في ما يتداول من أخبار، وأمرتهم بإيقاف العمل وترك المنزل حتى إشعار آخر”. ودونت الشرطة إذناً من النيابة لإجراء التحريات بغرض جمع مزيد من المعلومات.
استنكار كبير
واستنكر عدد كبير من السودانيين الأمر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنها خرافات لا أساس لها من الصحة، ولا يصدقها إلا عدد بسيط من الفئة غير المتعلمة، ويحركها البحث عن الشهرة والمال.
وقالت الباحثة الاجتماعية، إيمان صلاح، إن “تلك الادعاءات التي يخرج بها الناس بين فترة وأخرى لها أسباب عديدة، أولها بساطة تلك المجتمعات وتصديقها لأي أمر يتعلق بالروحانيات، بل والترويج له والإيمان بالمدعي لدرجة تقديسه وتنصيبه شيخاً في المستقبل”.
وعن أسباب انتشار الظاهرة، قالت صلاح، “الظاهرة منتشرة في السودان ومن وقت إلى آخر، يخرج أشخاص بالادعاءات نفسها، وهي ناتجة من أسلوب التربية وشكل حياة المدعي”.
وأضافت، “الطفلة ربما تعاني اضطرابات سلوكية، لكن بدلاً من مقابلة طبيب لتحديد حالتها النفسية، يحدث العكس، مما يسبب صدمة كبيرة لها في المستقبل ربما ينتج عنها أمراض نفسية أخرى، خصوصاً بعد توافد آلاف الأشخاص لمنزلها”.
وقالت صلاح، إن “تلك المجتمعات التي تؤمن بالخرافات لن تستطيع التخلص منها بسهولة، وربما يصفون من لا يصدقها بأنه ناقص الإيمان، لكن في النهاية تأخذ وقتها وتنتهي كأي ظاهرة أخرى”.
اندبندنت عربية