ازدواجية المعايير.. إرغام أمريكا للتنازل عن عرش العالم
يتجه العالم الان الي اقصاء امريكا وهي لحظة تاريخية فارقة يتم فيها استخدام كافة الاسلحة الاستخباراتية والادوات ذات التاثير الفاعل من اي وسيلة يمكن ان تقود لذلك او تمنعه في كلا الاتجاهين هناك تدافع خفي وظاهر مابين أمريكا والعالم!
العالم الذي طالما استغلته امريكا منذ خدعتها الكبرى للعالم فيما عرف تاريخيا صدمة نيكسون التي الغي بموجبها نافذة الذهب التي تم الاتفاق عليها مع دول العالم في فندق “بريتون وودز” في نيو هامبشاير عام 1944حيث وعدت الولايات المتحدة بتحويل أي دولار تجلبه البنوك المركزية في البلدان الأخرى إلى ذهب!
ويجري تداول العملات الأخرى بأسعار صرف ثابتة مقابل الدولار! هكذا بنت أمريكا اقتصادها وجعلت من الدولار سيدا لعملات الدنيا علي خداع العالم!
ظلت ممارسة الخداع منهجا أمريكيا في التعامل مع بقية دول العالم بما يجعلها غير مؤهلة اخلاقيا أو قانونيا ولا حتي انسانيا للحديث عن قيادة العالم او الدفاع عن القيم! كما تدعي وتعمل من أجل فرض سيطرتها وهيمنتها!
وهاهي الصين تطالب من مكتب المفوضية السامية لحقوق الانسان إجراء تحقيقات في الولايات المتحدة بشأن وضع حقوق الإنسان هناك وتقديم تقارير عنها”!
لماذا دائما الولايات المتحدة هي من تطالب وتأمر هذه المؤسسات الدولية وترفض ان تمارس عليها او اراضيها ما تحاول فرضه علي الاخرين ونعلم جميعا موقفها من عدم المصادقة علي المحكمة الدولية التي تعاقب الاخرين لعدم الامتثال لاوامرها! لشد ما تمارس أمريكا ازدواجية المعايير والنفاف وانعدام الاخلاق بصورة مكشوفة لا تحتاج الي اثبات اودليل!
وهاهي بكين بعد ان فاض بها نفاق وازدواجية امريكا حدا يفوق الاحتمال؛ تنشر أرقاما مثيرة حول “تصرفات”
الولايات المتحدة الأمريكية وتدعو العالم للتحرك تجاهها وهي دعوة جديرة بالمتابعة فما اكثر دول العالم المتضررة من سياسيات أمريكا وازدواجيتها المقيتة!
نشر المتحدث باسم الخارجية الصينية “تشاو ليجيان” بعض الأرقام التي تخص أنشطة الولايات المتحدة الأمريكية ردا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكية بشأن زيارة مفوضة حقوق الإنسان.
وقال ليجيان أن الولايات المتحدة، منذ عام 2001، شنت حروبا أو قامت بعمليات عسكرية في حوالي (80 دولة،) تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، ما أسفر عن مقتل أكثر من (800 ألف) شخص، بينهم حوالي ( 300 ألف مدني)!
وتابع ليجيان: “أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية مواقع سوداء مثل سجن خليج غوانتانامو، في جميع أنحاء العالم، حيث يتم احتجاز الأشخاص بشكل تعسفي دون محاكمة لفترات طويلة من الزمن، ويتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة.
كما تنتشر العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية على نحو متجذر وعميق، وتعيش الأقليات العرقية مثل الأمريكيين من أصول إفريقية والأمريكيين من أصول آسيوية مع عنصرية منهجية!” وحادثة فلويد لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة! هذا مع ما ابرزته مضاعفات العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا بحيث ان الولايات المتحدة تمارس العنصرية حتي في اجلاء الجرحي الذين يقاتلون معها في حرب كانت هي السبب في اشعالها كغالب حروب العالم! حيث يتم اجلاؤهم بحسب جنسياتهم! اضافةً تلي ما تم كشفه بالوثائق من قبل روسيا في الهيئة العامة للامم المتحدة من ان امريكا لها في اكورانيا وحدها اكثر من ستة وثلاثين منشأة سرية لتطوير الاسلحة البيولوجية المحرمة! هذا بالطبع بخلاف المخفي المستور وبقية منشآتها في دول العالم الأخرى هذا عدا استخدامها لتجارب هذه الاسلحة البيولوجية الفتاكة في مجمل هذه الحروب التي اشعلتها في العالم!
ها هي أمريكا التي تساءل “ليجيان” حولها عن الحق الذي تمتلكه دون غيرها! في أن “تغض بصرها عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الداخل، بينما تتصرف كقاض متسامح وتتدخل في شؤون الدول الأخرى؟”، مضيفا أن الصين “تطلب من مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان إجراء تحقيقات في الولايات المتحدة بشأن وضع حقوق الإنسان هناك وتقديم تقارير عنها”.
يرى كثير من المراقبين انها بداية تخلق النظام العالمي الجديد الذي تم حمله كرها في حروب العالم الذي تقاطعت مصالحه في سوريا وهاهي الان اوكرانيا تعاني آلام مخاضه الوليد؛ بحيث يرى بعض المراقبون في ظل هكذا متغيرات سوف تلتحق كثير من دول العالم بالدعوة الصينية لمحاسبة أمريكا علي جرائهما العديدة وقظائعها التي ارتكبتها في دول العالم علي امتداد سيطرتها الآفلة عما قريب لتقتص منها شعوب العالم لقاء مظالمها وسياساتها الازدواجية ومن ضمنها السودان الذي يعاني ازمته الاقتصادية بفعل محاصرتها الاحادية حتي تدهورت بنيته التحتية وتعمقت ازمته الاقتصادية؛ فهل نشهد صحوة العالم امام جلاديه!؟