عبدالله مسار يكتب .. امانة وصدق ونزاهة قاضي
بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالله مسار يكتب
امانة وصدق ونزاهة قاضي
حكي ان لصا تمكن من ضحيته فسرق مافي جيب جلابيته من مال قليل وكان اللص والقاضي يستقلان بصا واحدا
وقبل هروب السارق كشف امره احد الركاب وقبض عليه ثم قال. ياحاج هذا اللص سرقك دون تشعر به
فتمت احالتهم جميعا الي المحكمة وكان يراسها القاضي د عوض الحسن النور
وبدا القاضي بسماع القضية ثم طلب سماع الشاكي
وساله عن اسمه
فقال ؛-انا عثمان الطيب محمد علي
جنسيتك؟ قال سوداني
كم عمرك ؟
قال انا من مواليد ١٩١٨م
ماهي وظيفتك؟
قال موظف متقاعد
قال القاضي ما وظيفتك التي تقاعدت عنها
قال كنت رئيس القضاء
عملت بالقضاء عاملا قضائيا في عام ١٩٤٤م وتدرجت في العمل القضائي حتي وصلت قاضي محكمة عليا عام ١٩٦٠م
وعملت نائبا عاما للسودان في عام ١٩٦١م
ثم عملت بالمحاماة مهتما بقوانين وقضايا الاراضي وتسجيلاتها
ثم توليت منصب رئيس القضاء في ١٩٦٩/٦/١٩م وتقاعدت بالمعاش في
١٩٧٢/٥/١٣م
نهض مولانا القاضي الدكتور عوض الحسن النور وامر باحضار كرسي للشاكي وان يخاطب المحكمة جالسا وبعد انتهاء المحاكمة كتب مولانا الدكتور عوض الحسن النور لرئاسة القضاء ان كان امثال العلماء القضاة الذين تعلمنا من ارثهم القضائي كالقاضي عثمان الطيب محمد علي يستقلون الباصات ولا يملكون سيارات فنحن نرفض ان تخصص لنا اي سيارة
وبعد ذلك امرت السلطة القضائية بتسليم رئيس القضاء الاسبق عثمان الطيب سيارة
وقبل وفاته قال لاسرته في حال وفاتي اعيدوا السيارة للقضاء
رحل القاضي الامين والصادق والنزيه والعالم عثمان الطيب
ونفذت وصيته واعيدت السيارة للقضاء
ايها السادة هذا هو القضاء السوداني وهولاء هم القضاة الفحول وهم شرفاء هذه الامة
وعنوان النزاهة والامانة والعدل والصدق
ولذلك يا (قحت )القضاء السوداني ارث وتاريخ وقيم وخلق ولذلك الكل يصر علي استقلاله وهو كذلك من لدن ابو رنات
ايها السادة ان القاضي عثمان الطيب محمد علي. هو. والد الاستاذة نوال وهم ام درمانين
من سكان الموردة
سلمت ايها القاضي النزيه عثمان وسلم معك القضاء السوداني
والتحية للقاضي الدكتور عوض الحسن النور والذي تولي في الايام الاخيرة وزير العدل والنائب العام
وكان نعم القانوني الضليع
انه الارث القضائي والقانوني السودان
والي الجميع التقدير
تحياتي