توتر بين الخرطوم وواشنطن ورسائل من الخارجية ليونيتامس

قال وزير الخارجية علي الصادق أن العلاقات بين الخرطوم وواشنطن ليست على ما يرام. وكشف الصادق في حوار مع صحيفة (الصيحة) عن وصول السفير الأمريكي للسودان في أي وقت عقب موافقة الكونغرس الأمريكي على تعيينه الأسبوع الماضي وأشار وزير الخارجية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية رهنت إستئناف الدعم للسودان بالعودة للمسار الديمقراطي.

وبشأن وجود بعثة يونيتامس في البلاد قال وزير الخارجية إن الحكومة لا ترغب في وجود بعثة أممية تمارس الإبتزاز والإملاء.

وطالب البعثة الإلتزام بالتفويض الممنوح لها. وأشار السفير علي الصادق إلى أن الحكومة السودانية قامت بتسليم الأمين العام للأمم المتحدة مصفوفة تم إعتمادها كوثيقة رسمية للتعامل مع البعثة الأممية.
من جانبه قال الخبير في الشؤون الدولية عصام حسن أن علاقة الخرطوم بواشنطن لم تكن جيدة طوال العقود الماضية بل كانت علاقات مليئة بالتهديد والوعيد والعقوبات والضربات العسكرية التي طالت حتى المنشآت المدنية، كضرب مصنع الشفاء للأدوية، الذي أنشئ خصيصا لتخفيف الأعباء عن المرضى السودانيين وتوطين العلاج بالداخل. لكن تم قصفه بالصواريخ الأمريكي وسط دهشة العالم.

وأكد عصام أن وعود واشنطن بالدعم عادة ما ترتبط بشروط تعجيزية أو أهداف تصب في مصلحتها هي وذلك لأن أمريكا عرفت منذ أزمان بعيدة أنها لا تراعي مصالح الشعوب المستضعفة وتسعى بقوة لإضعافها أكثر وأكثر لتسيطر على قرارها ومواردها بالكامل ونوه عصام إلى أن النماذج التي تؤكد صحة هذا الحديث كثيرة وظاهرة لكل متابع للشأن الدولي مشيرا إلى أن سياسات واشنطن تجاه بعض الدول لا تحتاج لتمحيص وتدقيق حتى تتأكد من مراميها وخططها المشبوهة.
وقال عصام أن التعويل على رضاء واشنطن في هذه المرحلة يعتبر خسارة للسودان، لأن العالم بدأ في التحول نحو تحالفات جديدة بعد أن فقدت أمريكا الكثير من التأثير الإقتصادي والسياسي والعسكري.

كما أن عدم وقوفها مع حلفائها في أفغانستان وعدد من دول العالم كشف حجم لا مبالاتها وإهتمامها بالصداقات، وهي رسالة فهمتها كثير من الشعوب وبدأت في البحث عن تحالفات ومصالح حقيقية تحميها وتحمي شعوبها.
وحول تصريحات وزير الخارجية بشأن البعثة الأممية أكد خبراء ومحللون سياسيون أن تصريحات المسؤولين في الحكومة تجئ منسجمة مع تصريحات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، وتأكيدهما بأن السودان لا يرفض التعاون مع المجتمع الدولي لكنه يرفض رفضا قاطعا التدخل في شؤونه الداخلية.

وأكد الخبراء أن البعثة الأممية تجاوزت التفويض الممنوح لها أكثر من مرة، وهناك دعوات شعبية لطردها مع عدم رضاء حكومي ربما يعجل بمغادرتها. وأشار الخبراء إلى إستعداد بعض الجهات لتسيير مواكب مطلع يونيو المقبل تنادي بإنهاء تفويض البعثة ومغادرة رئيسها فولكر بيريتس للبلاد بعد أن تجاوز حدوده ولم يتعامل بحياد وإنحاز لبعض الجهات مما أثر على قرارات المجتمع الدولي تجاه المكون العسكري والسودان ككل.

مقالات ذات صلة