حمور زيادة/يخاطب الذين يروجون لانفصال الشمال: اذا فشلت في ادارة التنوع الكبير..حتما ستفشل في ادارة التنوع الأقل..

الخرطوم أثيرنيوز

وجدت رسالة منشورة للروائي والكاتب الصحفي والمحلل السياسي
حمور زيادة في صفحته بالفيس بوك..تفاعلا كبيرا بين رواد موافع التواصل الاجتماعي ونالت استحسان الكثير من متابعيه.. وكانت مثار للنقاش وتداول الاراء..
خاطب حمور في رسالته الذين
يروجون لانفصال شمال السودان عن بقية أقاليمه، أو حتى غربه، بحجة التوافق الثقافي والاثتني يروجون ان ذلك سيكون أفضل لهم ولأعراقهم.
يتجاهلون حقيقة بسيطة انك اذا فشلت في ادارة التنوع الواسع، فأنت ستكون أفشل في ادارة التنوع الأقل.

وحذر ان “ليس الشمال كتلة متجانسة اليوم إلا من منظور اقليمي مقارنة باقاليم اخرى. لكن في اليوم الذي سيكون فيه شمال السودان دولة منفصلة ستظهر وبقوة ذات التناحرات القبلية. وهي تناحرات لن تلغيها وحدة الثقافة. كما لن يحسمها العدد. فالأقليات قد تنتصر على الأكثرية، مثل انتصار اقلية التوتسي في رواندا بعد الحرب الأهلية.” واشار حمور في رسالته ” كما يحضر لدينا في السودان الكبير الأزمة المتواصلة في جنوب السودان بين الدينكا والشلك عقب انفصال الجنوب بثقافته ودينه من الوحدة المتنوعة.”

ولفت حمور محذرا ان أحلام مثل دولة الشمال، او دولة البحر والنهر، او دولة الزغاوة، او دولة جبال النوبة، كلها تتجاهل ان اي اقليم سوداني ليس وحدة كلية لا تباين بينها.

وإذا انتفى التباين الثقافي سيظهر التباين القبلي والمناطقي. سيتحول انسان الشمال الى تنافس قبلي او تنافس مناطقي واضح. واشار حمور ان” هذا التنافس موجود الان على مستوى الولايات لكن بشكل مكتوم لأنه لا كيكة كبيرة للتصارع حولها. لكن يمكنك في دنقلا او مروي ان تجد التململ من قبائل شمالية. ستسمع طنطنة في دنقلا عن نفوذ الشوايقة. او تسمع في مروى ضيق من شلة جعليين. لا يتصاعد هذا الصراع لان الأزمة تكون على وظائف في المحلية لكن يوم يتحول الشمال لدولة ستظهر خطابات التهميش والضيق من الاخر.”

واشار حمور الي تجارب انسانية شهيرة في الهند عندما رفض محمد علي جناح الاستمرار في دولة الهند الموحدة، وناضل من اجل استقلال باكستان ذات الاغلبية المسلمة من الهند المتنوعة سنة ١٩٤٧، رغم ان المؤتمر الهندي وغاندي عرضا عليه ان يكون رئيسا للهند.

لكنه مدفوعا برغبات الانفصال الثقافي رفض وقاد الى استقلال باكستان عن الهند. لم تعصم الوحدة الثقافية الدولة الجديدة من الحرب الاهلية لتنفصل باكستان الشرقية عام ١٩٧١ لتصبح دولة بنغلاديش.
ولفت حمور الي انه ثبت عمليا “فإن ادارة التنوع الواسع هي أسهل وأجدى من ادارة التنوع المحدود. فقبيلة واحدة لن تحلم بالسيطرة على خمسين قبيلة. وثقافة واحدة في وجود عشرون ثقافة اكثر تماسكا من أن تكون وحدها، لأنها وحدها ستظهر فيها الاختلافات كما حدث في اقليم باكستان.

ناهيك عن مسائل حيوية اخرى. فانت مثلا تضحي بابناء الشمال خارجه حين تنفصل. سيصبحون مواطنين اجانب اما ان يتم تهجيرهم كما حدث لاغلب مسلمي الهند عند تهجيرهم الى باكستان، او يتجنسوا بجنسية الدولة الجديدة. كما ان الدعوات الانفصالية لا تراعي مسألة مقومات الدولة.

هل مساحتك الواسعة (مثل اقليم دارفور ) فقط ما يؤهلك لأن تكون دولة؟ اثيوبيا بكل مقوماتها تحولت الى دولة حبيسة بلا منفذ للبحر بعد استقلال اريتريا. روسيا بكل قوتها لها عقدة تاريخية في محاولة الوصول الى المياة الدافئة.
واشار الي تجربة انفصال الجنوب عن شمال السودان “عندما روج نظام البشير لانفصال الجنوب قال عنصريوه ان الجنوب هو العربة المعطلة التي تعطل قاطرة الوطن عن الانطلاق. “فلما انفصل الجنوب ما انطلق الشمال ولا الجنوب “.

واستدرك بالقول “لكن تجربة انفصال الجنوب تعلمنا ان الانفصاليين مستعدون لمغالطة اي شيء ولو كان واضحا للعيان. لدرجة ان احد المسئولين احتفى بشكل خارطة السودان القبيحة بعد الانفصال وقال انها اصبحت شكل هندسي متناسق وجميل. تلك الخارطة البائسة المشوهة يراها الانفصالي هندسية متناسقة، لأنه انفصالي.”

مقالات ذات صلة