بعد إعلان واشنطن.. ما أهمية انضمام طائرات “شينوك” لجيش مصر؟
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، الخميس، موافقة وزارة الخارجية على بيع طائرات هليكوبتر من طراز “شينوك 47-إف” وعتاد متصل بها لمصر، في صفقة بلغت قيمتها 2.6 مليار دولار.
وبحسب البنتاغون، فإن مصر كانت قد طلبت شراء 23 طائرة هليكوبتر شينوك 47-إف، مشيرا إلى أن المتعاقد الأساسي سيكون شركة بوينغ.
وطبقًا لوزارة الدفاع الأميركية، تأتي الصفقة لـ”تدعيم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن حليف رئيسي من خارج دول الناتو”، واصفةً مصر بالـ”شريك الاستراتيجي المهم لواشنطن في الشرق الأوسط”.
ووصف مراقبون ومتخصصون في الشؤون العسكرية، الصفقة الجديدة بأنها تأتي تتويجًا لـ”العام الذهبي” للعلاقات الاستراتيجية والعسكرية بين مصر والولايات المتحدة، ومؤشر قوي على تنامي الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لمراحل متطورة.
وقال الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية محمد حسن إن الصفقة الأخيرة تأتي بعد سيل من صفقات التسليح بدأت منذ العام الجاري، بالموافقة على توريد 12 طائرة نقل تكتيكي طراز سي 130 “سوبر هركليز”، بقيمة 2.2 مليار دولار، مع عدة أنظمة رادارية “إس بي إس – 48″، مرورا بمناقشة البنتاغون توريد مصر بمقاتلات “إف 15″، في سابقة هي الأول من نوعها، وصولا إلى الصفقة الأخيرة بتزويد القاهرة بمروحيات “الشينوك”.
وأوضح حسن في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه في غضون 5 أشهر، جرى الاتفاق على صفقات تسليحية بقيمة تقارب 5 مليارات دولار بين مصر والولايات المتحدة، وهذا تطور استثنائي تحت مقياس العلاقات الأميركية مع شرائكها الاستراتيجيين خارج الناتو بخلاف أوكرانيا التي استحوذت على 40 مليار دولار كمساعدات مالية وعسكرية أميركية.
مواصفات خاصة
وأشار الباحث في السياسات الدفاعية إلى أن مروحيات الشينوك “طراز 47-إف”، هي الأحدث في عائلة شينوك، التي تصنعها شركة بيونغ، ويبلغ مداها العملياتي نحو 600 كم، ونصف قطر عملياتي يتعدى الـ 300 كم.
وأوضح أن تلك المروحية مُخصصة للنقل التكتيكي، وقادرة على نقل بين 30 إلى 50 عنصرًا مقاتلًا بكامل تجهيزهم القتالي، كما بإمكانها شحن حمولات تصل إلى 12 طنًا، وكذلك شحن مدفع “هاوتزر” بجانب عربة أو عربتي هامفي.
ولفت حسن إلى أن تلك المروحيات بحزمة إلكترونية شديدة التعقيد، وتعتمد على رادار بنظام (AN/APQ-174A) لرسم الخرائط وتحديد التضاريس، كما تتضمن أنظمة لتعريف العدو من الصديق وتحديد الملاحة الجوية “جي بي إس”، ونظام (AAR-54) للتحذير ضد الصواريخ.
وفي تقدير حسن فإن الصفقة الأخيرة ستمثل قدرات إضافية معتبرة للقوات المصرية المحمولة جوًا، وقدرات النقل التكتيكي والدعم السريع، فالمروحيات مخصصة لتزويد القوات بالدعم والذخيرة والسلاح، علاوة على كونها الخيار الأفضل لحركة القوات الخاصة ومهام نقلها.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن الصفقة ستعمل على “تحسين قدرة الرفع الثقيل في مصر” وأن “مصر ستستخدم هذه القدرة لتعزيز دفاعها عن الوطن وردع التهديدات الإقليمية”.
كما حرصت الوزارة الأميركية على التنويه بأن الصفقة “لن تفسد التوازن العسكري الأساسي في المنطقة”.
تطور استراتيجي
وقال الباحث في السياسات الدفاعية، إن العام الأخير يمثل عامًا استثنائيًا للعلاقات بين القاهرة وواشنطن، وشكّل مفاجأة للكثير من المحللين والمراقبين الذين توقعوا فتوراً محتملاً في العلاقات مع إدارة الرئيس جو بايدن، لكنه خلاف ذلك فالشراكة الاستراتيجية بين البلدين دخلت مرحلة غير مسبوقة من التعاون والتنسيق السياسي والأمني والعسكري في الكثير من القضايا الساخنة بالمنطقة.
وفي مارس الماضي، أعلن قائد القيادة المركزية الجنرال فرانك ماكينزي اعتزام الولايات المتحدة تزويد الجيش المصري بطائرات إف-15، ذات المواصفات المُذهلة التي تُضفي عليها أهمية استراتيجية كبرى.
وأضاف حسن: “رأينا استئنافًا للحوار الاستراتيجي بين البلدين في نوفمبر الماضي، بعد توقف دام لـ 6 سنوات، وبعد ذلك جرت سلسلة من الزيارات المهمة لمسؤولين كبار في البيت الأبيض للقاهرة، مثل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وقادة القيادة المركزية الأميركية وقادة تشكيلاتها البحرية”.