اختلفت آراء القوى السياسية .. إحاطة فولكر لمجلس الأمن… أكثر من رأي
أحاط رئيس البعثة الأممية بالسودان فولكر بيتريس، مجلس الأمن بأن مهمة الآلية الثلاثية لن تنجح إلا بتوفير بيئة مواتية وهو متروك للسودانيين، وقال: هنالك هناك اعترف متزايد بالحاجة إلى حوار مدني عسكري، بشأن إيجاد مخرج للأزمة، بيد أنه أقر بصعوبات تواجه مهمته بوجود مفسدين لايريدون الانتقال الديموقراطي أو يرفضون الحل عبر الحوار، كذلك قال: هنالك مخرِّبون لايريدون الانتقال، ورأى أن تأثيران: غياب الحوار السياسي وعدم وجود حكومة، أثَّرا بشكل كامل على الوضع الأمني بالسودان. بعض القوى السياسية اعتبرت حديثه من باب مجاملة المكوِّن العسكري، فيما اعتبره البعض الآخر استهلاك سياسي وإقرار بفشل مهمته وعدم الوصول إلى حل.
العيب فينا
يرى القيادي بحزب الأمة المهندس عادل المفتي، لـ(الصيحة): إن العيب فينا، لأن فولكر جاء إلى السودان مسهِّلاً، لديهم أجندة معيَّنة في النهاية نحن المتضررون لأنه سيكتب تقريره الذي يبنى عليه قرارات ضد السودان، لأن المؤسسة الدولية هي المسيطرة على العالم كله وليس السودان.
ولذلك الكلمات التي أطلقها خطيرة جداً ومؤذية وحديثه صحيح عندما قلت في السابق: إن البعض لايريد الانتقال الديموقراطي وهو من الجهتين العسكرية والمدنية ليس لديهما الرغبة في أن البلد تمشي إلى الأمام، بالمعنى هنالك مصالح مشتركة.
وتساءل لماذا لم يتفق المدنيين إلى الآن؟ وقال: عندما طلبنا العودة إلى منصة التأسيس حتى نرى المفسد من المصالح والمخرِّب الأن كلٌ أصبح مع بعض لا نعرف من المصلح أو المفسد أو المخرِّب وبالتالي من المهم العودة إلى منصة التأسيس لإحداث غربلة لمعرفة المفسد، ولذلك حديث فولكر حار بالنسبة لنا كسودانيين، لأنه كشف عيوبنا وأنه كان ينتقي في لقاءاته من يريد الجلوس معه ويسمح له بالاطلاع على المعلومات، وبالتالي نفوسنا ما نظيفة ولسنا مخرِّبون كما قال.
عدم التجديد
وقال المفتي: حديثي ليس وموجهاً إلى مكوِّن واحد ولكنه يعكس حالة عامة واستبعد أن يكون الحديث موجهاً للذين يطالبون بإعادة وعدم التجديد له، مشيراً إلى حديث وزارة الخارجية التي رفضت ذلك، وقال: هنالك مؤسسة أممية أرسلت شخصاً لديه تفويض واضح، واحد منها مسهِّل بين أطراف الأزمة لحل الأزمة السودانية.
حل الأزمة السودانية –الآن- المكوِّن العسكري لم يدخل فيها والمشكلة أن المدنيين لم يتفقوا بعد، حسب ما أراه، ولكن لابد من جلوس الأطراف مع بعضهم البعض حتى يتم وضع حديث البرهان، موضع التنفيذ، ولذلك لدينا نحن مشكلة كبيرة بين المكوِّن العسكري مع المدني، وكمكوِّن مدني مع بعضه البعض ماذا نريد، وهو الذي جاء بالإجراءات التي اتخذها البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام الماضي.
ورأى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار لـ(الصيحة): حديث فولكر فيه تجني كبير على الأوضاع السياسية في السودان لأنه عرض إحاطة تعبِّر عن رغبته الذاتية ولكن لا تعكس المشهد السياسي في السودان بوجود إجراءات تمت في الخامس والعشرين من أكتوبر، من العام الماضي، وهنالك قوى كثيرة مقاومة لهذا التغيير ومصرة على إسقاطه، وأنه ارتكب حمام من الدم .
وهو الذي قطع الانتقال الديموقراطي، لأنه لم ينقطع تلقائياً وبالتالي لا يمكن أن يتساوى الضحية بمرتكب الجرم والخصم والحكم. ولذلك فولكر يريد أن يتبع السودان كله لفكرة رفضها الشعب السوداني.
ويريد بذلك إرجاع الناس إلى مربع الأزمة بحجة الزمن ضيِّق وهنالك قوى سياسية رفضت التسوية، ولكن الشعب السوداني يفهم هذا النوع من البرامج والضغوط ولا يمكن لفولكر أو غيره يجبر الشعب السوداني على اختيار المسار الذي يوصل إلى حل للأزمة.
القوى المدنية
ورأى البعض أن فولكر، في حديثٍ كان يشير إلى القوى المدنية أو العسكرية واتهامه بالفساد أو المخرِّب، ولكن كرار قال: إذا كان فولكر، يقول الحقيقة فإن الذي يعرقل مسار الانتقال والدولة المدنية هو تلك الإجراءات التي اتخذت في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، ولكنه لا يستطيع الإشارة على هذه الحقيقة بشكله القاطع، وبالتالي يعطي انطباعاً بأنه متواطئ مع المكوِّن العسكري، بدليل أنه لا يدين (الانقلاب) حسب قوله، لأن المشكلة كلها من تلك الإجراءات.
ولذلك في الحزب الشيوعي نعلم أن الأمم المتحدة والعالم الخارجي لا ينفعل بقضايا الشعوب وتهمه المصالح، وأن تلك المصالح تتطلب أن يكون المكوِّن العسكري في السلطة، ولكن الشعب محصَّن ضد هذا النوع من التآمر ولذلك فولكر مهما حاول لن يستطيع فرض أجندته على الشعب السوداني.
النظام البائد
وقال أحمد عيسى، تغيير القيادي بالتحالف السوداني الحركة الشعبية جناح الفريق ماهل لـ(الصيحة): الفاسدون المقصود به النظام البائد أو اللوبي داخل الحكومة، أما المخرِّبون يقصد به اللاءات الثلاث لا تفاوض لا شراكة لا حوار، وبحكم سيطرة النظام البائد على الاقتصاد وعلى الثروات والضغط عن طريق الحكومة عبر قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، أعادوا إنتاج أنفسهم من جديد، وبالتالي عرقلة العملية السياسية والترتيبات الأمنية والمانحين أولئك هم المقصود به بالفاسدين، أما المخرِّبون الذين يقصدهم فولكر، هم الذين يرفضون الحوار والتفاوض أو الجلوس، رغم أن الحوار في الوثيقة مع الجميع عدا المؤتمر الوطني، ولذلك عندما لا تريد الحوار فأنت جزء من التخريب، لأن المكوِّن العسكري جزء من الانتقال وجزء من ثورة سبتمبر والوثيقة الدستورية.
ولكن فولكر، أرسل من خلال خطابه رسائل لعدة أطراف قد يكون منها الذين يطالبون عدم التجديد له، ولكن الهيئة الشعبية التي كُوِّنت بذلك سوف تستمر في مطالبتها بعدم التجديد، ولكن التجديد للبعثة سيتم، لأن هنالك قضايا كثيرة من أجلها يتم ذلك.
تقرير: صلاح مختار
الخرطوم: (صحيفة الصيحة)