المامون قيدوم…عروس الرمال ،، مديرية اللالوب
عروس الرمال ،، مديرية اللالوب
مدينة الأُبيض
الكاتب : المأمون قيدوم
gaydoummamoun@gmail.com
هي كانت وما زالت روضة من الرياض الغناء في الأرض وبقاع المعمورة ،، مخملية الحياة ،، تتخلل رُباها الرياحين و الفُل و الياسمين ،، كالذهب كلما غاص في الجمر وإنصهر زاده تلألؤ و لمعان و غلاوة قيمة و إستحسان من بين المعادن و كريم النفائس و الأحجار كالزمرد و العقيق والنجم الوردي و اللؤلؤ و المرجان..
من بزغ فجر ميلادهُ وحياتة بها وعاش بين حواريها وأزقتها يُكن لها مودة و حنين وحب دفاق يكاد يضاهي شقف عنترة علي ( عبله ) و قيس بن المُلوح علي ( ليلي ) حب دفاق لعروس الرمال يعتصر الجوانح و يعتري الأفئدة النحال و الهزال بسببها هياماً بها و لها ،، من شبّ بها يافعاً يعرف طعم ومذاق مودتها ولا ينفك عنها و إن بلغ من العُمر عتيا و شاخ فالحب و لواعجه لا يعرفانُ إنسراب العُمر و إن غدي المُحب أشيب و تجعد محياه و هزل فحبه لمحبوبته سيظل محفور بين حناياة وسويداء فؤاده ما بقي في قلبه نبض ،، ( اللِبيض ) يا مهد الصبا و ملتقي الأنداد كم لك بين جوانحنا اطنان من ( الريده ) يا بقعة حنيّة جمعت كل طيف السودان وإثنياتهِ دون فرز لعنصر بشري علي آخر ،، ( الِلِبيض ) يا من نري فيك وضاءة وجه عبدالله الحيوان برغم تعفره بالثري تارةًً و يا من نري فيك محيا ( عيون كديس ) ذاك المعطون في فن الرسم و الخط العربي من رقعة و كوفيِ و ديواني ،، ( أبو قبه فحل الديوم ) يا من ألتقت فيك الأزاهر و الأقاحي من عبق شيكان الأبية و إمتزجت فأفرزت عطراً فائح الشذي ليُعم فريق أب خمسه و الأرباع و الرديف و الثورة وطيبه و البترول و ود الياس و حي حسيب و حي الناظر ( الكلو مناظر ) و القلعة ش ،، ج ،، الوحده والصفا و الجلاء و القيقر و أمير و القُبة و بلدو و فلاتة و المعاصر و زنديه و كمبوديا سابقاً و الصحافة والشويحات و إشلاقات الجيش و الشرطة و حي الموظفين و عِقد شبابها حي الصالحين و شيكان..
عروس الرمال يا من تدثرت بك مكتبات :
البيان .. الجيل.. ود العشا.. القرشي.. حيث كنّا نجد فيها عند كل فجر جريدة الصحافة و الأيام و الأهرام المصرية و مجلة المصور و الدوحة القطرية و الحوادث المصرية و مجلة الامة وسيدتي و زهرة الخليج و مجلة التضامن و مجلة المجلة و كُتب طه حسين والمنفلوطي و رويات جورج زيدان و كتب و رويات نجيب محفوظ و أشعار و دواوين الأميرة الكويتية سعاد الصباح و نزار قباني و شعر بدر شاكر السياب و أحمد شوقي و المتنبئ ومحي الدين صابر و إدريس جماع و الهادي أدم،، عروس الرمال كنّا نجد فيك عند فجر كل صباح كل هذا العجين الثقافي و الأدبي الذي يخرج لنا خبزاً طازجاً تتغذي عليه عقولنا اللدنة اليافعة حينئذ ..
عروس الرمال يا مهد الصبا كنّا نراك عند كل فجر ومساء كعروس تخضبت بالحناء خلبت بجمالها وهي فوق ( السباتة ) جموع شباب عصرها فتمناها الكُل عروسه له وفُتن بها .. يا بقعة يا حنين يا من كانت بك خورطقت و الأُبيض الثانوية بنين وبنات و الميرغنية و الحميراء و إسماعيل الولي و النهضة المصرية و عبدالكريم حسين جعفر و السيد عبدالباقي و كردفان الأهلية و عاصمة كردفان و الأمل وكلية المعلمات و كمبوني ( فارتلو ) و ملكة الدار و الاميرية والجلاء فقد أفرزت و خرجت أفذاذ كانوا سنوياً تشنف سير مدارسهم الأذان في نتيجة الشهادة المتوسطة و الثانوية عبر أثير الإذاعة القومية أم درمان و التلفزيون القومي الأول و الأولي فلان و فلانه !!!!😭😭
يا عروس الرمال ياما كنّا نتحرق شوقاً حين يقترب موعد إنطلاق بث ( هنا الأُبيض ) من كل عصرية فتأتينا البرامج الشيقة و الدسمة ( همسات المستمعين ) للأستاذ صديق جوهر و تارةًً برامج الشاعر و الضابط الإداري عبدالله إسماعيل فيسوح بنا في فيافي و بوادي كردفان و عند الأخبار يطل علينا صوت محمد عبدالكريم و حامد جادالله و أسامه شمبول و شعيب و ساره و فطاحلة الإخراج الإذاعي و الإعداد البرامجي لهم في وجداننا ذكري و شوق مدرار و يا ما كان زمان و زمان
يا عروس الرمال اليوم نلمح كل ماضيك فيمر شريط ذكرياته أُمام خيالنا كما الشريط الإخباري لقناة الجزيرة والعربية الحدث و ال CNN و ال BBC و الحُرة فنتحرق شوقاً لك حاضراً وماضياً..
يا ( عروس ) فما زلتي بعنفوانك و ألقك و شبابك الغض و إن بُعدنا منك و عنك
طابة حياتك و سُكانك و أهلك الكُرماء و البشوشين عند اللُقيا بعد غياب وهجرة و سخينيِ الدمع عند الفراق و الوداع..
عشتي بسلام و أُمان ما لاح في الأُفق فجراً محي و أزال الدياجير و العتمات عنك و ظللتي عالية القامة و ضاءة القسمات يا دافئة الأحضان ما قسي عليك زمان و جار أنتي إنتي يا عطرة الأنفاس و الزفرات يا حانية و حنيّه يا رقيقة اللُب و الفؤاد مهر عرسك غالي و إن بلغ خاطِبُك الثريا و عاد يا من تتبدي لناظرك غضة بضة لينة رُحي الكفين و إن قسي عليك الدهر و عن حبك جفي و حاد يا ورقاءُ تتنقل بين الأغصان برشق و ما همها إنسراب أصيلٍ و ليلُُ كله أهات و أنين و سهاد يا ليت أقبل غابر زمانك و شبابك الغض وعاد فنسعدُ بصحبة كشَ و دقيل و كعيب و سيده و عايده و سعاد
يا عروس الرمال
يا مهد الصبا و عرين الأجداد ما شختي ولكن هي قسوة الزمان وفعل الأعادي و الأوغاد
يا كريمة الأصل بين المدائن تليدها و غضها يا حفيه يا مِهاد
يا وسطية بين شرقٍ وغربٍ ومن أرقين ألي كورندي و رجاف و إن طال البُعاد
طبتي و طابة حياتك بكل خيرٍ و تسورك الأمان ما مضي زمان وإستجد و عاد
يا شقيقة رهد و بارا و حرازٍ و أم روابة و حمرة و نهار